«فيتو» روسي - صيني ثالث يحبط قراراً بشأن سورية

اشتباكات قرب مقر الحكومة في دمشق.. والأسد يلتقي وزير الدفاع الجديد

تظاهرة لسوريين معارضين للأسد أمام السفارة الروسية في رومانيا. أ.ف.ب

اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، قرب مقر الحكومة السورية في دمشق، حيث قصف الجيش مناطق عدة بعد أن هاجم مقاتلو المعارضة قوات موالية للرئيس بشار الأسد الذي انتقل وأسرته من العاصمة لمسقط رأسه بمدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية كي يدير عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار القيادات الأمنية في ضربة اعتبرها المجلس الوطني السوري بداية النهاية للنظام. وفيما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد مشروع قرار يفرض عقوبات على سورية، جال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على الحدود الإسرائيلية السورية في الجولان مجدداً خشيته من نقل أسلحة كيميائية وثقيلة إلى لبنان.

وقال نشطاء وسكان إن اشتباكات اندلعت قرب مقر الحكومة السورية في دمشق بعد أن هاجم مقاتلو المعارضة قوات موالية للاسد انتشرت في مصفحات وزادت أعداد حواجز الطرق في أنحاء المدينة. وأضافوا أن تقارير أفادت بمقتل شخص على الاقل في الاشتباكات التي وقعت في حي الإخلاص القريب من مجلس الوزراء، وهو مجمع ضخم، ومن حرم جامعة دمشق. وذكروا ان مئات العائلات تفر من المنطقة الواقعة بين حي كفر سوسة وحي المزة.

وتركز القتال في أحياء دمشق الجنوبية والشمالية الشرقية، بالاضافة الى المزة وكفر سوسة في الوسط، حيث يوجد العديد من المواقع الأمنية.

وقال أحد السكان إن قناصة الجيش منتشرون على أسطح المباني في المزة وكفر سوسة بعد ان هاجم مقاتلو المعارضة عربات مصفحة متمركزة قرب مكتب رئيس الوزراء وحاجز طريق أقيم خلال الايام القليلة الماضية خلف السفارة الايرانية.

ووردت أنباء عن معارك في حي الميدان وهو حي يعمل فيه مقاتلو المعارضة خلال الازقة والشوارع الضيقة التي لا تستطيع الدبابات دخولها.

وذكر سكان ان العربات المصفحة دخلت أيضاً حي سينا المتاخم للمدينة القديمة التاريخية قلب العاصمة القديمة.

وظهر الرئيس السوري في لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري، أمس، وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، بعدما أدى الاخير قسم اليمين امام الاسد ليتسلم منصبه الجديد خلفاً للعماد داوود راجحة الذي قتل في تفجير دمشق.

وكان ناشطون قالوا إن الأسد نقل أسرته من العاصمة بعد فترة قصيرة من التفجير لمسقط رأسه بمدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية. وقال مصدر دبلوماسي غربي إن الأسد في مدينة اللاذقية يدير عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار القيادات الأمنية. وأضاف أن الأسد الذي لم يظهر علناً منذ التفجير الذي أسفر عن مقتل صهره ووزيري الدفاع والداخلية يدير العملية الحكومية.

وقال مصدر سوري، إن السلطات الأمنية ألقت القبض على منفّذ عملية التفجير التي استهدفت مبنى الأمن القومي في دمشق. وقال المصدر المطلع لـ«يونايتد برس إنترناشونال»: «هناك معلومات موثوقة بأن السلطات السورية ألقت القبض على منفّذ عملية التفجير التي حصلت في مكتب الأمن القومي».

من جانبه، صرح الناطق باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أمس، أن الانفجار الذي استهدف مقر الامن القومي في دمشق «بداية النهاية لهذا النظام». وقال صبرا في اتصال مع «فرانس برس»: «الضربة كبيرة على رأس النظام ورأس أجهزته الامنية والقمعية». ورأى ان ما جرى مؤشر جديد إلى تفكك العقدة الاساسية الموجودة حول النظام من قادة الأجهزة الامنية والناس الذين يعطون الأوامر بالقتل. وأضاف انه إشارة جديدة الى أن هذا النظام ذاهب الى نهايته.

من جهته، نبه التلفزيون الرسمي السوري، أمس، سكان أربعة أحياء في العاصمة السورية دمشق إلى أن مسلحين يتخفون في زي الحرس الجمهوري يخططون لتنفيذ هجمات في تلك المناطق. وجاء في نبأ على شاشة التلفزيون السوري «تنبيه: مسلحون في التضامن والميدان والقاعة ونهر عيشة يرتدون بذلات عسكرية عليها شارات حرس جمهوري، ما يؤكد انهم يخططون لارتكاب اعتداءات وجرائم مستغلين ثقة المواطنين بقواتنا المسلحة» .

وفي مجلس الامن استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) أمس ضد مشروع قرار يفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضيه. وهذه ثالث مرة خلال تسعة أشهر تستخدم فيها روسيا والصين صلاحياتهما كدولتين دائمتي العضوية في المجلس لمنع صدور قرار يدين سورية. وقد صوتت 11 دولة لمصلحة مشروع القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.

وقال المبعوث البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت الذي قادت بلاده صياغة مشروع القرار، ان المملكة المتحدة تشعر بالامتعاض الشديد لتصويت روسيا والصين بالفيتو.

واتهمت روسيا الدول الغربية بالسعي لاستخدام مشروع القرار، لتبرير القيام بتدخل عسكري في سورية.

في الأثناء، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، جولة تفقدية على الحدود الإسرائيلية السورية في الجولان، مجدداً خشيته من أن يحاول «حزب الله» حال سقوط نظام الرئيس السوري، نقل أسلحة كيميائية وثقيلة من سورية إلى لبنان. وقال باراك خلال جولة تفقدية للقيادة الشمالية والحدود الإسرائيلية السورية بمرتفعات الجولان، إن تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق «سيعجّل بسقوط عائلة الأسد».

من جهته، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ومبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية الى سورية كوفي أنان مجلس الامن الى القيام بتحرك قوي حول سورية.

تويتر