سورية: مود يعيد هيكلة بعثة المراقبين.. ولندن مع خيار الحرب
تواصلت أعمال العنف والقتل في سورية، أمس، وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف على المناطق السكنية في كل من حمص وريف دمشق وإدلب، مُوقعةً 27 قتيلاً. وفيما أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين، الجنرال روبرت مود، عزمه اعادة هيكلة البعثة، بانتظار قرار استئناف مهامها، مؤكداً رفضه خيار تسليح اعضاء البعثة، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن بريطانيا ستدعو إلى تبني قرار جديد في مجلس الأمن لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القواعد التي قادت إلى الحرب في ليبيا والعراق، فيما لم يستبعد وزير خارجيتها وليام هيغ، خيار العمل العسكري.
وأعلن المرصد ان القوات النظامية السورية اقتحمت، فجر امس، بلدة كناكر في ريف دمشق، في حين سقط مقاتل معارض اثر اصابته بإطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية منطقة قطنا. وفي مدينة حمص قتل مواطنان احدهما في قرية البويضة الشرقية بريف القصير، بعد احتطافه من قبل مسلحين موالين للنظام، بحسب المرصد.
وقتل طفل في مدينة تدمر إثر اطلاق رصاص عشوائي، حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وتتعرض المنطقة المحيطة بحي بابا عمرو لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بتعزيزات عسكرية ضخمة تتجه من محاور عدة باتجاه احياء جورة الشياح والقرابيص، بالتزامن مع قصف هذه الأحياء بأنواع الأسلحة الثقيلة، ما ادى الى انهيار معظم الأبنية في هذه الأحياء الواقعة في حمص.
ولفت المرصد في بيان إلى ان اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في احياء الشعار والميدان والأعظمية في مدينة حلب، لتمتد الى ريف حلب الشمالي.
ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية في المدينة التي شهد شارع بورسعيد فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر معارضة.
وشهدت مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، مقتل مواطنين، اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة، بحسب المرصد، الذي اعلن أيضاً مقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا، اثر اشتباكات مع القوات النظامية على الحدود مع الاردن. وفي محافظة إدلب، اقتحمت القوات النظامية مدينة خان شيخون، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، تكبدت خلالها القوات النظامية خسائر بشرية وبالعتاد.
من جهة أخرى قال موقع «سيريا ستيبس» المرتبط بصلات مع جهاز الأمن السوري، نقلاً عن مسؤول امني، ان العميد في الحرس الجمهوري السوري، مناف مصطفى طلاس، انشق وفرّ الى تركيا. وافاد بأن طلاس هو قائد (اللواء 105) حرس جمهوري. وهذا اول انشقاق من نوعه ترد عنه تقارير لضابط كبير في الجيش يؤيد الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة ضده قبل 16 شهراً.
ونقل الموقع الإخباري عن المسؤول الأمني قوله ان فرار طلاس جاء بعد تأكده من أن المخابرات السورية تمتلك معلومات كاملة عن اتصالاته الخارجية.
واضاف المصدر «المخابرات السورية لو شاءت احتجازه لفعلت».
من جانبه، اعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية، الجنرال روبرت مود، امس، عزمه اعادة هيكلة البعثة، بما يتيح لها القيام بنشاطات معينة ومحددة لفترة اطول، حالما يتقرر استئناف مهامها التي علقت منتصف يونيو.
وقال مود في مؤتمر صحافي في دمشق، «اننا نقوم بعملية دمج في البعثة، من اجل تقديم دعم افضل للشعب السوري خلال الايام المقبلة»، مضيفا «سنعزز من وجودنا من خلال الفرق الميدانية الاقليمية، الامر الذي سيمنحنا مزيداً من المرونة والفعالية في العمل، في مجال تسهيل الحوار السياسي ومشروعات الاستقرار عندما نستأنف مهمتنا». وذكر رئيس البعثة، في اول مؤتمر صحافي يعقده بعد عودته من جنيف، حيث شارك في اجتماع مجموعة العمل من اجل سورية، أنه عند تأسيس البعثة في أبريل «كان لا بد من الانتشار في المدن، وذلك من اجل بناء علاقة جيدة مع السكان المحليين على الارض، وللتعرف إلى النسيج الاجتماعي والجغرافي للبلاد».
وفي لندن، ذكرت صحيفة ديلي ميل امس، إن وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، كشف أن المملكة المتحدة تريد تقديم اقتراح بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة حول سورية، لكن دبلوماسيين بريطانيين قالوا إن الاقتراح يهدد فقط بفرض عقوبات جديدة بدلاً من العمل العسكري.
وأضافت أن الاقتراح البريطاني، الذي يحظى بدعم فرنسا أيضاً، سيُطرح على مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل، ويهدف إلى فرض عقوبات دولية وحظر على الأسلحة والسفر في جميع أنحاء العالم، ما لم ينفّذ النظام السوري الخطة التي وضعها المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان.
ونسبت الصحيفة إلى هيغ قوله إن دولاً مثل المملكة المتحدة ستسعى لاستصدار قرار جديد بموجب الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي يفوّض بتنفيذ خطة أنان، ويهدد بعواقب ضد الأطراف التي ترفض تنفيذها.
من جانبها، هاجمت قوى ائتلاف التغيير السلمي المعارض في سورية، مؤتمر المعارضة السورية الذي اختتم أعماله في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية، وقالت إنه يتناقض مع نتائج اجتماع جنيف بشأن سورية قبل أيام عدة. دبلوماسياً، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان بكين لا تنوي في الوقت الحاضر المشاركة في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري المقرر عقده، اليوم، في باريس، للدفع في اتجاه رحيل بشار الاسد، وسعيا لإقناع روسيا خصوصاً بالتخلي عن تحالفها التقليدي مع نظامه.