مود يتحدث عن استبعاد طرفي الأزمة لحل سلمي.. والمعارضة تسعى إلى «توحيــد» رؤيتها
عشرات آلاف السوريين يتظاهــــــــــــرون ضدّ الأسد في جمعة «النفير العـام»
تظاهر عشرات آلاف السوريين، في معظم المدن والقرى والبلدات، أمس، في جمعة «الاستعداد التام للنفير العام»، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واحتجاجاً على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، حيث أطلقت القوات النظامية السورية النار لتفريق التظاهرات. في حين يبدأ في اسطنبول اجتماع يضم ممثلين عن كل اطياف المعارضة السورية بهدف «توحيد الرؤية»، في ظل تصاعد العمليات العسكرية والاشتباكات في مناطق مختلفة من سورية، مع تأكيد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية، الجنرال روبرت مود، على «غياب الرغبة على ما يبدو في البحث عن حل سلمي انتقالي».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن متظاهرين قتلا اثر اطلاق رصاص من القوات النظامية لتفريق تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)، كما اصيب عدد من المواطنين بجروح في اطلاق نار من القوات النظامية على تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب.
وافاد المرصد بخروج آلاف المتظاهرين في أحياء عدة من مدينة حماة (وسط)، وبلدات عدة من المحافظة احتجت على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري.
وأظهر شريط فيديو نشره ناشطون على الانترنت متظاهرين يجوبون شارعا في جوبر في دمشق خرجوا إليه بعد صلاة الفجر من مسجد حذيفة بن اليمان وهم يهتفون نصرة لحمص ودير الزور وغيرهما من المدن المحاصرة، ويرددون «سورية للثوار غصبا عنك يا بشار»، بينما وزعت لجان التنسيق المحلية شريط فيديو آخر عن «تظاهرة صباحية في حي المزة بدمشق»، بدا فيه عشرات الشبان، معظمهم ملثمون، يهتفون لنصرة حمص والحفة والاسرى والجرحى، مطلقين شعارات بينها «الجيش الحر للأبد، داعس رأسك يا أسد».
وسجلت تظاهرات عدة في مدن وبلدات في ريف دمشق ومدينة دير الزور (شرق) ومحافظتها ومحافظة درعا (جنوب)، ومحافظة ادلب (شمال غرب)، حيث بدا متظاهرون في معرة النعمان في احد اشرطة الفيديو وهم يرفعون لافتة كتب عليها «بكاؤنا على السلاح اشد من بكائنا على اطفالنا»، في اشارة الى سعيهم للتسلح للدفاع عن انفسهم في مواجهة القوات النظامية.
وخرجت عشرات التظاهرات في محافظة درعا (جنوب) مطالبة بإسقاط الأسد.
ودعت المعارضة السورية الى التظاهر من اجل ان يعد السوريون «العدة ماديا ومعنويا»، و«يتأهبوا لخوض أحلك وآخر معارك التحرر من العبودية».
وفي أعمال العنف، قتل ثمانية أشخاص في مدينة بصرى الشام في محافظة درعا في قذيفة سقطت قرب مسجد في المدينة.
كما قتل مواطن في مدينة حرستا في ريف دمشق إثر اصابته برصاص قناص، فيما سجل سقوط قذائف قبل الظهر مصدرها القوات النظامية على مدينة دوما.
وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة في حي الميدان، وأشار المرصد الى وقوع اصابات.
وأفاد المرصد بالعثور على تسع جثث، مساء أول من أمس، لأشخاص «بعضهم قتل ذبحاً» في بلدة حمورية في ريف دمشق.
ولم يجزم المرصد بالجهة المنفذة، لكنه ندد بعدم تحرك المراقبين الدوليين الموجودين في دمشق وريفها الى بلدة حمورية.
واتهم مكتب حقوق الإنسان التابع للمجلس الوطني السوري النظام بالجريمة. وقال في بيان إن «النظام ابتكر أسلوباً جديداً في الإجرام في ريف دمشق، بذبحه بالسكاكين تسعة مزارعين في بلدة حمورية بكل دم بارد». وأشار البيان إلى ان منفذي «المجزرة» قاموا «ببتر اعضاء من الشهداء من أيدي وأرجل وأعضاء تناسلية».
وأوضح مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق من جهته ان قوات النظام استبقت «المجزرة» بقصف عنيف واستقدام «تعزيزات عسكرية بأعداد كبيرة» الى المنطقة، وان «أغلب شهداء حمورية تم ذبحهم بشكل طائفي».
وفي محافظة حلب، ذكر المرصد ان «اشتباكات عنيفة مستمرة على اطراف بلدة عندان في محافظة حلب بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المعارضة والقوات النظامية التي تحاول دخول البلدة». وقتل مواطن في البلدة في إطلاق نار، في وقت تتعرض بلدة الاتارب في ريف حلب للقصف أيضا.
ووقعت اشتباكات، فجر أمس، في مدينة دير الزور تركزت قرب مقر للمخابرات والشرطة العسكرية.
وفي محافظة حمص، افاد المرصد السوري، أمس، بتجدد القصف من قوات النظام على مدينة الرستن، حيث قتل شخص. كما قتل ضابط من القوات النظامية برتبة نقيب في اشتباكات في محيط المدينة.
كما تتعرض مدينة القصير لقصف من القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، بحسب المرصد الذي اشار أيضا الى مقتل مواطن في حي جورة الشياح في مدينة حمص، واستمرار القصف على احياء اخرى في المدينة.
من جهته، أكد الجنرال روبرت مود، أمس، أن أعمال العنف تحد من قدرة البعثة المكلفة التثبت من وقف اطلاق النار المعلن منذ 12 ابريل الماضي، والذي لم يدخل حيز التنفيذ الفعلي، على العمل.
وقال في مؤتمر صحافي في دمشق، ان «تصاعد وتيرة العنف في الوقت الحالي اعاق قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، وحد من القدرة على المساعدة على اقامة حوار بين الأطراف المختلفة وضمان الاستقرار».
وأشار رئيس إلى تصاعد وتيرة العنف خلال الايام الـ10 الاخيرة «بإرادة الطرفين ما تسبب بخسائر لدى الجانبين، ومخاطر كبيرة على المراقبين».
ولفت الى «غياب الرغبة على ما يبدو في البحث عن حل سلمي انتقالي»، مضيفا «على العكس هناك دفع نحو تقديم المواقف العسكرية».
وفي اسطنبول، بدأ ممثلون عن مختلف مجموعات المعارضة السورية، أمس، اجتماعا يستمر يومين يهدف الى «توحيد الرؤية».
وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، اكبر تحالف للمعارضة، برهان غليون لـ«فرانس برس»، قبيل بدء الاجتماع «سنعمل على توحيد رؤيتنا».
وبالإضافة الى المجلس الوطني السوري، يشارك في الاجتماع المجلس الوطني الكردي الذي رفض دعوة غليون للانضمام الى المجلس خلال اجتماع سابق للمعارضة في مارس الماضي في اسطنبول، ومجموعة يقودها زعيم احدى العشائر، نواف البشير، واخرى ملتفة حول المثقف ميشيل كيلو، كما ذكرت مصادر سورية متطابقة.
وذكر مصدر غربي ان ممثلين عن عدد من الدول العربية والغربية سيحضرون بدء الاجتماع، وسيعقدون «لقاء صغيرا» مع المعارضة السورية، قبل ان يغادروا الاجتماع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news