«الصليب الأحمر» يناشد الأطراف حماية المدنيين
وجه الصليب الأحمر الدولي نداء عاجلاً إلى الحكومة السورية وقوات المعارضة لتوفير الحماية للمدنيين.
فيما أكدت فرنسا أنها ستنتهز فرصة رئاستها لمجلس الامن الدولي في أغسطس لتطوير المساعدة للشعب السوري في غياب تقدم سياسي.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف ودمشق، أمس، كل المجموعات المشاركة في القتال إلى احترام الالتزامات المنبثقة عن القانون الدولي.
وكانت منظمات إغاثة إنسانية قد اشتكت تزايد الهجمات على المدنيين وعمال الإغاثة والتجهيزات الخاصة بهم.
وأشار مسؤول منطقة الشرقين الأوسط والأدنى في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، إلى إن القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف التي تستند إليه، ألزما كل الأطراف المشاركة في صراعات مسلحة حماية المدنيين والأسرى والجرحى، وكل الأشخاص غير المشاركين في العمليات القتالية.
وطالب مارديني الأطراف المتصارعة بأن تفرق على الدوام بين المقاتلين والمدنيين، وبأن تقصر هجومها على المنشآت العسكرية، وألا تستهدف هجماتها مدنيين أو منشآت مدنية كالمساكن والمدارس ودور العبادة.
وأشار إلى مقتل خمسة موظفين تابعين للهلال الأحمر السوري، وتعرض العديد من سيارات نقل المرضى لإطلاق نار أو السرقة. من جهته، أعلن سفير فرنسا في الامم المتحدة، جيرار أرو، أمس، أن باريس ستنتهز فرصة رئاستها لمجلس الامن الدولي في أغسطس لتطوير المساعدة للشعب السوري في غياب تقدم سياسي بسبب موقف روسيا، محذرا موسكو من «كارثة نهائية».
وقال أرو لإذاعة «أوروبا-1»، إنه بشأن «التقدم على الصعيد السياسي، علي الاقرار بأنني اعتقد ان الامر سيكون صعباً».
وأضاف «لكن هناك اموراً يمكننا تحقيقها من وجهة النظر الانسانية، لاننا ننسى انه وراء العراقيل في مجلس الامن الدولي او استقالة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي) أنان، هناك معاناة السوريين».
وتولت فرنسا في الاول من أغسطس ولمدة شهر الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي.
وأكد أن بلاده ستحاول العمل لجذب روسيا والصين «حول المسائل الانسانية على الاقل»، مذكرا بأن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ينوي عقد اجتماع وزاري في نهاية الشهر الجاري في نيويورك في مجلس الامن الدولي.
وقال«هناك ثلاثة ملايين سوري حاليا تنقصهم الأدوية والغذاء. لا منفذ انسانياً لهم سوى الهلال الاحمر السوري الذي يقوم بأعمال رائعة، لكنها تتجاوز قدراته».
وأعرب عن أمله في أن تصغي روسيا والصين للأسرة الدولية بعد استقالة أنان الذي وجد نفسه «عاجزا» من دون دعم مجلس الامن.
من جهة اخرى، عبر السفير الفرنسي عن اسفه لغياب الضغوط على اعلى مستوى دولي على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال ان «الروس يقولون انه بالنسبة لهم، اما الاسد أو الاسلاميون وانهم ليسوا متمسكين بالاسد، لكنهم لا يريدون اسلاميين.
ونحن نرد عليهم انه بسياستهم سيكون الاسد ثم الاسلاميون، لان الاسد سيسقط ونتوقع ان تصبح المقاومة اكثر تشددا».
وأضاف أرو «اننا نشهد اصلاً ظهوراً لـ(القاعدة) في سورية، وفي نهاية المطاف سنصل الى النتيجة التي يخشاها الروس».
وأوضح أنه «علينا اقناع الروس والصينيين بأنهم على طريق خطأ، وانهم يجروننا الى الكارثة النهائية والحرب الاهلية والفوضى، وربما انتصار المتشددين، بينما حاليا الشعب السوري هو الذي يقاتل لا متشددين».
وحذر السفير الفرنسي من «مجازر جديدة» في حلب.
وقال ان «المعـركة الحقيقة ستبدأ في حلب على ما يبدو. النظام يقوم بتجميع قوات واسلحة ثقيلة جدا حول المدينة، وقد نشهد في الساعات او الايام المقبلة اعمال عنف جديدة ومجازر جديدة».