مفتي مصر يحث على التصويت باعتباره «شهادة لله»
دخلت حملة الانتخابات المصرية، أمس، مرحلة «الصمت الانتخابي»، إذ بات على المرشحين وقف دعاياتهم كلياً قبل يومين من بدء الاقتراع غداً حتى بعد غد، وذلك وفقاً للقانون الانتخابي، فيما دعا مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة جميع أبناء الشعب إلى المشاركة بالتصويت في الانتخابات، مؤكداً أن التصويت هو «شهادة لله»، وأكد مصدر عسكرى مسؤول، أن المجلس العسكرى انتهى من وضع اللمسات الأخيرة لخطة أمنية لتأمين الانتخابات ونقل صناديقها بعناصر من القوات المسلحة (شرطة عسكرية، صاعقة، مظلات)، إضافة إلى مشاركة القوات الجوية والقوات البحرية وشرطة وزارة الداخلية، وذلك بعدد يراوح بين 250 و300 ألف عنصر بجميع المحافظات.
لمشاهدة الصورة بشكل واضح يرجى الضغط على هذاالرابط |
وتفصيلاً، لم يعد بإمكان المرشحين الـ12 الظهور في برامج تلفزيونية او الادلاء بأي تصريحات صحافية أو ممارسة اي نشاط عام يمكن ان يؤثر في الناخبين قبل الجولة الاولى من هذه الانتخابات الاولى في مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير .2011 وخلال الاسابيع الأخيرة جاب المرشحون البلاد من ادناها الى اقصاها مكثفين اللقاءات الشعبية والنقاشات والاحاديث الصحافية والمقابلات التلفزيونية في مناخ من تنافس سياسي لم يكن من الممكن تصوره في عهد الرئيس السابق.
ومن أبرز المرشحين الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء لمبارك الفريق احمد شفيق والاسلامي المستقل عبدالمنعم ابوالفتوح ومرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي.
كما خاض مرشحون آخرون حملة نشطة وإن كان بوسائل مادية أقل مثل الناصري حمدين صباحي والمفكر الاسلامي سليم العوا، والناشط الحقوقي خالد علي.
ومن المقرر اجراء جولة ثانية في 16 و17 يونيو في حال لم ينجح اي مرشح في الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى.
وقد أظهرت جماعة الاخوان بمصر قدرتها على حشد تأييد من خلال تنظيم مناسبات منسقة في اطار الحملة الانتخابية في جميع انحاء البلاد، أول من أمس، في ضغط اخير لحسم الفوز لمرشحها في الانتخابات الرئاسية التي تجري هذا الاسبوع. وصعد دعاة اسلاميون معروفون ومشاهير في كرة القدم الى المنصة في القاهرة لتأييد مرشح الاخوان محمد مرسي الذي دخل سباق الرئاسة متأخراً نسبياً. ومع ختام الحملة الرسمية، الليلة قبل الماضية، اطلقت الالعاب النارية في السماء ليلا مع وصول مرسي لالقاء كلمة امام آلاف عدة من الحضور في وسط القاهرة خارج قصر عابدين.
من جانبه، حث المفتي جمعة، في بيان أصدره، أمس، ووزع على وسائل الإعلام، كافة فئات الشعب المصري من رجال ونساء وشباب على الحرص على أداء واجبهم الوطني بالمشاركة الإيجابية الفاعلة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يومي، غداً وبعد غد، في جميع محافظات مصر، واصفا تلك الانتخابات بـ «التاريخية».
وقال «إن اختيار رئيس الجمهورية ومن سيقود البلاد والعباد في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة هو أمانة في عنق كل مصري يحق له الاختيار»، وأن الإدلاء بصوته يعد من باب الشهادة، مستشهداً بالآية الكريمة «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه».
وطالب باحترام إرادة الشعب المصري ونتائج الانتخابات، والقبول بما تفرزه نتائج الصناديق عبر الانتخابات الحرة والنزيهة، مؤكداً أن رئيس مصر القادم سيكون رئيساً لكل المصريين بانتماءاتهم كافة السياسية والحزبية والفكرية والدينية.
وحث جمعة أنصار المرشحين كافة على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى احترام حق الآخرين من أبناء الوطن في الاختلاف على من يمثلهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومن يقود أمتهم خلال المرحلة المقبلة.
ودعا الناخبين إلى تجنب الصدام والعنف والاحتكاك غير المبرر والالتزام بالسلمية والحفاظ على المنشآت والحفاظ على صناديق الانتخابات بشكل قانوني، وإلى عدم الانصات للدعاوى التي قد تؤدي إلى العنف أو تؤدي إلى الصدام أو الوقيعة أو الفتنة، والتي تسيء لصورة الأمة المصرية التي تتطلع لبناء حضارة ومستقبل جديد وسط الأمم المتحضرة.
وطلب المفتي جمعة من سلطات الدولة كافة التشريعية والقضائية والتنفيذية وجميع التيارات السياسية بذل ما يستطيعون من جهد وما يمتلكون من أدوات للحفاظ على سلمية الانتخابات «هذا العرس الديمقراطي المصري والتاريخي الدولي الذي يراقبه الداني والقاصي في جميع بلاد العالم ليعبر عن الإرادة الحقيقية لجموع المصريين وليكون بحق نموذجاً حضارياً جديداً تُهديه مصر للعالم لاتبِاعه».
واستقبل مطار القاهرة العشرات من رجال الإعلام ومراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء قادمين من مختلف مدن ودول العالم للمشاركة في تغطية الانتخابات. وصرحت مصادر مسؤولة بالمطار بأنه تم تشكيل فريق عمل من المركز الصحافي بالهيئة العامة للاستعلامات لتيسير إجراءات دخول الوفود الإعلامية بالأجهزة والكاميرات الخاصة بها ضمن إجراءات خاصة بالاتفاق مع مصلحة الجمارك، مع التنبيه إلى الوفود القادمة بضرورة الالتزام بالقواعد المعلنة في الهيئة العامة للاستعلامات بمنع دخول بعض أجهزة الاتصالات التي تتم بواسطة الأقمار الصناعية إلا بعد الحصول على الموافقات اللازمة في حالة السماح بدخولها أو احتجازها لحين سفر أصحابها.