مرسي يعتمد قانون معايير تشكيل «تأسيسية» الدستور
اعتمد الرئيس المصري، محمد مرسي، قانوناً أصدره مجلس الشعب المصري قبل حله، بشأن معايير تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، يقضي خصوصاً باعتماد نصوص الدستور في القراءة الثانية بأغلبية 57٪، وأكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، أمس، أن الجيش المصري لن يخون الشعب وسيستمر في أداء مهامه حتى تصل مصر إلى بر الأمان، مؤكداً أن «مصر لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها»، في اشارة واضحة الى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس.
وتفصيلاً، ينص القانون الذي اعتمده مرسي، واصبح سارياً بعد نشره في الجريدة الرسمية بتاريخ 12 يوليو الجاري، على ان الجمعية التأسيسية «تتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال عن كل اجهزة ومؤسسات الدولة».
كما ينص على انه «يتم اقرار مواد مشروع الدستور عبر التوافق بين اعضاء الجمعية، فإذا لم يتحقق ذلك يجري التصويت على مواد مشروع الدستور المختلَف عليها بموافقة 67 عضواً من الأعضاء (البالغ عددهم الإجمالي 100 عضو) واذا لم يتحقق ذلك تُجرى اعادة التصويت بموافقة 57 عضواً من اعضائها خلال 48 ساعة من التصويت الأول».
ويأتي اعتماد مرسي لهذا القانون قبل 48 ساعة من حكم ينتظر ان تصدره، غداً، محكمة القضاء الاداري في دعوى تطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية.
من جانبه، شدد طنطاوي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بمراسم تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني، أمس، على أن القوات المسلّحة ومجلسها الأعلى، يحترمان كل السلطات التشريعية والتنفيذية، ولن يسمحا لأحد «خصوصاً من المدفوعين من الخارج، أن يثنيهما عن دورهما في حماية مصر وشعبها، أو يدفعهما لإراقة دماء الشعب، وأن مصر ستمر من أزمتها وستصل إلى أحسن مما كانت عليه».
كما أكد طنطاوي أن مصر «لن تسقط وستظل موحدة لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها، وان القوات المسلحة لن تسمح بذلك، ولن تُفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر، وستستمر في أداء واجبها، متمتعة بروح معنوية في السماء، ولن يستطيع أحد أن يخفض معنويات أفرادها وقادتها».
وأضاف «لدينا إرادة وقدرة على حماية مصر، وسنعمل على أن تصل مصر إلى ما ترجوه ولن تضار، وستحيا مرفوعة الهامة أبداً».
كما شدد على أن القوات المسلحة المصرية تتحمل الأمانة بكل صدق وإخلاص، ستواصل التحديث والتطوير لتكون دائماً قوية وقادرة على الوفاء بواجباتها في حماية أمن مصر وسلامة شعبها.
وأشار إلى أن القوات المسلحة دخلت منذ ثورة 25 يناير في معترك لا قِبَل لها به، حيث إن مهمتها الأساسية هي الدفاع عن الوطن ضد أي عدائيات لكنها كتب عليها أن تتولى أمر هذا الوطن العظيم، وأنها أصرت على ألا تُريق نقطة دماء واحدة من المصريين، مؤكداً أن «دماء المصريين لا تُراق لأي سبب من الأسباب ولن تُراق لأي سبب».
وقال: «القوات المسلحة واجهت في الماضي عدواً ظاهراً وهزمته، وكان يقف خلفها شعب مصر العظيم فكان نصر أكتوبر، وكان أسهل مما نحن فيه الآن، لأن هناك من يعملون مع الخارج ويحاولون أن يثنونا عن دورنا وعزمنا في حماية مصر وشعبها، ونحن لن نسمح بذلك».
وكان طنطاوي استقبل هيلاري كلينتون، حيث قال التلفزيون المصري إن اللقاء تناول المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية وسبل دعم العلاقات المصرية الأميركية. وأضاف أن كلينتون عبرت، خلال اللقاء، عن رغبة واشنطن في دعم علاقات التعاون مع مصر باعتبارها شريكاً استراتيجياً في المنطقة.
وأعلن الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، وإحدى قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، أنه كان مرشحًا لمقابلة كلينتون ممثلاً للكنيسة، لكنه اعتذر عن المقابلة، كما اعتذرت الكنيسة الإنجيلية، وكان من المفترض أن يمثلها القس صفوت البياضي، رئيس الطائفة الإنجيلية، واعتذرت الكنائس الأخرى عن المقابلة، وذلك رفضاً لتدخل أميركا في السياسة الداخلية لمصر، لتأييدها لتيار سياسي بعينه، وتجاهلها معظم المصريين.