مئات السودانيين يحتجون على إجراءات التقشف

استمرار التظاهرات على خلفية غلاء الأسعار. أ.ف.ب ــ أرشيفية

استخدمت قوات الأمن السودانية الهراوات والغاز المسيل للدموع، أمس، لتفريق تظاهرات في ضاحيتين بالعاصمة الخرطوم دخلت يومها السادس احتجاجاً على قرارات الحكومة بخفض الإنفاق.

وقال ناشطون وشهود عيان إن ما بين 400 و500 محتج بدأوا يرددون هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» أثناء خروجهم من مسجد الامام عبدالرحمن في ضاحية أم درمان بعد صلاة الجمعة.

ومع احتشاد قوات الأمن دعا المحتجون الشرطة للانضمام إليهم وهتفوا قائلين «يا بوليس يا بوليس مهيتك (راتبك) كام ورطل السكر بقا بكام؟».

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ثم استخدمت الهراوات في اشتباكها مع المحتجين الذين رشقوها بالحجارة. وقال شهود إن رجالاً يرتدون ملابس مدنية هاجموا التظاهرات أيضا. ومسجد الامام عبدالرحمن في الخرطوم من أكبر وأشهر مساجد الخرطوم. ويعرف بأنه مركز لدعم حزب الأمة المعارض.

والتظاهرات الحاشدة نادرة نسبياً في السودان الذي تفادى احتجاجات الربيع العربي التي اجتاحت مصر وليبيا المجاورتين. وعادة ما تسارع قوات الامن لتفريق التظاهرات.

وقال ناشطون إن تظاهرتين صغيرتين أيضاً خرجتا في ضاحية بحري بشمال الخرطوم وفرقتهما الشرطة بالهراوات، وأكد شاهد عيان هذه الرواية. وانضمت مجموعة من نحو 40 شخصاً إلى تظاهرة في بحري، لكنها توقفت وسط وجود أمني مكثف، بينما أحرق نحو 100 شخص إطارات سيارات في التظاهرة الأخرى قبل أن تفرقهم الشرطة.

من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية السلطات السودانية إلى إنهاء حملتها، التي وصفتها بالوحشية، ضد الاحتجاجات ووقف مضايقة الصحافيين الذين يغطونها. وقالت المنظمة إن الشرطة السودانية اعتقلت عشرات الناشطين منذ أن بدأت التظاهرات الأحد الماضي، كما احتجزت بصورة مؤقتة أيضاً مدونين وصحافيين في محاولة لمنع تغطية حركة الاحتجاج. وأضافت أن حركة الاحتجاج، التي يهيمن عليها الطلاب الناشطون، تركزت حتى الآن حول الجامعات في الخرطوم والمدن المجاورة، وتم خلالها استهداف مراسلين دوليين وناشطين في وسائل الإعلام الاجتماعية.

وقال بول ريغو نائب مدير برنامج افريقيا في منظمة العفو الدولية إن «الحكومة السودانية تُظهر عدم التسامح مطلقاً مع التظاهرات، وتواصل حرمان الشعب حقه في التجمع السلمي».

تويتر