صورة بثتها وكالة الأنباء السورية تظهر الشرع إلى جانب العماد الفريج خلال جنازة عسكرية لراجحة وشوكت وتركماني. أ.ف.ب

المعارك تصل إلى حلب.. والجيش يشـنّ هجوماً لاستعادة أحياء بدمشق

شهدت أحياء مدينة حلب، شمال سورية، للمرة الأولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، كما شن الجيش النظامي هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، وفيما أعلن التلفزيون السوري أن الجيش «طهر» حي الميدان قريبا من وسط العاصمة دمشق من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة قالت المعارضة المسلحة إنها انسحبت «تكتيكيا» من حي الميدان عقب اشتداد القصف عليها. بينما تعرضت أحياء في حمص (وسط)، أمس، للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء المحاصرة، في حين توفي رئيس مكتب الامن القومي اللواء هشام بختيار، متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مبنى المكتب خلال اجتماع لمسؤولين امنيين الأربعاء الماضي، في وقت قرر فيه مجلس الامن الدولي، أمس، تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية «لمرة اخيرة» لمدة 30 يوماً.

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، أن أحياء في مدينة حلب تشهد للمرة الاولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. وقال لـ«فرانس برس» إن «اشتباكات تدور للمرة الاولى» في العاصمة الاقتصادية للبلاد بين القوات النظامية والمعارضة، موضحاً انها بدأت منذ مساء أول من أمس، وتشمل «أحياء صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وارض الصباغ، بالاضافة الى مدينة الباب». ووصف المعارك التي تشهدها المدينة بأنها «عنيفة».

ولفت المرصد كذلك في بيان الى ان «اشتباكات في حي صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وارض الصباغ تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة». وأشار الى معلومات عن مقتل مواطن في حي باب النصر إثر اصابته برصاص قناصة، مضيفاً ان مدينة الباب التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة، أول من أمس، تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وفي دمشق، شن الجيش السوري النظامي هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الاحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية.

وقال مصدر أمني لـ«فرانس برس»، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «الجيش يشن منذ مساء الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها الارهابيون من اجل ضمان أمن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى منازلهم».

وأضاف أنه بعد تفجير مبنى الامن القومي أصبح الجيش النظامي «مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوافرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق».

وأشار الى ان الجيش «طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية». وأوضح أن هذه المعارك «ستستمر خلال الساعات الـ48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان».

من جهته، عرض التلفزيون الرسمي السوري أسلحة صادرها الجيش النظامي لدى استعادة سيطرته على بعض أحياء دمشق التي كان يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وكان التلفزيون نفسه أعلن، أمس، أن الجيش النظامي «طهر» حي الميدان القريب من وسط العاصمة من «الارهابيين» بعد معارك عنيفة.

وذكر التلفزيون ان «قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان بدمشق كاملة من فلول المرتزقة الارهابيين وتعيد الأمن والامان إليها».

من جهته، أفاد المرصد السوري في بيان بـ«سماع اصوات انفجارات في حي الميدان»، مشيراً الى ان «قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي». واستخدم الجيش النظامي للمرة الاولى في العاصمة الدبابات لاقتحام أحياء خارجة عن سيطرته.

وأفاد عبدالرحمن، بأن «القوات النظامية اقتحمت بأكثر من 15 دبابة الشارع الرئيس في حي القابون الدمشقي»، مضيفاً أن ناقلات الجند المدرعة استخدمت في الاقتحام أيضاً.

ولفت الى أنها «المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية الدبابات في اقتحام احياء في العاصمة»، مضيفاً ان هناك «مخاوف من عمليات قتل جماعي في الحي». وشهدت العاصمة السورية معارك وعمليات قصف عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين منذ إعلان مقتل ثلاثة من اركان النظام في انفجار مبنى الامن القومي قبل الاربعاء الماضي. وقتل في هذا التفجير وزير الدفاع العماد داوود راجحة ونائبه صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت ورئيس «خلية إدارة الازمة» وزير الدفاع السابق العماد حسن تركماني، بينما أعلن حزب البعث الحاكم في سورية، أمس، وفاة هشام بختيار، متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مبنى المكتب.

وقالت القيادة القطرية لحزب البعث في بيان بثه التلفزيون انها «تنعى الى جماهير شعبنا الرفيق هشام بختيار عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الامن القومي الذي استشهد قبل ظهر اليوم (أمس) متأثراً بجراحه».

في سياق متصل، قال التلفزيون السوري إنه تم تشييع جنازة راجحة وشوكت وتركماني من دون ان يذكر ما إذا كان الرئيس السوري قد حضر المراسم.

وحضر التشييع الرسمي، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ورئيس الوزراء رياض حجاب، ووزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، وعدد من كبار قادة الجيش والوزراء والمسؤولين.

من جهته، قال تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله اللبناني، إن ماهر شقيق الاسد الاصغر حضر الجنازة التي أقيمت عند نصب في العاصمة السورية دمشق.

إلى ذلك، أعلن المرصد، أن أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في حمص (وسط) تعرضت، أمس، للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة، موضحاً أن القصف أدى الى استشهاد مواطن.

وأضاف ان مدينة عربين في ريف دمشق تتعرض للقصف منذ صباح أمس، من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن سقوط شهيد. وأشار إلى «حالة نزوح من المدينة خوفاً من العمليات العسكرية».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) جرت اشتباكات، فجر أمس، في منطقة سهل الروج بريف جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا حاجزاً للقوات النظامية في المنطقة، حسب المرصد. وأضاف انه «وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز».

وفي نيويورك، قرر مجلس الامن الدولي بإجماع اعضائه الـ15 تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية «لمرة اخيرة» لمدة 30 يوماً.

وكانت موسكو هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا، لكن مندوب روسيا فيتالي تشوركين، صوّت في النهاية لمصلحة مشروع القرار غداة استخدام موسكو الفيتو ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات.

وبذلك، يمدد القرار مهمة المراقبين لـ30 يوماً. واوضح دبلوماسيون ان القرار يهدف الى اعطاء وقت للمراقبين الذين اوقفوا جولاتهم منذ منتصف يونيو الماضي للاستعداد للمغادرة.

واوضح القرار انه بعد هذه «المرحلة النهائية» لن يكون في الامكان تمديد المهمة مجدداً، الا اذا وفّت دمشق بتعهدها سحب الاسلحة الثقيلة من المدن، مع «تراجع كافٍ في وتيرة العنف للسماح لبعثة المراقبين بانجاز مهمّتها»، اي تطبيق الخطة التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية كوفي أنان.

واضاف ان تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية «سيأخذ في الاعتبار توصيات (الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون) بتغيير مسار البعثة».

وكان بان دعا الى تقليص عدد المراقبين العسكريين غير المسلحين، والبالغ عددهم حالياً ،300 ومنح البعثة دوراً ذا طابع سياسي أكبر.

الأكثر مشاركة