«مونيتور»: «الجماعة» تتمتع بتاريخ من البراغماتية والحذر
تعتبر جماعة الإخوان المسلمين المؤسس للحركات الاسلامية المعاصرة، حيث ترجع جذور تأسيسها الى ما قبل 84 عاما خلت. ونادرا ما يتم التحدث عنها في الولايات المتحدة بالطريقة ذاتها التي يجري خلالها تناول تنظيم «القاعدة» الذي يعتبر ارهابيا. ويخشى العديد من المصريين ان تقوم الجماعة باستبدال القانون المدني المصري بالقانون الديني، ففي نهاية المطاف فإن الشعار الاساس للحركة هو «الاسلام هو الحل»، لكن الجماعة تتمتع بتاريخ من البراغماتية والحذر. وبعد فترة وجيزة من الاعلان عن فوز محمد مرسي برئاسة مصر، نشر موقع محطة فوكس نيوز خبرا مقتضبا دون توقيع من كاتبه، وقالت في عنوانه «(الاخوان المسلمون) يسيطرون على مصر، ورجال الدين يعلنون: عاصمتنا ستكون القدس بإذن الله»، وقبيل خطاب الرئيس المنتخب ظهر النص التالي على شاشة «فوكس نيوز»: «رئيس مصر المنتخب حديثا عضو في (الاخوان المسلمين)، وسيكون جاراً جديداً لاسرائيل». ولكن يجب الانتباه إلى ان بحراً من التغيرات التي عصفت بمصر ستؤدي الى ظهور تحديات للقوى الاجنبية، وينجم عنها تغير في العلاقات التي بنتها مصر خلال حكمها الشمولي. وبالطبع فإن حكومة مرسي لن تكون ودية مع مصالح اسرائيل، كما كان مبارك، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» هي فرع من «الاخوان المسلمين». ومن المهم ان نضع في الحسبان ان الجيش المصري يصبو الى السيطرة على السياسة المصرية الخارجية، الامر الذي ينم عن تشكك الجيش بـ«الاخوان المسلمين» بقدر تشكيك اسرائيل فيها. وسيكون الاقتصاد المصري اكثر اعتمادا على المساعدات الخارجية اكثر من اي وقت مضى في المستقبل المنظور. وتتمنى الولايات المتحدة من مصر ألا تقوم بأي تحرك استفزازي بشأن اتفاقيتها للسلام مع اسرائيل، لذا فإنها ستلعب دوراً مساعداً على ذلك.