سائقو التاكسي.. محلّلون استراتيجيون في شوارع القاهرة
سأل مثقف مصري زميلاً له يحمل حزمة كتب، وهو يدخل مقهى بوسط القاهرة، لماذا كل هذه الكتب؟ فردّ عليه :«لا شيء احاول فقط ان اجاري التحليلات السياسية الاستراتيجية لسائقي التاكسي الذين اعود معهم كل ليلة».
تعكس هذه المزحة حالة ملموسة في الايام الاخيرة للانتخابات الرئاسية المصرية، حيث تحول سائقو التاكسي الى محللين سياسيين بامتياز بحكم تاثرهم بالاحداث، وبفضل استماعهم لعشرات وجهات النظر طوال اليوم، وبفعل رغبتهم ايضاً في تحسين علاقتهم بـ«الزبون» عبر التحدث معه حول الحدث الجاري.
وفي جولة لـ«الامارات اليوم» عبر القاهرة، قال السائق محمود بدوي، والذي نقلنا من مدينة نصر الى منطقة الاسعاف، انه يؤيد المرشح عبدالمنعم ابوالفتوح «لاننا لا نريد فلولاً بعد الثورة، ولاننا جربنا (الاخوان) وفشلوا، ولان اي مرشح ثالث حتى لو كان افضل لن يقوى على المنافسة والفوز او الوصول الى الاعادة».
وقال السائق مجدي شكري انه يجري استطلاعا يوميا للزبائن الذين يستقلون سيارته، وان الأغلبية مع مرشح يدعو الى الاستقرار والامن اكثر من ميله الى لون سياسي معين، وبغض النظر عن موقفه من الثورة.
وقال السائق الشاب يوسف عبدالوهاب انه مع مرشح شاب، لان الثورة قادها الشباب. والفشل في ذلك عودة للوراء، ومن هذا المنطلق هو يخصص حواراته مع الركاب لدعم حمدين صباحي، رغم انه لا تربطه اي صلة شخصية او سياسية به. وقال سائق حجب اسمه، انه يعتقد ان كل المرشحين فلول حتى المعارضين، وعدد في ذلك ستة اسباب ابرزها ان المعارض الحقيقي تم تهميشه وتهشيمه في عهد مبارك، وقال اخر ان 30 عاما من الكبت حرمتنا من تعلم اصول الحوار، لذلك هو يطلب من كل الركاب الحوار، والاستماع بالقدر نفسه.
وتدعو السائقة الشهيرة (نورا) التي عملت في دبي فترة خمس سنوات، وتعرفها كل الطبقات القاهرية، الركاب صراحة لانتخاب عمرو موسى، وترى ان فوزه هو مفتاح عودة الازدهار وتدفق الرساميل وحدوث انتعاش وبناء علاقة مستقرة بالخارج. وحولت نورا التاكسي الخاص بها الى صالون متحرك لنقاش الانتخابات المصرية.
وقال سائق اسمه الاول عبدالمجيد- انه سيتطوع يوم الانتخابات بنقل انصار المرشح الاخواني محمد مرسي من بولاق الدكرور الى المقار الانتخابية. وشكك محللون سياسيون يعملون في صحف مختلفة، التقتهم «الامارات اليوم» في مقهى (الخن) ، في تبعية أعداد من السائقين لاجهزة امنية توجههم للدعاية لمرشحين معينين، لكن اخرين اعتبروا هذا الاستنتاج استمراراً للتفكير القديم الذي كان يعتبر ان معظم سائقي سيارات الاجرة هم عملاء لامن الدولة والمخابرات.أأأ