الأمن التونسي يعتقل 86 شخصاً بعد اشتباكات عنيفة مع سلفيين
قالت وزارة الداخلية التونسية، أمس، إن الشرطة اعتقلت 86 شخصاً من بينهم عشرات السلفيين، بعد اشتباكات عنيفة مستمرة احتجاجاً على معرض فني تضمن لوحات مسيئة للذات الإلهية، حيث طالبت حركة «النهضة» بتجريم الاعتداء على المقدسات الدينية في الدستور الجديد.
واندلعت اشتباكات في تونس منذ ليل اول من امس، واستمرت بين الشرطة ومئات من السلفيين المحافظين الذين أغضبهم معرض فني يعتقدون انه يهين المسلمين. وأطلقت قوات الأمن التونسية القنابل المسيلة للدموع، ورصاصاً كثيفاً سمع على مسافات بعيدة في حي التضامن وسيدي حسين وحي الانطلاقة في العاصمة، وحاول سلفيون اقتحام مقرات حكومية بما في ذلك مقر للشرطة بحي التضامن وهو أحد أكبر الأحياء الشعبية في تونس.
وقال شهود من «رويترز»، إن المحتجين أغلقوا الشوارع وأشعلوا النار في إطارات سيارات، وقاموا برشق قوات الامن بقنابل بنزين بعد محاولتها تفريقهم.
وقال المسؤول الاعلامي بوزراة الداخلية لطفي الحيدوري، لـ«رويترز»، «لقد تم ايقاف 86 عنصرا قاموا بمهاجمة قوات الامن ومنشآت عمومية من بينهم عناصر سلفية وكذلك بلطجية»، وأضاف «لقد سجلنا على الأقل سبع إصابات في صفوف رجال الأمن».
وهذه أولى المواجهات بين الشرطة والسلفيين بعد أن تعهد وزير الداخلية علي العريض، في وقت سابق بتطبيق كامل لقانون الطوارئ في البلاد بما في ذلك استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
من جهتها، طالبت كتلة حركة النهضة الاسلامية في المجلس الوطني التأسيسي، امس، بتضمين دستور تونس الجديد بنداً يجرم الاعتداء على المقدسات الدينية، وذلك اثر اندلاع الاحتجاجات وأعمال العنف في تونس العاصمة.
وقالت الكتلة في بيان نشرته وكالة الأنباء التونسية، ان المقدسات الدينية أسمى من أن تكون موضوعا للتندر والعبث والتطاول، وأن الامانة المنوطة بعهدتها (حركة النهضة) تحملها مسؤولية المبادرة باقتراح قانون يجرم التعدي على المقدسات والعمل على تضمين الدستور مبدأ عدم جواز التعدي على المقدسات.
واعتبرت ان «حرية التعبير وحرية الابداع الفني، وإن كانتا من الحريات التى تقرها (حركة النهضة)، فإنهما ليستا مطلقتين من كل الضوابط، ويجب على من يمارسهما أن يستحضر عقيدة وأخلاق الشعب» التونسي الذي دينه الإسلام.
ودعت السلطات إلى فتح تحقيق قضائي ومحاسبة كل من يثبت تورطهم في التعدي على المقدسات او التعدي على الممتلكات.