الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة. أ.ف.ب

السودان: مواجهات في «جمعة الكنداكة»

للجمعة الرابعة على التوالي، خرج متظاهرون من مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي بمدينة أمدرمان بالعاصمة السودانية الخرطوم في جمعة دعا إليها ناشطون تحت اسم «الكنداكة»، فيما أعلن أساتذة وطلاب بجامعة الخرطوم تعليق الدراسة بالجامعة لما بعد شهر رمضان.

وتفصيلاً قال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهروات لتفريق نحو 300 شخص كانوا يحتجون على الحكومة، بعد صلاة الجمعة في أحدث تظاهرة مناهضة للرئيس السوداني عمر حسن البشير، حملت اسم «جمعة الكنداكة»، والكنداكة هو لقب أطلق على الملكات السودانيات في الممالك النوبية القديمة.

واندلعت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين عقب صلاة الجمعة، ولاذ الكثيرون من المصلين في المسجد بالفرار عند استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، وقال أحد الشهود إن ضباط الشرطة استخدموا الهروات لإعادة المصلين إلى داخل المسجد، حيث واصلوا احتجاجهم لأكثر من ساعة. كما تحدث ناشطون عبر «تويتر» عن تحليق للطيران الحربي في أجواء حي ود نوباوي، كما خرجت تظاهرات في مدينة أم روابة في غرب السودان وكسلا في الشرق والحاج يوسف في الخرطوم بحري، وسط اعتقالات طالت العديد من الشبان، حسب ما أفاد الناشطون عبر الإنترنت.

وحسب موقع «العربية نت» ردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل النظام والحرية والعدالة، وقد أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل فناء مسجد ود نوباوي، ما أدى إلى إغماءات وسط النساء والمتظاهرين، وقد قامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من الناشطين والناشطات الذين شاركوا في التظاهرات بالمسجد.

وفي تصريحات لزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي عقب صلاة الجمعة قال إن العنف الذي تواجه به السلطات التظاهرات السلمية سيغرق البلاد في الدماء، مؤكداً سعيهم إلى ما وصفه بإجراء استباقي يحقق نتائج التغيير على غرار الربيع العربي دون عنف أو إراقة دماء.

في الاثناء أعلن أساتذة وطلاب بجامعة الخرطوم تعليق الدراسة بالجامعة لما بعد شهر رمضان، وذلك في وقت قالت إدارة الجامعة إنها منحت طلاب بعض الكليات إجازة اعتيادية لانتهاء العام الدراسي. وذلك بعد أن شهدت الجامعة احتجاجات طلابية على قرارات الحكومة التقشفية ورفع الدعم عن المحروقات منذ منتصف الشهر الماضي.

وقال مسؤول الإعلام بالجامعة عبدالملك النعيم إن إدارة الجامعة لم تتخذ قراراً بتعليق الدراسة، وإنما هناك كليات رأت إعطاء الطلاب عطلة اعتيادية لشهر رمضان على أن يعاود الطلاب الدراسة عقب العيد مباشرة للجلوس لامتحانات الفصل الثاني من العام الدراسي.

وأكد للصحافيين أن العطلة ممنوحة لبعض الكليات في مجمع الوسط وليس كل الجامعة، وأضاف أن العطلة قررتها بعض الكليات لتقديرات بعدم وجود مشكلة في إكمال المقررات الدراسية.

بينما نفى أستاذ العلوم الإدارية بالجامعة محمد يوسف أحمد المصطفى وجود مبرر كاف لتعليق الدراسة بأكثر من ست كليات بالجامعة، معتبراً أن القرار مخالفة صريحة لدستور ولوائح الجامعة.

وتحدث في تصريحات صحافية عن استمارات وزعتها إدارة الجامعة على عدد من عمداء الكليات بشأن ما تبقى من مقرراتها الدراسية، لكن رغم توضيح العمداء بعدم إكمال المقررات، التفت على القانون بتعليق الدراسة.

من جهته، أعلن عضو اللجنة التنفيذية للروابط الأكاديمية بالجامعة الطالب الفاتح حسبو رفض الطلاب تعليق الدراسة لما لها من آثار سلبية في الاستقرار والمستوى الأكاديمي للجامعة.

ولفت إلى أن طلاباً ممتحنين وآخرين يعدون بحوث تخرجهم سيتأثرون بذهاب زملائهم واحتلال أجهزة الأمن والشرطة مكانهم.

الأكثر مشاركة