اشتباكات في العاصمة و«المعارضة» تسيطر على تلبيسة.. ومناف طلاس يؤكّد انشقاقـــــه ويأمل بمرحلة انتقالية

«الجيش الحر» يبدأ معـركـة «تحريـــر دمشق»

صورة بثتها شبكة شام تظهر الدمار في حي جورة الشياح بمدينة حمص. رويترز

أعلن الجيش السوري الحر، أمس، بدء «معركة تحرير دمشق»، مؤكداً أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة، وأطلق عملية عسكرية شاملة بهدف إسقاط النظام في كل المدن والمحافظات السورية وبينها دمشق، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف التي استخدمت فيها المروحيات للمرة الاولى، بينما تمكن المقاتلون المعارضون من السيطرة على مدينة تلبيسة في محافظة حمص وسط البلاد. في وقت أبلغ فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية كوفي أنان بانه سيبذل كل الجهود لدعم الخطة التي أعدها أنان لوقف النزاع في سورية، ورد أنان بأن «الازمة السورية بلغت مرحلة حرجة»، في حين أعلن العميد مناف طلاس، صديق الرئيس السوري بشار الاسد، وأعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، أمس، أنه في باريس، ويأمل بقيام «مرحلة انتقالية بناءة»، في سورية.

وأكدت قيادة الجيش السوري الحر في الداخل أن «معركة تحرير دمشق» بدأت، مع وجود خطة للسيطرة على العاصمة.

وأعلن المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين، في اتصال مع «فرانس برس» عبر سكايب ان «معركة تحرير دمشق بدأت والمعارك لن تتوقف». وقال «لدينا خطة واضحة للسيطرة على كل دمشق»، رافضا كشف اي تفاصيل عنها.

وأشار الى ان «الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف»، مؤكدا أن «النصر آت».

وقال سعد الدين إن الجيش الحر «قرر نقل المعركة إلى العاصمة رداً على مجزرة التريمسة والقصف العنيف الذي تتعرض له حمص».

وأضاف أن «النظام هو من جنى على نفسه. ومنذ اليوم، كل مدينة سورية ستحاصر، وأي مجزرة سترتكب سنرد عليها في كل انحاء سورية».

وعن سير المعارك في العاصمة، قال ان عناصر الجيش الحر «منتشرون في كل الاحياء» الدمشقية، وإن كانوا لا يسيطرون تماماً على أي حي بشكل كامل.

ولفت الى ان الاشتباكات وصلت، أول من أمس، إلى حيي المرجة والعباسيين في وسط العاصمة، مضيفاً أن الجيش النظامي «اضطر لاستخدام المصفحات في حي الميدان». ووعد سعد الدين بـ«مفاجآت كثيرة» في دمشق.

إلى ذلك، أكد الجيش السوري الحر أنه أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق. وقال سعد الدين «أسقطنا مروحية للجيش فوق حي القابون».

وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق (أبوعمر)، أن «المروحية التي كانت تقصف القابون وبرزة وحرستا في الريف الدمشقي، أصيبت بقذيفة في خزان وقودها، ما تسبب في سقوطها بمزارع القابون».

وبدأ الجيش السوري الحر عملية عسكرية شاملة بهدف إسقاط النظام في كل المدن والمحافظات السورية وبينها دمشق، حيث تتواصل منذ الأحد الماضي الاشتباكات العنيفة التي وصفها ناشطون بانها «منعطف حاسم» في المواجهة بين النظام السوري ومعارضيه، متنقلة بين الميدان، الاقرب الى وسط العاصمة، والقابون (شرق العاصمة) وكفرسوسة (غرب) والتضامن والعسالي والحجر الاسود (جنوب).

وذكر ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان وشهود أن النظام السوري يستخدم المروحيات في قصف بعض هذه الاحياء.

وأعلن ناشطون، مساء أول من أمس، أن حيي التضامن والميدان اصبحا خارج سيطرة القوات النظامية.

