الاتفاق السوداني جاء غداة زيارة كلينتون إلى جوبا. أ.ف.ب

اتفاق بين الخرطوم وجوبا حول ملف النفط

أعلن وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي، امس، ان السودان وجنوب السودان توافقا على تقاسم عائدات النفط، لافتاً الى انه سيتم استئناف انتاج النفط الخام في جنوب السودان، كما اعلن عن قمة في سبتمبر المقبل بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير، لبحث وضع منطقة ابيي.

وقال الرئيس الجنوب افريقي السابق، اثر اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، ان «الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الامر»، من دون ان يكشف تفاصيل الاتفاق.

واضاف «سيتم ضخ النفط»، من دون ان يحدد ايضا موعداً لذلك.

وتابع «ما (ينبغي القيام به) بعد ذلك، اثر التوصل الى اتفاق، هو مناقشة المراحل المقبلة، متى ستستعد الشركات النفطية لاستئناف انتاج النفط والتصدير».

وفي زيارة قصيرة لجوبا الجمعة، حضت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، جنوب السودان والسودان على القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو .2011

كذلك، دعت كلينتون جوبا الى التوصل لاتفاق مؤقت مع الخرطوم في شأن النفط للسماح باستئناف الانتاج في جنوب السودان، بعد توقفه منذ يناير.

ويحوي جنوب السودان 75٪ من الموارد النفطية للسودان في مرحلة ما قبل التقسيم، لكنه يحتاج الى انابيب النفط الموجودة في الشمال للتصدير.

ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور، ما دفع جوبا الى وقف انتاجها لان السودان يقتطع جزءاً منها في غياب اي اتفاق.

ووقف الانتاج هذا حرم الدولة الوليدة من 98 ٪ من مواردها، وادى الى تضخم كبير، فضلاً عن تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان.

واضافةً الى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها، كما يتهم كل بلد الاخر بدعم مجموعات متمردة على اراضيه.

وفي واشنطن، رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما، أمس، بالاتفاق النفطي الذي وقع بين الخرطوم وجوبا حول رسوم مرور نفط جنوب السودان، عبر الاراضي السودانية. وقال أوباما في بيان صادر عن البيت الابيض، إن «هذا الاتفاق يفتح الباب أمام ازدهار أكبر لشعبي البلدين».

والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقي في اديس ابابا تراوح مكانها، حتى ان البلدين تجاوزا مهلة الثاني من اغسطس التي كان مجلس الامن الدولي منحهما اياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات.

وأعلن مبيكي ايضاً ان قمة ستعقد في سبتمبر بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير، لبحث وضع منطقة أبيي المتنازع عليها.

وقال مبيكي ان الطرفين توافقا على ان تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين.

ولكن في مؤشر إلى أن التوتر لايزال مستمراً بين الشمال والجنوب اللذين خاضا عقودا من الحرب الاهلية، قبل ان يوقعا اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي مهد للانفصال، اتهم كبير مفاوضي جنوب السودان باغان اموم الخرطوم بالسعي الى تقويض المفاوضات.

واتهم اموم الشمال ايضاً بمواصلة القصف الجوي للجنوب في انتهاك كامل لخارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي في ابريل، في محاولة لتسوية الازمة بين السودانين.

من جهته، أعلن مبيكي اتفاقاً اخر في اديس ابابا، وهذه المرة بين السودان والاتحاد الافريقي، والامم المتحدة، والجامعة العربية، حول ايصال المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في السودان.

وقال الوسيط الافريقي: «تم التوصل الى اتفاق مع حكومة السودان في ما يتعلق بايصال المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان، ما يعني اننا احرزنا تقدماً حول هذا الملف».

وفي هاتين الولايتين، تسببت مواجهات متكررة بين القوات السودانية وفصائل متمردة بازمة انسانية خطيرة لآلاف الاشخاص، وفق الامم المتحدة، حتى ان كثيرين لجأوا الى جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وافقت على خطة تتيح ارسال المساعدات الانسانية الى تلك المناطق، لكن الامم المتحدة اتهمت الخرطوم بطرح شروط مسبقة عرقلت تطبيق الخطة.

الأكثر مشاركة