سرت تشكو التهميش

مدينة سرت تحولت إلى دمار بعد أن كانت نموذجية. أ.ف.ب

يخطو مفتاح الفرجاني فوق الأنقاض المحترقة لما كان منزله في سرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كان يشمله بالرعاية ذات يوم، وهو مصر على ألا يدلي بصوته حين تجري ليبيا أول انتخابات منذ نصف قرن اليوم. وقال الفرجاني «لماذا أصوت؟ انظر الى منزلي. انظر الى ما اصبحت عليه حياتي». وبعد تسعة اشهر من انتهاء الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي يشعر المعلم البالغ من العمر 33 عاماً والمقيم في سرت مسقط رأس القذافي بأنه مهمش، فيما يتشكل النظام الجديد في ليبيا. وعلى غرار الكثير من المقيمين في البلدة التي حولها القذافي من قرية للصيد الى مدينة نموذجية، يشعر الفرجاني بأن سرت تدفع ثمناً باهظاً، لكونها آخر المعاقل في معركة الزعيم الراحل للحفاظ على السلطة التي سيطر عليها لمدة 42 عاماً. وقال جمال المبروك المقيم في المنطقة الثانية غاضباً «لمن سأصوت اذا كنت اعيش هكذا ومنزلي تهدم؟ اخبرني لمن سأصوت». وأضاف «ليس لي منزل. هل هذه حياة؟ نحن عائلة واحدة هنا، ولا يوجد فرق بين قبيلة القذاذفة أو قبيلة ورفلة أو من هم من مصراتة. ليبيا واحدة. نحن جميعاً اخوة». ويقول مسؤولون انتخابيون إن في سرت والمناطق المحيطة سجل ثلث سكانها البالغ عددهم 120 ألف نسمة أسماءهم. ولافتات الدعاية الانتخابية التي تغطي الحوائط وواجهات المتاجر في طرابلس قليلة ومتباعدة في سرت.

ولا توجد سوى بضع عشرات من لافتات الدعاية الانتخابية على الطريق الرئيس في الوسط. وفي الحي الذي يعرف باسم المنطقة الثانية، حيث يعتقد أن القذافي اختبأ في ايامه الاخيرة، لاتزال آثار الدمار واضحة في مختلف الأنحاء.

تويتر