مرســي: لا سلطة فوق سلطة الـــشعب.. ولن أتهاون في صلاحياتي
أدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أمس، اليمين القانونية على نحو رمزي أمام المحتشدين في ميدان التحرير في مليونية «جمعة تسليم السلطة»، مؤكداً لهم ان ارادة الشعب هي مصدر السلطة ولا سلطة فوقها، ورافضاً التهاون في صلاحياته كرئيس وتعهد بالعمل من اجل دولة مدنية في مصر، وذلك بعد ان أدى صلاة الجمعة في الازهر الشريف عشية ادائه اليمين الدستورية رئيساً للبلاد أمام المحكمة الدستورية العليا.
وقال مرسي مخاطبا المحتشدين «انتم اصحاب الارادة.. انتم مصدر السلطة.. أعمل لكم ألف حساب». واضاف قائلاً «أتيت اليوم الي الشعب المصري.. الكل يسمعني الآن.. الشعب كله يسمعني والوزارة والحكومة والجيش والشرطة ورجال مصر ونساؤها في الداخل والخارج: لا سلطة فوق سلطة الشعب».
ووعد الرئيس المصري المنتخب بالعمل مع الشعب من أجل تحقيق كامل أهداف ثورة 25 يناير. وأعلن مرسي انه سيعمل من اجل اقامة دولة مدنية في مصر. وأوضح امام الحشد الهائل في الميدان الذي يرمز الى الثورة التي اطاحت حسني مبارك، وعشية توليه رسمياً مهامه، سنكمل المشوار في دولة مدنية وطنية حديثة. وأكد أنه سيمضي بالعمل على إزالة كل أشكال الظلم والفساد والنهوض بالاقتصاد المصري. وهتف مرسي امام الحشد مردداً «ثوار أحرار.. حنكمل المشوار». وقال ان سلطة الشعب تعلو كل سلطة في البلاد.
وبدأ مرسي خطابه باعتذار من بعض المحافظات المصرية التي نسي ذكرها الأحد الماضي عند إعلان نتيجة الانتخابات التي كشفت عن فوزه وإعلانه رئيساً للجمهورية المصرية. وقال مرسي في بداية خطابة: أعتذر من القاهرة ودمياط والجيزة والبحيرة التي نسيت ذكرها الأحد الماضي وهم أهلي وأحبابي.
ووجه مرسي تحية لكل شعب مصر مسلمين ومسيحيين نساء ورجالا مؤيديه ومعارضيه لأهل الفن والإبداع والثقافة بمصر، وللإعلاميين ولكل العاملين في مجال السياحة ومتحدي الإعاقة، ولكل شباب وشهداء ثورة 25 يناير. وتعهد مرسي بالعمل على الافراج عن الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة إثر ادانته بأعمال ارهابية.
وكانت قيادات من الشرطة والحرس الجمهوري وصلت إلى ميدان التحرير وتم إغلاق شارع محمد محمود قبل دخول مرسي إلى الميدان لإلقاء كلمته أمام المعتصمين بعد ان أدى أول صلاة للجمعة بعد فوزه بالرئاسة، امس، في الجامع الأزهر، في حضور شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة.
وكان خطيب مسجد الازهر الشريف، وزير الأوقاف الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي، قد دعا في صلاة الجمعة الرئيس المنتخب الى الحزم والعدل والى اعلاء قيمة المواطنة والحفاظ على مؤسسة الازهر ملاذاً ضد الارهاب. وحضر الرئيس المنتخب لاداء الصلاة في الازهر الشريف عشية استلامه السلطة من المجلس العسكري الحاكم قبل توجهه الى ميدان التحرير. وأخذ الامام الخطيب مثلاً من الخليفة عمر بن الخطاب ليدعو من خلاله مرسي الى «ان يكون حازماً مهيب الحسم والى العدل الذي هو أساس القوة». ودعا الله ان تكون هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ مصر بداية الاستقرار والبناء والتقدم كي تنزع الامة عن جسدها تلك الاغلال التي أحاطت بها في الاوقات السابقة.
وشدد الخطيب على إعلاء قيمة المواطنة، وقال في هذا السياق «اقول للرئيس الذي ارجو له التوفيق: هذا الوطن وطن للجميع لا شرذمة فيه ولا إقصاء، وطن المشاركة والمواطنة التي تساوي بين الافراد والمجموعات، وطن العدل والمساواة بين الافراد والديمقراطية الحقة التي يعبر فيها كل عن رأيه».
كما أكد على اعلاء دور مؤسسة الازهر وقال «أحسب السيد الرئيس من المقتنعبن بدور الازهر الذي ينبغي أن يظل ويعلو، وينبغي الا تكون دونه اصوات أخرى، فهو الصوت الذي جمع المسلمين من شرق الارض ومغاربها يستجير به الناس من رمضاء الارهاب».
وكان ميدان التحرير قد احتشد أمس بالمتظاهرين في اطار ما أطلق عليه مليونية «جمعة تسليم السلطة» رافعين شعارات ضد المجلس العسكري وتطالب بإلغاء الاعلان الدستوري المكمل، عشية أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية. ودعا الأمين العام لـمجلس أمناء الثورة، صفوت حجازي، إلى تسليم السلطة كاملة غير منقوصة إلى الرئيس المنتخب. وشدد حجازي المنتمي إلى تيار الإسلام السياسي في مصر، خلال خطبة الجمعة بميدان التحرير، على ضرورة أن يكون تسليم السلطة كاملاً، وأنه ليس من حق المجلس العسكري إصدار إعلان دستوري مُكمل، لأن ذلك يُرسخ لمفهوم الدولة العسكرية.
وأضاف «الشعب يريد مصر دولة مدنية، لا يوجد فيها ما يغضب الله عز وجل، وأن القوات المسلحة دورها هو حماية الحدود»، مطالباً باستفتاء شعبي على قرار حل مجلس الشعب (البرلمان)، لأن من حق الشعب أن يحكم نفسه.