مرسي: استقرار المنطــــــقة يستلزم استقرار مصـر والخليـــج
أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن استقرار المنطقة «يستلزم استقرار مصر واستقرار الخليج، وعلى رأس دول الخليج السعودية»، ثم عاد إلى القاهرة، أمس، قادما من المدينة المنورة بعد اختتام زيارته إلى السعودية التي استغرقت يومين هي الأولى منذ توليه مهام رئاسة مصر، حيث نظمت السعودية له استقبالا باهرا، وهي بادرة قال محللون إنها تشير إلى أن المملكة مستعدة لتنحية التوتر القديم جانبا من أجل التعامل مع الرئيس الاسلامي الجديد، فيما أعلن قنصل مصر العام في مدينة جدة السعودية، السفير علي العشيري، أن أولى جلسات محاكمة المواطنين المصريين أحمد الجيزاوي وإسلام بكر، المتهمين بجلب أقراص مخدرة إلى السعودية ستبدأ الأربعاء المقبل.
وتفصيلاً، قال مرسي في تصريحـات للصحـافيين في وقـت متـأخر، أول من امـس، عقب لقائه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة (غرب المملكة)، «ندعم استقرار المنطقة ونمضي عليه تحت ظل الأخوة والمحبة والمستـقبل بين البلدين. ما دار بيني وبين الملك عبدالله من حديث، وجرى بيننا من حوار كله لمصلحة المنطقة واستقرارها ولمصلحة الشعبين».
وتابع مرسي «ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين كله لمصلحة المستقبل ولمصلحة المنطقة ولمصلحة مصر، ورأيت فيه الحكمة والعقل والمعرفة والحب لأهل مصر».
ووصف الرئيس المصري اللقاء مع الملك عبدالله بأنه «لقاء مثمر وبناء لمصلحة مصر والمملكة وللشعبين ولمصلحة شعوب المنطقة».
وأوضح «أنه كان حريصاً على أن تكون أول زيارة له خارج مصر للمملكـة مهبـط الوحي وجامعة القلوب، لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور».
وحول اجتماعه بالأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قال الرئيس المصري، ان «الاجتماع يأتي استكمالاً لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة، والتي نريد لها تقوية أكثر في المستقبل».
من جانبه، قال الأمير سلمان بن عبدالعزيز، رداً على سؤال عن مستقبل العلاقات السعودية ـ المصرية، «أقول إن ما قاله الرئيس محمد مرسي يعبر عن رأي خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعب المملكة».
وأدى مرسي والوفد المرافق له، امس، مناسك العمرة في مكة المكرمة غرب السعـودية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن عددا من المسؤولين من مدنيين وعسكريين كانوا باستقبال الرئيس مرسي عند مدخل المسجد الحرام.
وقال محللون سعوديون إن الاستقبال الذي أعده الملك عبدالله لمرسي يظهر أن المملكة مستعدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإخوان المسلمين. وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي «الرسالة المقصودة هي أنه لا مشكلة لدينا مع الثورة أو الاخوان، ودعونا نواصل العلاقات الراسخة بين السعودية ومصر».
وقال حسين شبكشي، وهو معلق سعودي آخر «أوضحت السعودية بشدة من خلال هذه الزيارة، أن عهد مبارك انتهى وأنها فتحت صفحة جديدة مع زعيم مصر الجديد». وقالت وسائل إعلام سعودية إن المحادثات ركزت على القضايا الاقليمية والدولية الرئيسة، من بينها سبل احتواء الأزمة السورية، من دون ذكر تفاصيل تذكر. وقالت إن زيارة مرسي اعتراف من مصر بثقل السعودية الاقليمي.
وذكر السفير علي العشيري، في بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة، أمس، أنه سيتم تسلم نسخة من لائحة الاتهام في يوم عقد الجلسة نفسه، مع إتاحة وقت مناسب للاطلاع والرد على الاتهامات الموجهة للمواطنين المصريين. وأوضح ان القنصلية حصلت على موافقة السلطات السعودية على حضور المستشار القانوني لها جميع جلسات المحاكمة.