واشنطن تطالب الأسد بمغادر سورية.. والمعارضة تدعو إلى تصعيد الحراك
دعا المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، الشعب السوري إلى الحداد العام، وتصعيد الحراك المدني ليومين، احتجاجا على مجزرتي القبير والحفة، اللتين قتل فيهما اكثر من 100 شخص، وفيما اتهم المجلس النظام السوري بارتكاب المجزرتين، طالبت واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم السلطة ومغادرة سورية.
من جانبه، قال رئيس فريق المراقبة الدولية بسورية، إنه تم منع فريق مراقبين من الأمم المتحدة، من الوصول إلى قرية مزرعة القبير، حيث ارتكبت المجزرة الجديدة والتي دانتها روسيا، ووصفتها باستفزاز هدفه إفشال خطة المبعوث كوفي أنان.
وتفصيلا، أعلن المجلس الوطني، في بيان، الحداد العام والتصعيد المدني ليومين، وطلب أكبر تحالف للمعارضة السورية من جميع أبناء الشعب والجيش السوري الحرّ، والكتائب الميدانية، والحراك الثوري، تصعيد التحركات الجماهيرية والميدانية في كل مكان من أجل العمل لتخفيف معاناة المناطق التي تتعرض للحصار والقصف والاقتحام في ريف حماة واللاذقية وحمص.
ودعا المجلس، على لسان الناطق باسمه محمد سرميني في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية في مختلف أنحاء البلاد. وأكد سرميني أن هذا من صلب مهمات الجيش السوري الحر، واصفا ردود المجتمع الدولي وتحركاته من أجل إنقاذ الشعب السوري بـ«البطيئة». وقال سرميني لوكالة «فرانس برس»، إن «هناك نحو 100 قتيل في مزرعة القبير، التابعة لبلدة معرزاف، بعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم 20 طفلا، بعضهم لم يتجاوز السنتين، و20 امرأة»، متهما قوات النظام السوري وشبيحته بارتكاب هذه المجزرة. وذكر أن بين الضحايا أيضا 24 شخصا من عائلة واحدة.
وبدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع المجزرة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، ليست لدينا أرقام محددة، بسبب وورد أنباء تباعا عن ارتفاع عدد الضحايا، لكن المؤكد أن العشرات سقطوا بهذه المجزرة، بينهم أطفال ونساء.
وقال عبدالرحمن «أكدت مصادر متطابقة من المنطقة، أنه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف، قدمت مجموعات من الشبيحة، وقامت بقتل العشرات من أبناء المنطقة بالسلاحين الأبيض والناري».
واتهمت جماعة «الإخوان المسلمين»، في سورية، نظام الأسد بارتكاب المجزرة، محملة المجتمع الدولي ودول الجوار العربي والإسلامي مسؤولية المجازر بحق الشعب السوري. واتهمت الجماعة النظام بارتكاب المجزرة في القبير بمحافظة حماة، أول من أمس، والتي ذهب ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ، بالاضافة إلى قتل وذبح وإحراق عشرات الأبرياء في الحفة بمحافظة اللاذقية في اليوم نفسه. واعتبرت الجماعة، في بيان، أن مسلسل المجازر لن يتوقف، واصفة ما يرتكبه بشار الأسد وأعوانه ومؤيدوه، من قتل وذبح للاطفال والنساء، وحرق وتمثيل بالاجساد فعلاً قاصداً ممنهجاً.
من جانبه، أفاد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود، في بيان، بأن وفد المراقبين يواجه عوائق، ولم يتمكن بعد من الدخول إلى مزرعة القبير بريف حماة، حيث وقعت المجزرة.
وذكر مود أن عوامل عدة عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى مزرعة القبير، من أجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية، مشيرا إلى أن المراقبين لم يتمكنوا من الوصول إلى القرية. وقال الجنرال مود «تم إيقافهم في نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري، وتمت إعادتهم في بعض الحالات، وأوقف مدنيون في المنطقة بعض دورياتنا». وأضاف أنه تلقى معلومات من سكان بالمنطقة، تفيد بأن أمن مراقبينا مهدد، إذا دخلوا قرية مزرعة القبير.
من ناحيته، نفى مصدر رسمي سوري، الاتهامات بارتكاب وحصول مجزرة في مزرعة القبير بريف حماة، مؤكدا أن هذه الأنباء عارية من الصحة تماما.
وفي موسكو، نددت وزارة الخارجية الروسية، أمس، بالمجزرة الجديدة الهمجية في محافظة حماة، معتبرة أنها استفزاز يهدف إلى إفشال خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، إنه ليس هناك أدنى شك في أن بعض القوى تستخدم، وليس للمرة الأولى، الاستفزاز الأكثر وحشية ودناءة لإفشال خطة أنان، واصفا المجزرة في منطقة حماة بأنها أعمال عنف همجية. ويأتي هذا التطور في أعمال العنف، مع اجتماع وزراء عرب وغربيين ومبعوثين رفيعي المستوى من 15 دولة، وكذلك الاتحاد الأوروبي في إسطنبول، لتقديم الدعم للمعارضة السورية.
وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاي كلينتون الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة، ومغادرة سورية، ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماة وألقت باللائمة فيها على مؤيدي الأسد، بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.
وخلال تصريحاتها في مؤتمر صحافي بإسطنبول، أبدت كلينتون استعدادا للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن مؤتمر حول مستقبل سورية السياسي، لكنها ذكرت أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد وحكومته المجال أمام حكومة ديمقراطية. وأضافت «نشعر بالاشمئزاز لما نراه»، مشيرة إلى استمرار العنف في سورية. وأشارت كلينتون، في الموتمر مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، إلى أن العنف في سورية «ببساطة هو مفرط»، واضعة اللوم على الأسد في عمليات القتل.
وقالت كلينتون إن على الأسد أن يسلّم السلطة، ويغادر البلاد. وأكدت نية بلادها العمل مع روسيا حول العملية الانتقالية في سورية، طالما تبدأ بمقدمة تقول إن على الأسد أن يستسلم للديمقراطية. وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة لمناقشة تطورات الوضع في سورية، بعد تعثر خطة السلام التي تشمل وقف إطلاق نار، وعدم وجود خطة بديلة. وتحدث في الجلسة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية كوفي أنان، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وعبر كوفي أنان عن اشمئزازه وتنديده، إثر مجزرة القبير، معربا عن امله بتحلي المجتمع الدولي بمزيد من الحزم والوحدة، لفرض تطبيق خطته للسلام.
وقال خلال جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة حول سورية «أعرب عن اشمئزازي وتنديدي، إثر المجزرة الجديدة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال». وأضاف «تجب معاقبة المسؤولين، لا يمكن ان نسمح بأن تصبح المجازر واقعا يوميا في سورية»، مشيرا الى أن الأزمة تزداد تدهورا، والعنف يتفاقم في هذا البلد. وأوضح «اذا لم تتغير الامور، فإن المستقبل سيكون بلا شك القمع الوحشي والعنف الطائفي وحرباً أهلية كاملة»، مؤكدا ان السوريين كافة سيكونون خاسرين. ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، بالمجزرة التي شهدتها بلدة القبير، مؤكدة انها جريمة «لا تغتفر»، ومطالبة بتحقيق كامل بهذه الجرائم المروعة.
وقالت آشتون في بيان «أدين بقوة العنف الوحشي ومقتل عشرات المدنيين، وبينهم نساء واطفال في بلدتي القبير ومعرزاف في ريف حماة»، مطالبة بتحقيق كامل في هذه الجرائم المروعة.