شفيق يطالب أنصاره بإرجاء احتفالات الفوز تجنباً للمناوشات

«غيبوبـة» مبارك تَشْغل مصـر عن رئيسها

صحة مبارك تزيد الارتباك في مصر عشية حسم اسم الرئيس الجديد. أ.ف.ب

أدى نقل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من مستشفى سجن طرة إلى مستشفى المعادي العسكري، بعد تضارب الانباء حول دخوله في غيبوبة أو في حالة موت سريري إلى المزيد من التشويش والارتباك للمصريين في الوقت الذي ينتظرون إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة اليوم، والتي تحسم بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، وآخر رئيس وزراء في النظام السابق أحمد شفيق الذي طالب أنصاره بإرجاء الاحتفال بفوزه تجنباً للمناوشات.

وتفصيلاً، أدلى مسؤولون كبار في الجيش بتصريحات مختلفة الليلة قبل الماضية عن حالة مبارك البالغ من العمر 84 عاماً بما في ذلك إصابته بغيبوبة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي. لكنهم قالوا إنه لم يمت إكلينيكياً كما قالت وسائل إعلام حكومية لبعض الوقت. وظلت الحالة الصحية لمبارك مثاراً للتكهنات منذ أن صدر ضده حكم بالسجن المؤبد في الثاني من يونيو ليظل ملقياً بظله على عملية الانتقال السياسي.

ومما يعكس حالة التشوش تصدرت عناوين الصحف نتيجة انتخابات الرئاسة إلى جانب الحالة الصحية غير الواضحة للرئيس السابق بعد نقله من مستشفى السجن إلى مستشفى المعادي العسكري. وقالت صحيفة الأهرام في صدر صفحاتها «تضارب حول وفاة مبارك بعد إصابته بجلطة في المخ، أخطر 48 ساعة في تاريخ مصر»، في إشارة إلى نظر لجنة انتخابات الرئاسة في الطعون التي قدمها المرشحان.

في حين قالت صحيفة الأخبار «مبارك في غيبوبة بين الحياة والموت»، تحت عنوان آخر يبرز النزاع بين مرسي وشفيق حول نتيجة الانتخابات، والذي قال «الرئيس القادم في علم الغيب».

ونفى الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل موت مبارك سريرياً، لافتاً إلى أن حالته لاتزال خطرة. وقال في مداخلة هاتفية مع التلفزيون المصري، إن مبارك بدأ يستجيب للعلاج وانخفضت درجة خطورة حالته الصحية من خطرة جداً إلى خطرة فقط.

في غضون ذلك، تجمع عشرات أمام المستشفى الليلة قبل الماضية بعضهم كان لديه فضول فقط لمعرفة الحقيقة في حين تجمع آخرون تعبيراً عن تأييده. وحمل أحدهم صورة لمبارك كتب تحتها «سيحكم التاريخ».

ولم يرد بيان واضح من خبراء طب مستقلين حول حالة مبارك، لكن وسائل إعلام حكومية تحدثت عن مجموعة من المتاعب الصحية من عدم القدرة على التنفس إلى الأزمة القلبية. وكانت وكالة أنباء الشرق الاوسط، أعلنت وفاة مبارك إكلينيكيا وهي حالة تعرف عادة بعدم وجود نبض أو تنفس، ولكن يمكن إفاقة المريض منها ثم أعقب ذلك نفي سريع من مصادر عسكرية.

ولم يتضح ما إذا كانت حالته قد بلغت هذه المرحلة في أي وقت من قبل، لكن بعض المصادر قالت إنه وضع بالفعل على جهاز للتنفس. وقال مصدر عسكري لـ«رويترز»، إنه في حين أن مبارك أصيب بجلطة فإن أي حديث عن موته إكلينيكيا غير صحيح. وقال مصدر عسكري آخر إنه أصيب بغيبوبة وإنه وضع على جهاز للتنفس الصناعي، في حين ان مصدرا عسكريا ثالثا وصف حالة الزعيم السابق بأنها شبه مستقرة دون إسهاب.

وانتقلت زوجة مبارك، سوزان ثابت، إلى المستشفى على الفور لمرافقة زوجها، فيما لم يسمح لنجليه المحبوسين في سجن مزرعة طرة بالانتقال معه حيث كانا يرافقانه في مستشفى السجن. وقالت قناة «العربية»، نقلاً عن مصادر طبية داخل مستشفى المعادي، إن حالة مبارك شبه مستقرة، وإنه يتنفس بطريقة طبيعية، ويمر بحالات فقدان للوعي بين وقت وآخر.

وجاء الإعلان عن تدهور صحة مبارك في وقت كان آلاف المصريين يتظاهرون في ميدان التحرير للتنديد بالانقلاب الدستوري للمجلس العسكري الذي منح نفسه صلاحيات واسعة تتيح له البقاء سيد اللعبة السياسية حتى بعد انتخاب رئيس جديد.

في هذه الأثناء قالت قناة «الجزيرة» إن قيادات في المجلس العسكري بدأت مشاورات مع خبراء قانونيين وسياسيين حول وضع مبارك في حال وفاته، وهل سيُعامل بوصفه رئيسا أم قائدا عسكريا أم سجينا توفي.

وفي انتظار النتائج طالب المرشح للرئاسة الفريق أحمد شفيق، أعضاء حملته وأنصاره بإرجاء الاحتفال بفوزه بالرئاسة تجنباً لاندلاع مناوشات. ودعا شفيق، في بيان وزعته حملته الانتخابية، أعضاء حملته الانتخابية وأنصاره إلى تأجيل الاحتفالات بفوزه في الانتخابات، تقديراً للظروف العامة، ومنعاً لاحتمال اندلاع مناوشات أو وقائع غير حميدة مع آخرين. وقال شفيق إنه على ثقة كاملة بما ستُعلنه اللجنة العليا للانتخابات، وحصوله على تأييد المصريين له رئيساً لمصر. وكان عدد كبير من أنصار شفيق احتشدوا أمام المقر المركزي لحملته الانتخابية بحي الدقي جنوب القاهرة مساء أول من أمس، واحتفلوا بفوزه بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية بعد أن أعلن الناطق الرسمي باسم الحملة أحمد سرحان أن الفريق أحمد شفيق حصل على 51.5٪ مقابل حصول منافسه على 48.5٪ من إجمالي عدد الأصوات.

تويتر