فياض يتهم الغرب بالإخفاق في معالجة الانتهاكات الإسرائيلية
الاحتلال يقتحم «الأقصى» ويعتقل إمام المسجد ويطرد المعتكفين
اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، إمام المسجد الأقصى وفضت المسلمين المعتكفين داخله بعد اقتحامه فجر امس. وفيما اشتكى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض من أن الفلسطينيين يعانون التهميش بشكل غير مسبوق، واتهم الغرب بالإخفاق في معالجة الانتهاكات الإسرائيلية، أكدت المجموعة العربية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي أن توقف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ولايزال نتيجة استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وتعمدها العمل على تسريع وتيرته، خصوصاً تهويد القدس الشريف والمنطقة المحيطة به.
وتفصيلاً، قالت وسائل إعلام فلسطينية محلية، إن قوة إسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى فجراً، بينما كان المعتكفون قد بدأوا صَلاة الليل.
وقال مقدسيون إن الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد بصورة مفاجئة وقطعت الصلاة على المصلين، واعتقلت إمام المسجد أثناء سجوده واقتادته إلى جهة مجهولة. وأضافوا أن مجموعة من المتشددين اليهود اقتحموا بحماية القوات الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى وأغلقوا بواباته، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان والجنود بمنطقة كفر عقب وقلنديا وراس العامود في القدس المحتلة. ودان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد. وقال إن هذا الاقتحام والاستباحة لحرمة المسجد «مستفزة، خصوصاً أنها تأتي في أيام شهر رمضان المبارك»، واعتبر أن الاقتحام جزء لا يتجزأ من مسلسل الاعتداءات على المساجد الفلسطينية، الذي يأتي ضمن سياسة مبرمجة ومتواصلة.
وناشد كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك ضرورة شد الرحال إليه، والرباط فيه، وإعماره بالصلاة لتفويت الفرصة على الاحتلال.
كما اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي سبعة فلسطينيين خلال حملة دهم فجر أمس في الضفة الغربية. وقال مصدر أمني فلسطيني، إن الاعتقالات جرت في مدينة الخليل جنوب الضفة.
وذكرت مصادر فلسطينية ان مجموعة من المستوطنين أقاموا بيوتاً متنقلة في منطقة بطن المعصي ببلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضفة، وذلك بحماية الجيش الإسرائيلي. على صلة أظهرت معطيات دائرة تسجيل السكان الإسرائيلية، أن عدد السكان في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية تجاوز الـ650 ألفاً. وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية حالياً هو 350143 مستوطناً، ما يعني تزايد عددهم بنسبة 4.5٪، وأن عدد المستوطنين في مستوطنات القدس الشرقية 300 ألف تقريباً.
واشتكى رئيس الوزراء الفلسطيني من أن الفلسطينيين يعانون التهميش بشكل غير مسبوق، واتهم الغرب بالإخفاق في معالجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي ولتعهداتها بوقف الاستيطان.
وقال سلام فياض في مقابلة مع صحيفة «اندبندنت» البريطانية، أمس، إن الفلسطينيين يعانون التهميش بشكل غير مسبوق، مشيراً الى أن هذا التهميش يشكل الآن أكبر عقبة أمام التقدّم نحو إقامة دولة فلسطينية، والتحدي الأكبر بالنسبة لنا، لأن قضيتنا لم تكن أبداً هذا التهميش.
وانتقد فياض بشدة ما اعتبره «فشل الغرب في التعامل مع إسرائيل بجدية أكثر لانتهاكاتها للقانون الدولي ولالتزاماتها بموجب خارطة الطريق التي تستمر تسع سنوات، محذراً من تقويض السلطة الفلسطينية بسبب عوامل من بينها أزمتها المالية الحادة، وفقدان ثقة الفلسطينيين بقدرتها على وضع حد للاحتلال الذي يرسّخ نفسه يوماً بعد يوم».
من جهتها، أكدت المجموعة العربية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، أن توقف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ولايزال نتيجة استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وتعمدها العمل على تسريع وتيرته، خصوصاً تهويد القدس الشريف والمنطقة المحيطة به، موضحة أن القضية الفلسطينية تستصرخ الضمير الإنساني العالمي وتستنهض الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات الجريئة اللازمة لحلها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن السفير عبدالله بن يحيى المعلمي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، في كلمة المجموعة العربية، أن القضية الفلسطينية ومناقشتها أمام مجلس الأمن ليستا بالشيء الجديد في جدول أعمال المجلس، فهي قضية عاصرت منظمة الأمم المتحدة منذ نشأتها. ولكن عندما يتأمل المرء في قضايا الاحتلال والاستعمار في العالم التي تداولتها هذه الهيئة لسنين ونجحت في التوصل إلى حلول لها، يتساءل حائراً عن عجز هذا المجلس والمجتمع الدولي الأوسع أمام إيجاد حل لقضية فلسطين والأراضي العربية الأخرى المحتلة، والتي ما برح الأمل في حلها يخبو ويومض طوال أكثر من 60 عاما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news