55 قتيلاً في تفجيري دمشق.. ومـود يطلب العون
قتل 55 شخصاً على الأقل في انفجارين هزا دمشق، صباح أمس، في واحد من أعنف الهجمات التي تشهدها سورية منذ اندلاع الاحتجاجات، ما دفع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود الى دعوة الجميع في سورية وخارجها للمساعدة على وقف أعمال العنف، بينما سارعت المعارضة إلى اتهام السلطات بتدبيرها لتهديد المجتمع الدولي والشعب السوري.
وتفصيلاً، قالت وزارة الداخلية السورية إن الانفجارين «الإرهابيين الانتحاريين» اللذين هزا دمشق صباح أمس، أوقعا 55 قتيلا و372 جريحا من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة، وتفحّم 21 سيارة وتحطّم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، بحسب التلفزيون السوري، مشيرا الى ان كمية المتفجرات المستخدمة تبلغ أكثر من 1000 كيلوغرام، ما أحدث حفرتين.
وتزامن التفجيران مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، حيث كان موقع التفجيرين يشهد حركة مرورية كثيفة. وأفاد شهود عيان بأن أحد الانفجارين استهدف مقراً أمنياً بمنطقة المتحلق الجنوبي، في حين استهدف الآخر مقراً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالقرب من منطقة الطبالة في دمشق. من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن عدد قتلى الانفجارين وصل الى ،59 مشيراً الى ان معظم المصابين هم من عناصر الأمن.
وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض سمير نشار، لوكالة «فرانس برس» إن النظام يقف وراء هذه التفجيرات «ليقول للمراقبين إنهم في خطر، وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سورية». وأضاف نشار «اذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟». وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات لاسيما في ايام الجمعة او قبل أيام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها. وأضاف «للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سورية يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال».
وأثناء زيارة الى موقع الانفجارين، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سورية الجنرال روبرت مود، أمس، نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سورية. وقال مود في تصريحات للصحافيين «أدعو الجميع في سورية وخارجها الى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه».
وأضاف مود «هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من اعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سورية». وتابع قائلاً «اود ان اعبر عن تعازيّ الخالصة الى أولئك الذين فقدوا اعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي، والى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة بشكل يومي منذ أشهر طوال».
يأتي ذلك غداة انفجار وقع لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم روبرت مود عند مدخل مدينة درعا أسفر عن إصابة 10 جنود نظاميين بجروح، في هجوم نسبته السلطات الى مجموعات مسلحة، فيما اعتبرت المعارضة أنه من تدبير النظام لإبعاد المراقبين الدوليين عن الساحة.
ودان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي أنان هجمات دمشق معتبراً انها غير مقبولة، حسبما أعلن المتحدث باسمه. واوضح المتحدث احمد فوزي في بيان خطي حصلت وسائل الاعلام على نسخ منه ان أنان يدين بأقصى العبارات الاعتداءات التي وقعت في وقت سابق في دمشق.
وأضاف فوزي ان أنان يأسف للخسائر في الارواح نتيجة الانفجارين ويقدم تعازيه الى اسر الضحايا. واعتبر كل من انان وفوزي ان هذه الاعمال المشينة غير مقبولة ويجب ان يتوقف العنف في سورية، مضيفين أن الشعب السوري عانى ما يكفي. وأضاف البيان ان كل عمل يؤدي الى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي الى نتيجة عكسية بالنسبة الى مصالح جميع الاطراف.
ودانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة السورية، ووصفت القتل العشوائي للمدنيين بأنه يستحق الشجب.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، ان الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات التي وقعت في دمشق.
الى ذلك، قتل ثلاثة اشخاص من بينهم طفل في خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب) وفي حي باب هود في مدينة حمص (وسط)، ودرعا (جنوب) جراء قصف او إطلاق نار مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي اشار الى حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الضمير (بريف دمشق) تترافق مع سماع أصوات إطلاق رصاص وانفجارات.
وقتل سبعة عناصر من قوات حفظ النظام في سورية بينهم ضابط برتبة رائد، وجرح 10 آخرون، أمس، باستهداف حافلتهم بعبوة ناسفة على طريق السويداء ـ درعا. وقال مصدر رسمي سوري لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، تم تفجير عبوة ناسفة بحافلة لقوات حفظ النظام بين بلدة صمّا التابعة لمحافظة السويداء وبلدة المليحة التابعة لمحافظة درعا. وإزاء تواصل أعمال العنف وخروقات وقف إطلاق النار، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في سورية.