صورة بثتها شبكة «شام» لتشييع الطفلتين مريم وغنى الرشيد اللتين قتلهما الأمن السوري في درعا. أ.ف.ب

الأمم المتحدة تطالب دمشق بـ «إجراءات ثقة» تجاه المعارضة

طالبت الأمم المتحدة دمشق بـ«إجراءات ثقة» تشمل إطلاق سراح معتقلين، والسماح بحصول مظاهرات سلمية، فيما اقتحمت القوات السورية، أمس، مدينة دوما في ريف دمشق بعد قصف عنيف وإطلاق رصاص كثيف، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق عدة.

وطالب مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام في سورية، ايرفيه لادسو، خلال لقاء مع محافظ حمص، غسان عبدالعال، السلطات السورية «بالسماح بالتظاهرات السلمية واطلاق سراح المعتقلين» على خلفية الاحتجاجات، معتبراً ان ذلك من شأنه «ترسيخ الثقة المفقودة حتى الآن» بين السلطات والمعارضة.

وقال خلال لقاء مع عبدالعال ان «السماح بحصول مظاهرات سلمية واطلاق سراح معتقلين من شأنه ان يساعد على ترسيخ الثقة المفقودة حتى الآن» بين السلطة والمعارضة «كي تتمكن العملية السياسية من البدء والتقدم».

وحسب ما جاء في بيان لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية، فإن لادسو دعا ايضا المحافظ الى تقديم الخدمات العامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولكن عبدالعال اجاب بأن الدخول الى هذه المناطق «يؤدي الى حصول مواجهات».

وفي حديثه الى مراقبي الأمم المتحدة الموجودين في حمص، اعتبر لادسو انهم توصلوا الى «تخفيف مستوى العنف». وقال «يجب من الآن فصاعداً اجراء اتصالات للمساعدة على حل المشكلات اليومية واشاعة مستوى معين من الثقة بشكل تدريجي بين الحكومة والمعارضة».

على الصعيد الميداني، تعرضت مدينة دوما منذ فجر أمس، إلى قصف عنيف وإصلاق رصاص قبل ان تقتحمها القوات النظامية، بعد أن انتشرت في محيطها. كما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة حرستا ومحيطها بحثاً عن مطلوبين، اثر الاشتباكات التي دارت في المنطقة. كما اعتقلت القوات النظامية خمسة مواطنين على الأقل اثناء حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر. وتشهد مناطق الريف الدمشقي عمليات عسكرية ومداهمات واعتقالات واشتباكات مع منشقين بشكل شبه يومي. وفي ريف حلب في شمال البلاد، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في بلدة الاتارب المحاذية لريف ادلب (شمال غرب) حيث تتركز عمليات القوات النظامية.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف الليلة قبل الماضية في عدد من احياء مدينة حلب.

وفي ادلب، اصيب مواطنون بجروح اثر اطلاق نار من القوات النظامية السورية في بلدة كفررومة، بحسب المرصد الذي أكد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في البلدة. وأضاف أن القوات السورية تستخدم القذائف والرشاشات الثقيلة في الهجوم على البلدة.

وأفاد ناشطون ان الجيش يحاول اقتحام البلدة ويشتبك مع عناصر من الجيش السوري الحر.

وزار وفد من المراقبين الدوليين، أمس، بلدة معرة مصرين في ادلب.

واظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على الإنترنت مئات المتظاهرين في البلدة يسيرون الى جانب سيارتين تحملان شعار الأمم المتحدة وهم يهتفون «يلا ارحل يا بشار»، و«إيه والله عن الثورة ما نتخلى».

وفي محافظة حماة (وسط)، تعرضت بلدة اللطامنة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة للقوات النظامية اسفرت عن سقوط جرحى.

وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماة ان «القوات النظامية معززة بالآليات تحاول اقتحام البلدة وتشتبك مع العناصر المنشقين عنها والموجودين في البلدة». ووقعت اشتباكات محدودة بين القوات النظامية ومنشقين عنها في احياء المدينة التي سمعت فيها اصوات انفجارات صباح أمس، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى اقتحام القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماة حيث «نفذت حملة مداهمات».

وقال ناشطون في حماة ان عناصر «الجيش الحر» يتوارون في احياء المدينة من دون ان تكون لهم سيطرة على مناطق بعينها، اما القوات النظامية فتسيطر على المداخل والشوارع الرئيسة وتتجنب دخول الأحياء، لاسيما في الليل.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، اصيب متظاهرون بجروح اثر اطلاق النار من القوات النظامية السورية لتفريق مظاهرة في بلدة البصيرة. وافاد ناشطون ان اطلاق النار وقع بعد مغادرة فريق من المراقبين الدوليين البلدة. وفي ريف درعا (جنوب)، قتل مواطن في بلدة النعيمة، فجر أمس، في اطلاق رصاص. وكان خمسة مواطنين قتلوا مساء أول من أمس، في انفجار عبوة ناسفة في حي القابون في العاصمة، احد الأحياء الذي يشهد احتجاجات بشكل مستمر، واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها.

الأكثر مشاركة