أنان: الأسد اقترح إنهاء العنف خطــوة بخطوة
أعلن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان من طهران، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح إنهاء الصراع في سورية «خطوة بخطوة» بدءاً من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف، بينما حصل أنان على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الأزمة السورية. وفيما دعت روسيا إلى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل حول سورية»، جدد المجلس الوطني السوري المعارض عشية زيارة رئيسه عبدالباسط سيدا لموسكو تمسكه برحيل الأسد قبل البحث بأي مرحلة انتقالية، في حين شهدت دمشق، أمس، اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، مع مواصلة القوات النظامية قصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص، خصوصاً جورة الشياح.
وقال أنان في مؤتمر صحافي في طهران مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، إن الأسد اقترح انهاء الصراع في سورية خطوة بخطوة بدءاً من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف.
وأضاف وفقاً لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحافي وزعتها الأمم المتحدة «اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لانهاء العنف في البلاد كافة». ورفض ذكر تفاصيل قائلاً إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.
وأكد أنان وجهة نظره بأن إيران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في التوصل لحل سياسي في سورية.
وحول اجتماع «مجموعة العمل حول سورية» في جنيف في 30 يونيو الماضي الذي أكد أنه لن تكون هناك المزيد من العسكرة للصراع، قال أنان «إن هذا يعني فعلياً أننا يجب أن نسعى لحل سياسي وليس الاستمرار في تسليح الناس في الصراع».
وأضاف «أنا متأكد أن الأمر سيكون كذلك وإنه يجب وضع خطط جدية للغاية لجمع الأسلحة التي وصلت إلى الأيادي الخاطئة وضمان أن الحكومة -الحكومة التي تشكل أو الحكومة الحالية- ستسيطر على استخدام الأسلحة النارية والسلاح، أي سلطة واحدة وسلاح واحد».
وحصل أنان في طهران على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية.
وجدد أنان الذي زار طهران بعد دمشق، وانتقل منها الى بغداد للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامل في اشراك ايران في البحث عن حل في سورية.
وحذر من أن «هناك خطراً ان تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة»، معتبراً ان «بإمكان ايران ان تلعب دوراً ايجابياً».
وكان أنان اعلن أول من أمس، أنه اتفق مع الاسد على طرح من اجل وقف اعمال العنف سيناقشه مع «المعارضة المسلحة».
من جهته، قال صالحي عقب مباحثات مع أنان، أمس، «إننا ننتظر من أنان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سورية والمنطقة».
وأكد أن «إيران جزء من حل» الازمة السورية منتقداً، من دون ان يسميها، الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف.
وفي موسكو، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، الى اجتماع جديد لـ «مجموعة العمل حول سورية»، موضحاً أن بلاده لا تعارض ان تستضيف جنيف مثل هذا الاجتماع.
وقال بوغدانوف إن موسكو تأسف «لغياب ايران والسعودية وهما دولتان لهما تأثير كبير في الوضع (في سورية) عن اجتماع جنيف نتيجة لمواقف بعض شركائنا»، معرباً ايضاً عن امله في مساهمة دبلوماسية للبنان والاردن البلدين المجاورين لسورية.
في سياق متصل، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان أن عبدالباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس «على رحيل رأس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة»، مشدداً على دعم الجيش السوري الحر «بأشكال الدعم كافة بصفته أحد أذرع الثورة».
وكان سيدا دعا أول من أمس، روسيا الى وقف تسليح النظام السوري اذا ارادت «الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري».
على الصعيد الميداني، شهدت دمشق، أمس، اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تواصل قصف الاحياء الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في مدينة حمص، خصوصاً جورة الشياح.
وحصدت اعمال القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة، أمس، 13 قتيلاً بينهم سبعة مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت العاصمة مجدداً اشتباكات تلتها حملة مداهمات واعتقالات في بساتين حي القدم.
وأشار المرصد الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص في وسط سورية من «القوات النظامية التي تحاصر هذه الأحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها».
وفي سياق تداعيات الأزمة السورية على الساحة اللبنانية المجاورة، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية بعد منتصف الليلة قبل الماضية تبادلاً لإطلاق النار بالاضافة الى سقوط قذائف داخل الاراضي اللبنانية من الجانب السوري، الأمر الذي دانته وزارة الخارجية الفرنسية.
وأعلن الجيش اللبناني ان تبادلاً لاطلاق نار وقع اعتباراً من منتصف الليلة قبل الماضية وعلى فترات متقطعة في منطقة وادي خالد بين القوات السورية وعناصر مسلحة، تخلله سقوط عدد من القذائف داخل الاراضي اللبنانية، ووقوع اصابات في صفوف المواطنين.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها، ان السلطات السورية احبطت محاولة تسلل ما أسمتها «مجموعات ارهابية مسلحة» من لبنان في مواقع عدة من ريف تلكلخ (حمص)، وأدت الاشتباكات الى مقتل واصابة عدد من «الارهابيين»، فيما اصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح.
ويأتي هذا الحادث بعد يومين على مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين بجروح في تبادل اطلاق نار على جانبي الحدود وانفجار في منطقة وادي خالد.
ودانت باريس وواشنطن تعرض الاراضي اللبنانية لسقوط قذائف مصدرها سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، أمس، إن «فرنسا تدين اطلاق قذائف سورية على الاراضي اللبنانية وأعمال العنف المتكررة التي حصلت في الايام الاخيرة على الحدود السورية اللبنانية». ودعا سورية الى احترام السيادة اللبنانية وسلامة اراضي لبنان انسجاماً مع قرارات الامم المتحدة. وكانت السفيرة الاميركية في بيروت لورا كونيلي عبرت عن قلق بلادها من التصعيد الاخير على الحدود اللبنانية السورية.