«الجامعة» تطالب روسيا بوقف تسليح دمشق.. والعنف يحصد 15 ألف قتيل منذ بــــدء الثورة
انشقــاق أول مقاتــلـة سورية.. والأردن يمنح قائدها اللجوء
للمرة الأولى أعلن، أمس، انشقاق قائد طائرة عسكرية سورية منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، حيث منح اللجوء السياسي في الأردن، بعد أن هبط بمقاتلته طراز «ميغ 21» في مطار المفرق الأردني. وفي تطور سياسي متصل بالأزمة طالبت جامعة الدول العربية روسيا بالتوقف عن تزويد النظام السوري بالأسلحة.
ميدانياً، قتل 120 شخصاً في أعمال العنف التي ارتفعت حصيلتها منذ الثورة إلى أكثر من 15 ألف قتيل، في وقت استمر القصف على مدينة حمص.
وتفصيلاً، فر طيار سوري يقود طائرة حربية من طراز «ميغ 21» بطائرته، وغادر الأجواء السورية إلى الأردن. وأورد التلفزيون السوري أن العقيد طيار حسن مرعي الحمادة، كان يقود طائرته بجنوب البلاد، ثم انقطع الاتصال بها. وفي عمان قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، لوكالة «فرانس برس»، إن مجلس الوزراء قرر منح الطيار السوري العقيد الطيار حسن مرعي اللجوء السياسي، بناءً على طلبه. وحول مصير الطائرة العسكرية وهي من طراز «ميغ 21» روسية الصنع، قال المعايطة إنه سيتم الإعلان عنه في حينه، موضحاً أن تفاصيل هذه القضية مربوطة بتشريعات وقوانين دولية.
من جهتها اعتبرت دمشق الطيار «فاراً من الخدمة، وخائناً»، مطالبة السلطات الأردنية باستعادة الطائرة. وبث التلفزيون السوري بيانا صادرا عن وزارة الدفاع جاء فيه ان «الطيار (حسن مرعي) الحمادة يعد فارا من الخدمة وخائنا لوطنه ولشرفه العسكري وستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الاعمال بموجب الانظمة والقوانين العسكرية المتبعة». واكدت وزارة الدفاع في بيانها انه يتم التواصل مع الجهات المختصة في الأردن من اجل ترتيب استعادة الطائرة.
وفي واشنطن، رحبت الولايات المتحدة بانشقاق الطيار وفراره الى الاردن، وقالت انه لن يكون الاخير الذي يفعل الصواب وينشق عن قوات نظام الاسد.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي، توني فيتور، ان هذا الطيار «واحد من امثلة لا تعد ولا تحصى من سوريين بينهم عناصر من قوات امن».
وكان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، قال في بيان انه «في تمام الساعة 45:10 دقيقة (45:07 تغ) صباح أمس (الخميس) دخلت الأجواء الأردنية طائرة (ميغ 21) تابعة لسلاح الجو السوري». وأضاف أن «الطائرة هبطت بسلام في إحدى قواعد سلاح الجو الملكي، وقد طلب قائد الطائرة منحه حق اللجوء السياسي».
وأكدت مصادر رسمية أردنية أن الطائرة السورية كانت ضمن سرب مكون من أربع طائرات عسكرية ينفذ طلعة تدريبية فوق محافظة درعا السورية، وأن قائد الطائرة انفصل عن السرب وهبط بطائرته العسكرية في قاعدة الحسين الجوية بمدينة المفرق في تمام الساعة 45:10 بالتوقيت المحلي، ونزل منها مع مساعد له وطلبا اللجوء السياسي للأردن.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرا، لوكالة «فرانس برس» إن الطائرة الحربية اقلعت من احد المطارات العسكرية في جنوب سورية بين درعا والسويداء. وأضاف أن الطيار المنشق طار منفرداً وبأقصى سرعة وبشكل منخفض لتجنب الرادارات أو المتابعة.
وقالت قناة «العربية» إن الطيار السوري المنشق تخلص من شارته العسكرية قبل الخروج من الطائرة. وقال مراسل القناة في الأردن: «أبلغني أحد أعضاء المجلس الوطني السوري أن عائلة الطيار السوري موجودة حالياً في إحدى الدول المجاورة لسورية». وأكد المصدر، الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، أن زوجة الطيار المنشق وأولاده الخمسة خرجوا من سورية تهريباً بمساعدة «الجيش الحر»، وأنهم في أمان حالياً.
والعقيد الطيار حسن مرعي حمادة هو من الفرقة (20) اللواء (73) مطار خلخلة العسكري في السويداء، وهو قائد سرب البحوث العلمية في مطار خلخلة، وكان من الطيارين أصحاب الخبرة والمهارة، وهو من أبناء محافظة إدلب، من قرية ملس في ريف ادلب.
