مُفتي فلسطين يجيز نبش رُفات عرفات
أجاز مفتي عام القدس والأراضي الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أمس، نبش رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بغرض التحقيق في اسباب وفاته.
وفيما طالبت تونس باجتماع للجامعة العربية، وبتحقيق دولي حول الوفاة، رفضت إسرائيل الاتهامات التي وُجهت إليها بالمسؤولية عن وفاة الزعيم الفلسطيني.
وقال المفتي لوكالة فرانس برس، «اذا كان هناك سبب لاستخراج جثة اي شخص او شهيد بغرض الفحص والتحقيق في اسباب الوفاة، فإنه لا مانع من ذلك».
وذكر المفتي، الذي يشغل رئيس مجلس الافتاء الفلسطيني الأعلى، أنه سبق له أن اجاز نبش «جثة فلسطيني شهيد» بغرض التحقيق في الاسباب الحقيقية وراء وفاته. وجاءت فتوى المفتي عقب تقرير بثته قناة الجزيرة القطرية، اكدت فيه ان متخصصين مخبريين اكتشفوا وجود مادة البولونيوم المشعة على ملابس ياسر عرفات، التي كان يرتديها قبل مرضه عام ،2004 ما يعزز بحسب التقرير فرضية وفاة الرئيس السابق بالسم.
وأشار المتخصصون الذين اجروا الفحص على ملابس عرفات في احد مختبرات سويسرا، إلى ان فحص عينات من رفات عرفات قد يسهم في تعزيز معرفة اسباب وفاته، رغم مرور ثماني سنوات على الوفاة. وأبدت القيادة الفلسطينية عقب نشر التقرير استعدادها لتقديم اي مساعدة ممكنة للتحقيق، وموافقتها على اخذ عينات من رفات عرفات، بشرط موافقة أسرته.
من جانبه طالب وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام، باجتماع طارئ للجامعة العربية، وبتحقيق دولي بعد المعلومات التي كشفتها قناة الجزيرة، حول وفاة عرفات، واحالت الى نظرية الاغتيال. وصرح عبدالسلام لإذاعة موزاييك إف إم الخاصة «ندعو الى اجتماع طارئ لوزراء خارجية الجامعة العربية، كما ندعو الى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس (الفلسطيني ياسر) عرفات».
في الأثناء رفضت إسرائيل، أمس، الاتهامات التي وُجهت إليها بالمسؤولية عن وفاة الزعيم الفلسطيني. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة ان مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى رفضت جملة وتفصيلاً الاتهامات التي وُجهت لإسرائيل بالمسؤولية عن وفاة عرفات. وٍاستبعد المتحدث باسم الخارجية ييجال بالمور، أن تعترض بلاده على نقل رفات الرئيس الفلسطيني الراحل للخارج لفحصه للتثبت من صحة تقرير بثته قناة الجزيرة، وقال: أرى من المستبعد أن ترفض إسرائيل ذلك. وأضاف ان سبب وفاة عرفات موجود في ملفه الطبي الذي تحتفظ به أرملته سهى.
وأضاف أن عرفات «لم يمت في جزيرة نائية، إنما في مستشفى معروف بفرنسا، حيث أشرف على علاجه طاقم طبي فرنسي كبير، وهم يعلمون علم اليقين سبب وفاته».
وقال المتحدث انه لا يمكن الاعتماد على تحقيق قناة الجزيرة حول اكتشاف آثار لمادة البولونيوم المشعة في الملابس التي كان يرتديها عرفات في الأيام الأخيرة قبل وفاته عام ،2004 وذلك بسبب عدم معرفة مكان وجود هذه الملابس طوال السنوات الثماني الماضية.
في غضون ذلك قالت أرملة عرفات، سهى، لشبكة «سي إن إن» الأميركية، انها طلبت فحص رفات زوجها. وأضافت سهى انها تطلب نبش جثة زوجها لكشف الحقيقة كاملة حول وفاته، والتأكد بشكل تام من وجود البولونيوم.
وذكرت أنها لم تتقدم بطلب رسمي للسلطة الفلسطينية، نظراً لعدم الحاجة لذلك، علماً بأن جثة الزعيم الفلسطيني الراحل ووريت في رام الله بالضفة الغربية بعد وفاته في مستشفى عسكري في فرنسا.
أما العالم السويسري فرانسوا بوشو، الذي شارك في الاختبارات على مقتنيات الرئيس الفلسطيني الراحل، فأشار إلى أن النتائج لا تجزم بأن عرفات مات جراء التسمم الإشعاعي، بل إن بعض العوارض المسجلة في حالته لا تتطابق مع تلك التي تظهر في حالات مماثلة.