وأفاد شهود «فرانس برس»، أمس، أن «أصوات رشقات رشاشة سمعت في ساحة السبع بحرات وشارع بغداد في وسط العاصمة السورية».

وأفاد الناشط أبومصعب الذي قال انه موجود في حي الميدان إن الجيش النظامي حاول «دخول الحي خلال الليل، إلا ان الجيش الحر منعه من ذلك».

وأكد أن قوات النظام «تطلق النار على كل شيء ودمرت مسجد غزوة بدر»، مشيرا الى «سقوط عدد كبير من الجرحى ونقص في الاطباء». وذكر الناشط عمر القابوني من حي القابون أن الجيش الحر تصدى كذلك لمحاولة اقتحام حيه.

وأضاف أن الحي شهد اثر هذه المحاولة «قصفاً عنيفاً بقذاق الهاون والدبابات»، إضافة إلى «إطلاق نار عشوائي من رشاشات المروحيات». واشار الى صعوبة إجلاء الجرحى «بسبب انتشار القناصة».

وذكرت شاهدة من شارع بغداد أن «الطيران المروحي لايزال يحلق في سماء المنطقة على طول الشارع منذ مساء الاثنين»، مضيفة انها لم تغادر المنزل منذ يومين بسبب «الوضع الامني المتوتر».

ودعت جماعة الاخوان المسلمين في سورية السوريين الى مساندة معركة دمشق التي وصفتها بـ«اللحظة التاريخية» و«المعركة الفاصلة».

وقالت في بيان بعنوان «لتكن دمشق بوابة النصر»: «أيها الاخوة الاحرار أبناء سورية الحرية الابية، ان اهم واجب بالنسبة لثورتكم المباركة، التقاط هذه اللحظة التاريخية، والمبادرة السريعة لمساندة محور المعركة الاساسي في دمشق الفيحاء».

ودعت الجماعة السوريين الى «الخروج جميعا للتظاهر السلمي في كل وقت من الليل والنهار» و«في المدن والبلدات والقرى والأحياء»، وإعلان العصيان المدني والاضراب العام. وفي ريف دمشق، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية «اقتحمت بلدة معضمية الشام وسط اطلاق رصاص كثيف واشتباكات»، مشيراً الى ان مقاتلين معارضين استهدفوا قسماً للشرطة في بلدة السبينة.

وفي محافظة حمص في وسط البلاد، تمكن المقاتلون المعارضون من الاستيلاء على كل مواقع القوات النظامية عند اطراف ومداخل مدينة تلبيسة، ليسيطروا بشكل كامل على المدينة التي تتعرض لحملات قصف من قوات النظام منذ اشهر طويلة والتي تتحصن داخلها مجموعات من الجيش الحر.

في الوقت نفسه، استمر القصف على حيي القرابيص وجورة الشياح في مدينة حمص، أمس، من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على هذه الاحياء منذ اكثر من شهر.

في سياق متصل، أكد العميد مناف طلاس، أمس، أنه موجود في باريس، ويأمل بقيام «مرحلة انتقالية بناءة» في سورية.

وأعرب في بيان، سلم إلى «فرانس برس»، عن الأمل في «الخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسورية وحدتها، واستقرارها وأمنها، وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة». وقال «لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي لزج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه». وفي موسكو، أبلغ بوتين أنان بانه سيبذل كل الجهود لدعم الخطة التي أعدها الأخير لوقف النزاع في سورية.

وقال بوتين لانان عند بدء اجتماعهما في الكرملين «منذ البداية، ومنذ الخطوات الاولى دعمنا ونواصل دعم جهودكم الهادفة لاعادة السلم الاهلي».

وأضاف «سنقوم بكل شيء يتعلق بنا لدعم جهودك». من جهته رد انان قائلا ان «الازمة السورية بلغت مرحلة حرجة».

تويتر