سياسياً، طالبت جامعة الدول العربية روسيا بالتوقف عن تزويد النظام السوري بالأسلحة، بحسب ما أعلن نائب الأمين العام للجامعة، السفير أحمد بن حلي، في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، امس. ورداً على سؤال عن التعاون العسكري بين روسيا وسورية قال بن حلي إن «كل مساعدة على العنف يجب أن تتوقف، لأنكم عندما ترسلون معدات عسكرية فأنتم تساعدون على قتل مواطنين، وهذا الأمر يجب أن يتوقف»، بحسب الوكالة. ودعا مسؤول الجامعة العربية إلى تعزيز مهمة المبعوث الدولي، كوفي انان، في سورية، بما يتيح للأسرة الدولية أن تكون متأكدة من أن أطراف النزاع في سورية تطبق خطة السلام، وأوضح بن حلي أن تنفيذ خطة انان يتطلب إيجاد آلية بديلة، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر في تفويض انان. وأضاف: «لكن من أجل تطبيق هذه الخطة، يجب القيام بخطوة جديدة من قبل مجلس الامن، وقد يكون ذلك عبر تعزيز الضغط على النظام السوري».
واعتبر أن على مجلس الأمن الدولي، عاجلاً أم آجلاً، أن يلجأ، كما ترغب الولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على إجراءات تراوح بين عقوبات اقتصادية وصولاً الى استخدام القوة العسكرية، في حال وجود تهديد للسلام والأمن الدوليين.
وفي موسكو، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، أن سفينة الشحن الروسية «ام في الايد» التي أرغمت على العودة الى روسيا، قبالة سواحل اسكتلندا، تنقل فعلاً مروحيات وسترفع العلم الروسي لتجنب اعتراضها خلال توجهها إلى سورية.
وقال الناطق إن سفينة الشحن «الايد» ابحرت في 11 يونيو وتنقل خصوصاً مروحيات من نوع «مي-25» للجانب السوري، مضيفاً «لتجنب احتمال اعتراض السفينة، تقرر ان تعاد الى مورمنسك (شمال غرب) حيث ينتظر وصولها غداً لكي ترفع العلم الروسي، في حين انها كانت تبحر رافعة علم كوراساو.
وافادت صحيفة نيويورك تايمز بأن عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) يراقبون في تركيا شحنات الأسلحة المرسلة الى مسلحي المعارضة السورية للتأكد من عدم وصولها الى ايدي عناصر «القاعدة».
ميدانياً، قتل 120 شخصاً في اعمال عنف في سورية، امس، والقتلى هم 71 مدنياً و6 معارضين و43عسكرياً، حيث قتل 13 مواطناً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «استشهد 13 مواطناً في مدينة حمص بينهم 10 سقطوا في حي دير بعلبة الذي يشهد اطلاق نار وسقوط قذائف، والذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه، وثلاثة في حيي الخالدية وجوبر اثر اطلاق نار وسقوط قذائف». كما سقط قتيلان في مدينة القصير وريفها في محافظة حمص التي تنفذ القوات النظامية عمليات عسكرية فيها.
في محافظة درعا ، قتل 10 اشخاص في بلدة انخل، تسعة منهم في قصف وآخر برصاص قناص. وفي ريف دمشق، يستمر القصف واطلاق النار من رشاشات ثقيلة منذ اكثر من اسبوع على مدينة دوما ومناطق محيطة بها، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مواطن في المدينة.
في محافظة حلب، قتل مواطن في قصف تعرضت له بلدة الأتارب. كما قتل ضابط منشق في اشتباكات في قرية دار عزة.
في محافظة ادلب، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في ارمناز.
وأفاد المرصد بسقوط ما لا يقل عن 17 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات في محافظات حمص وادلب وحلب وريف دمشق. وقال سكان في مدينة حمص إن الجيش السوري يقصف أحياء بوسط المدينة امس، بعد أن اتفقت قوات المعارضة والقوات الموالية للرئيس الأسد على هدنة مؤقتة حتى يتسنى توصيل المساعدات للمرضى والجرحى. واستعدت فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري في حمص.
وقتل اكثر من 15 الف شخص معظمهم من المدنيين في اعمال العنف التي تشهدها سورية منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد قبل 15 شهراً، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» أمس ان 15 ألفاً و26 شخصاً قتلوا في سورية هم 10 آلاف و480 مدنياً، و3716 عنصراً من القوات النظامية و830 من المنشقين.
من جانبه، وجه البابا بنديكتوس السادس عشر، امس، نداء لوقف كل اعمال العنف في سورية، حيث هناك تهديد بنزاع شامل يمكن ان يترك عواقب سلبية بقوة على سورية وكل المنطقة. واكد البابا امام المشاركين في اجتماع لدعم الكنائس الشرقية في الفاتيكان، تفكيره في المعاناة الكبرى التي يعيشها الأشقاء والأخوات في سورية، لا سيما الأبرياء الصغار والأشخاص الأضعف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news