روسيا ترفض استخــدام القوة ضد الأسد وتؤيّد رحيله بمــوافقة السوريين
قتل 17 شخصا، بينهم تسع نساء وثلاثة أطفال، في قصف شنه، أمس، الجيش السوري على حي سكني في درعا، في وقت قالت روسيا إنها لن توافق على استخدام القوة ضد سورية في مجلس الأمن، وإنها لن تعارض رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إذا كانت مثل هذه الخطوة، نتيجة حوار بين السوريين أنفسهم، وليست مفروضة عبر ضغط خارجي، مقرة بأن خطة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان تتعثر، ولكن «لا بديل» عنها.
وتفصيلا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف الذي استهدف حيا سكنيا في درعا، أدى إلى سقوط 17 شخصا على الأقل، بينهم تسع نساء وثلاثة أطفال والعديد من الجرحى، إصابات عدد منهم خطيرة، فيما بلغت حصيلة العنف أمس 39 قتيلاً. واندلعت اشتباكات بين الجيش والمعارضة، بعد هذا القصف، وقطعت الاتصالات الخليوية في المدينة، وشنت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في بلدة أبطع، تزامنت مع إطلاق رصاص كثيف، أدى إلى سقوط جرحى.
وفي مدينة حمص، واصلت القوات النظامية قصفها، ومحاولتها السيطرة على أحياء الخالدية، وجورة الشياح، والقرابيص، والقصور الخارجة عن سيطرتها منذ أشهر، وأفاد المرصد بسقوط ستة قتلى في هذه الأحياء. وتتعرض مدينة تلبيسة، الخارجة هي أيضا عن سيطرة النظام، لقصف الجيش الذي يشتبك ـ منذ أيام ـ مع المنشقين المتحصنين فيها.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية، واصلت القوات النظامية ـ لليوم الرابع ـ قصفها ومحاولتها اقتحام منطقة الحفة، ما أسفر عن مقتل شخصين، بحسب المرصد، الذي أشار إلى أن حصيلة الهجوم على الحفة في الأيام الأربعة الأخيرة، بلغت 16 مدنيا، و18 منشقا، و46 جنديا نظاميا.
من جهة أخرى، نقل التلفزيون السوري ـ عن مصدر رسمي لم يسمه ـ أن المجموعات المسلحة حرقت المستشفى الوطني في الحفة ومديرية المنطقة، وأنها تُهجّر الأهالي من منازلهم، وتسطو عليها وتنهبها.
وفي حلب، تتعرض بلدتا حيان وبيانون لقصف القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة أربعة بجراح، وسقط ثلاثة عناصر من الجيش في اشتباكات على مداخل حيان، وفقا للمرصد السوري.
وتأتي هذه الأحداث غداة يوم دامٍ، شهد تظاهرات في مختلف المناطق، واشتباكات وأعمال عنف، أسفرت عن مقتل 68 شخصا.
وفي سياق متصل، لاتزال المجزرة، التي وقعت الأربعاء في القبير بريف حماة تتفاعل. وقالت الأمم المتحدة إن المراقبين، الذين توجهوا إلى موقع مجزرة القبير، اشتموا رائحة قوية للحم محترق، لكنهم ليسوا قادرين على تأكيد عدد القتلى.
وفي الوقت نفسه، أعلن دبلوماسيون في نيويورك، أن لندن وباريس وواشنطن ستتحرك بسرعة، لصياغة قرار ينص على فرض عقوبات على سورية.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في موسكو، أن روسيا لن توافق على طلب استخدام القوة ضد سورية، في الأمم المتحدة، وقال لافروف ـ في تصريحات بثها التلفزيون ـ «لن نوافق على طلب استخدام القوة في مجلس الأمن الدولي»، ضد سورية، محذراً من اندلاع حرب أهلية شاملة في البلاد.
وأعرب لافروف عن قلق روسيا من اقتراب سورية من شفير حرب أهلية شاملة، قائلا «في الآونة الأخيرة، خصوصا في الأيام الأخيرة، أصبح الوضع مقلقاً، هناك شعور بأن البلاد اقتربت من شفير نزاع أهلي شامل».
وقال لافروف إن بلاده لن تعارض رحيل بشار الأسد، إذا كانت مثل هذه الخطوة نتيجة حوار بين السوريين أنفسهم، وليست مفروضة عبر ضغط خارجي.
وأضاف إذا وافق السوريون (على رحيل الأسد)، بين بعضهم بعضا، فسنكون سعداء بدعم مثل هذا الحل، لكن نعتقد أنه من غير المقبول فرض شروط مثل هذا الحوار من الخارج.
وأقر وزير الخارجية الروسي بأن خطة أنان تتعثر، إلا أنه أكد أن الكرملين لا يرى بديلا عنها. وقال لافروف إن خطة التسوية بدأت في التعثر بشكل خطير ، ولا نرى بديلا عن تطبيق هذه الخطة.
وقال الوزير إن حرمان إيران لعب دور في المساعدة على التفاوض، لإنهاء من زمة في سورية غير منطقي.
وأضاف «نريد أن يكون هذا المؤتمر فعالا». وتابع «القول بأن إيران ليس لها مكان، لأنه تقع عليها مسؤولية كل شيء، ولأنها جزء من المـشكلة وليـس الحل، هـو غـير منـطقي على أقل تقدير من وجهة النظر الدبلوماسية».
وقالت روسيا إن المؤتمر ـ الذي تريد عقده بشان سورية ـ سيضم جميع اللاعبين الدوليين، مؤكدة أنه ضروري للتغلب على الخلافات حول كيفية تطبيق خطة كوفي أنان. وفي هذا الوقت، تجتمع الهيئات القيادية للمجلس الوطني السوري في إسطنبول، لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة، بعد استقالة رئيسه برهان غليون، وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن توافق لاختيار عبدالباسط سيدا، وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس، يوصف بأنه رجل تصالحي ونزيه ومستقل، ما لم تحدث مفاجأة.