جوبا على استعداد لاستئناف المفاوضات وتتهم الخرطوم بالتعطيل
البشير يرهن تصدير نفط الجنوب بحلّ الخلافات الأمنية
قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أول من أمس، إن السودان لن يسمح لجنوب السودان بتصدير أي نفط عبر أراضيه ما لم يتوصل البلدان لتسوية لكل النزاعات بشأن أمن الحدود، فيما أعربت دولة جنوب السودان عشية انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة، عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم، لكنها اعتبرت أن السلطات السودانية يبدو أنها غير مقررة للقيام بالشيء نفسه، وقالت إنها ستحصل قريبا على صواريخ مضادة للطائرات، للدفاع عن أراضي البلاد ضد أي هجمات جوية، تقول جوبا إن طائرات السودان تشنها بشكل متكرر.
وتفصيلاً، جدد البشير التأكيد، في كلمة له، أن السودان لن يسمح للجنوب بتصدير النفط عبر خطوط الأنابيب السودانية، ما لم تتم تسوية كل النزاعات بينهما بشأن أمن الحدود. وقال أمام حشد لتأييد الجيش إن جوبا أغلقت خطوط الأنابيب، لكن مفاتيح إعادة تشغيلها مع الخرطوم.
وأضاف أن السودان هو الذي سيحدد متى ستفتح خطوط الأنابيب، ولن يسمح بفتحها قبل ضمان الأمن بنسبة 100٪، وعدم وجود أي تهديد للمواطنين السودانيين والحدود.
ويتهم السودان الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب، بدعم حليفتها خلال الحرب الأهلية الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ قطاع الشمال، التي تقاتل الجيش في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين، فيما يتهم جنوب السودان وسكان بالمناطق الحدودية في جنوب السودان الخرطوم بشن عمليات قصف جوي متكررة، وهو ما تنفيه الخرطوم.
وتبنى مجلس الأمن الدولي خطة للاتحاد الافريقي في الثاني من مايو الجاري، تطالب البلدين بوقف القتال وسحب القوات من المناطق محل النزاع واستئناف المحادثات في غضون أسبوعين بشأن كل النزاعات المعلقة بينهما. وأمهل القرار الخرطوم وجوبا ثلاثة أشهر لحل الخلافات، وهدد بفرض عقوبات إذا لم يحدث ذلك.
في المقابل، قال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم لوكالة «فرانس برس» «طبقا للمهلة التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي، يجب أن تستأنف الأطراف المفاوضات قبل 16 مايو الجاري قبل (أمس)، ولم نتلق أي مبادرة بهذا الخصوص». وأضاف «بعثنا إذن برسالة الى (وسيط الاتحاد الافريقي)، الرئيس ثابو مبيكي، لإبلاغه بأننا مستعدون لاستئناف المحادثات، ونحن ننتظر». وأخذ على الاتحاد الافريقي عدم احترامه للمهلة التي حددتها الأمم المتحدة، وقال «أعتقد أن ذلك ناجم لأن الحكومة السودانية لا ترغب في استئناف المفاوضات، وهو انتهاك لقرار مجلس الأمن وخارطة الطريق»، التي تبناها الاتحاد الافريقي في 24 أبريل الماضي. وذكر أن جوبا التزمت بتطبيق خارطة الطريق هذه، وكذلك قرار الأمم المتحدة رقم ،2046 الصادر في الثاني من مايو الجاري، وهي اتخذت «الإجراءات المطلوبة»، خصوصا انسحاب قواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها وخلافا للخرطوم. وأوضح أن «حكومة السودان تواصل انتهاك القرار، لم تسحب قواتها من أبيي، ولم تعلن وقف العمليات العدائية»، وهي لم توقف قصفها وهجماتها على طول الحدود، داعيا الأمم المتحدة إلى اتخاذ عقوبات ضد الخرطوم. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أجوير، لـ«رويترز»، إن جيش جوبا تعتزم الحصول على صواريخ مضادة للطائرات في إطار خطة الدولة لتحديث وتسليح قواتها المسلحة التي قاتلت من قبل الخرطوم لسنوات في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال إن الصواريخ «ستعزز دفاعاتنا، كل النقاط الاستراتيجية بحاجة لحماية بما في ذلك مناطق إنتاج النفط والمطارات»، ولم يقل من أين سيسعى جنوب السودان، لشراء الصواريخ المضادة للطائرات أو نوعها. واستطرد أجوير «هذا يعتمد على السوق والإرادة السياسية للبيع لنا»، ولم يحدد جدولا زمنيا يحصل فيه جيش جنوب السودان على قدرات مضادة للطائرات لكن صحيفة «سودان تريبيون» نقلت عن قائد جيش الجنوب، جيمس هوث ماي، قوله ان قواته ستكون لديها صواريخ مضادة للطائرات «خلال بضعة أشهر». وصرح أجوير بأن الحصول على قدرات مضادة للطائرات سيساعد الجنوب على تعزيز استقلاله. وقال «قبل الاستقلال لم يكن من السهل الحصول على مثل هذه الاسلحة لكن الآن أعتقد أننا سنفعل»، وأضاف «هذا سيعزز ثقة مواطني جنوب السودان بأن مجالهم الجوي لن ينتهك مرة أخرى. وهذا سيكون له أثر نفسي وبدني».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news