مـرسي يُصـدر قـراراً بعودة «البرلمان»
أصدر الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، قراراً جمهورياً يقضي بعودة مجلس الشعب (البرلمان) المنتخب لممارسة اختصاصاته، بعد إلغاء قرار حله، فيما تسلم رسالة خطية من نظيره الأميركي باراك أوباما، يدعوه فيها إلى زيارة واشنطن في سبتمبر المقبل.
وتفصيلاً، صرح القائم بأعمال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، للصحافيين، بأن الرئيس مرسي أصدر قراراً جمهورياً يقضي «بعودة مجلس الشعب المنتخب لممارسة اختصاصاته، بالمادة رقم 33 من الإعلان الدستوري». وأضاف علي «أن القرار الجمهوري رقم 11 لسنة ،2012 ينص على أنه بعد الاطلاع على الإعلان الدستوري والاتفاقيات الدولية، وقانون مباشرة الحقوق السياسية، وعلى حكم الدستورية العليا، وقرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمجلس الشعب، قرر رئيس الجمهورية سحب القرار رقم 350 بحل مجلس الشعب، وقرر عودة المجلس المنتخب لممارسة اختصاصاته، بالمادة رقم 33 من الإعلان الدستوري».
وتابع أن مضمون القرار جاء فيه «أن تُجرى انتخابات مجلس الشعب مرة أخرى، خلال 60 يوماً من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد، والانتهاء من قانون مجلس الشعب، على أن ينشر هذا القرار بالجريدة الرسمية».
كان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، الذي انتقلت إليه سلطات رئيس الجمهورية، منذ إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير ،2011 حتى تولى مرسي منصبه في 30 يونيو الماضي، أصدر قرارا بحل مجلس الشعب، اعتبارا من 15 يونيو ،2011 تنفيذا لحكم من المحكمة الدستورية العليا يقضي ببطلان انتخابه، ويعتبره «غير قائم قانوناً».
ولم يعرف إن كان هذا القرار، الذي أثار جدلا قانونيا، فور إصداره بسبب عدم احترامه لحكم من المحكمة الدستورية العليا، سيؤدي إلى أزمة بين جماعة «الإخوان المسلمين»، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ألغى الرئيس مرسي قراره، أم أن الأمر سيقتصر على معركة سياسية ـ قانونية جديدة في مصر.
كما ينص القرار أيضا على إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشعب، خلال 60 يومًا من تاريخ موافقة الشعب علي الدستور الجديد، والانتهاء من قانون مجلس الشعب.
من ناحية أخرى، قام مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز بتسليم رسالة من الرئيس أوباما إلى نظيره المصري، إذ صرح بيرنز للصحافيين عقب استقبال مرسي، أن الرسالة تتضمن تهنئة من الرئيس أوباما لمرسي على فوزه بالانتخابات، وثقة الشعب المصري به، ودعوة للرئيس مرسي لزيارة أميركا في شهر سبتمبر المقبل، والمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف بيرنز أن أوباما أبدى، في رسالته، استعداد الولايات المتحدة لدعم التحول الديمقراطي في مصر، ودعم الاقتصاد المصري بكل وسائل الدعم، ومن خلال جميع المؤسسات المصرفية الأميركية.
وأشار إلى أن الرسالة لم تتناول أية موضوعات متعلقة بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، كما تردد من قبل، موضحاً أنها (الرسالة) اكتفت فقط بتأكيد أهمية مصر كقوة لحفظ السلام في المنطقة.
من جانب آخر، كشف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية عن أن مرسي، حمله رسالة شكر للرئيس أوباما «على تهنئته ومشاعره الطيبة، خصوصا مكالمته الهاتفية إليه، عقب إعلان نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، وإعلان فوزه برئاسة مصر»، وشكره على إبداء الولايات المتحدة رغبتها في دعم ومساعدة الاقتصاد المصري.
وأضاف بيرنز أن مرسي أكد في رسالته لأوباما «حرصه على توطيد العلاقات بين مصر وأميركا، والعمل معاً من أجل حل كل المشكلات الخاصة في المنطقة».
وكان بيرنز، الذي وصل إلى القاهرة، أول من أمس، قد بحث مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، تطورات عملية السلام بالمنطقة والأوضاع بالأراضي الفلسطينية، والأوضاع على الساحتين السورية والسودانية، إلى جانب سبُل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات.
من ناحية أخرى، بدأت محكمة الجُنَح بمدينة «طوخ» بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) أمس، أولى جلسات محاكمة عضو مجلس الشعب (البرلمان) النائب المنتمي للتيار السلفي علي ونيس «غيابيا»، بسبب هروبه، وطالبة جامعية «حضوريا» بتهمة ارتكاب الفعل الفاضح في الطريق العام. وقال مصدر قضائي إن المتهمين يواجهان، إضافة إلى ارتكاب الفعل الفاضح في الطريق العام، تهمة أخرى هي الاعتداء على أفراد قوة الأمن أثناء ضبطهما، فيما تواجه المتهمة وحدها اتهاماً بتضليل العدالة بأن قامت بالتزوير في محررات رسمية، بانتحال صفة فتاة أخرى.