واشنطن: صراع «انتحاري» بين الخرطوم وجوبا

وصفت الولايات المتحدة الأميركية العلاقات المتأزمة بين السودان وجنوب السودان، في الذكرى الأولى لانفصال الأخير، بالصراع الانتحاري، فيما تعهد رئيسه، سلفا كير ميارديت، بالتصدي للفساد المتفشي، وقال ان اقتصاد الدولة الجديدة مازال ينبغي تحريره من الاعتماد على القوى الخارجية.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لجنوب وشمال السودان، برينستون ليمان، في الذكرى الأول لانفصال الجنوب، إن البلدين يلعبان لعبة مميتة تهدد نجاحهما.

وقال ليمان إن العلاقات المتأزمة بين السودان وجنوب السودان، ستؤدي إلى إبطاء نمو مطلوب بشدة ما لم يتفاوض البلدان لتسوية قضيتي الحدود والنفط، اللتين لاتزالان من دون حل، على الرغم من مرور عام على الانفصال.

وقال ليمان «يعتقد كل طرف أن الآخر أكثر ضعفاً، لكن هذا الأسلوب خطير للغاية، إنه شكل من أشكال النهج الانتحاري الاقتصادي». وجاء تقييم ليمان القاتم بعد ضغط مارسته الولايات المتحدة على الطرفين لحل خلافاتهما التي تهدد بإلقاء ظلال على صورة جنوب السودان بصفته أحدث دولة مستقلة في قارة افريقيا.

ووعدت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بمساعدة جنوب السودان اقتصادياً، وعرضت على السودان، الذي تدرج الولايات المتحدة اسمه ضمن الدول التي ترعى الإرهاب، ويخضع لحظر تجاري منذ عام 1997؛ إقامة علاقات أفضل معه إذا هدأت النزاعات العالقة مع الجنوب.

وقال ليمان إن مفاوضات أجريت منذ أن أوقف السودان إنتاجه النفطي، لكن لم يتم حل سوى قلة من القضايا الرئيسة. وحث ليمان جنوب السودان على استئناف إنتاج النفط والعمل مع السودان لتقليل التوتر. وقال «من التحديات الأكثر إلحاحاً لجنوب السودان اتباع نهج عملي وصعب وشجاع لأزمته الاقتصادية الحالية، ومن دون عائدات النفط سيتم تأخير الكثير من مشروعات التنمية الموجودة في الكتب حالياً». وقال القائم بأعمال سفارة جنوب السودان في واشنطن، دهانوياك اوبونجو، إن بلاده تبحث عن بدائل لخط الأنابيب الذي يمر بالسودان، وتخطط لبناء أنبوب عبر جيبوتي خلال الـ30 شهراً المقبلة. وقال ليمان إن هذا الجدول الزمني متفائل بشكل مفرط.

وفي جوبا تعهد رئيس جنوب السودان، سلفا كير، بالتصدي للفساد المتفشي في بلاده. وقال ان اقتصاد الدولة الجديدة مازال ينبغي تحريره من الاعتماد على القوى الخارجية. وكان كير يتحدث في كلمة أمام مجموعة من كبار الشخصيات وحشد من المواطنين بمناسبة الذكرى الأولى لاستقلال جنوب السودان بعد انفصاله عن السودان، بموجب اتفاق السلام لعام ،2005 الذي أنهى الحرب الأهلية. وسعى كير في خطابه إلى تصوير اقتصاد البلاد على انه جزء من كفاحها الأوسع نطاقاً للتحرر.

وقال امام الحشد «مازلنا نعتمد على الآخرين، حريتنا اليوم منقوصة، يجب ان نتجاوز مجرد تحرير أنفسنا، علينا ان نكون مستقلين اقتصادياً». وتعهد كير بوضع حد لانتهاكات الفساد. وقال «لن تقبل الحكومة ما يسمى بالفساد»، واضاف ان الدولة ستقلص الحكومة وتعمل على ايجاد بدائل لإيرادات النفط مثل جمع الضرائب وإقامة بنية اساسية نفطية بديلة.