رئيس الوزراء السوري يعلن انشقـــــــاقه وانضمامه للثورة
أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، أمس، انشقاقه عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب «جرائم إبادة» بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة. فيما أكدت المعارضة السورية أن حجاب انشق ولجأ مع وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش الى الاردن، أول من أمس، معتبرة على لسان رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن الانشقاق يعد مؤشراً إلى «تآكل النظام من الداخل». في حين واصلت القوات السورية النظامية، أمس، عمليات القصف والاشتباكات في مدينة حلب شمال سورية. بينما اتهمت المعارضة القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماة، وسط البلاد، معتبرة انها تأتي في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.
وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري محمد عطري، في بيان تلاه عبر «قناة الجزيرة»، أمس، أن حجاب انشق عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب «جرائم إبادة» بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة.
وذكر المتحدث من عمان ان حجاب في «مكان آمن» مع عائلته، إضافة الى عائلات 10 أشخاص من اقربائه، وسيتكلم قريباً، فيما اشارت «قناة الجزيرة» الى ان حجاب موجود في الاردن.
وقال حجاب في البيان «أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سورية بأقسى جرائم الابادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب أعزل». وأضاف «أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والارهاب وانضمامي لصفوف الثورة»، مؤكدا انه الآن «جندي من جنود هذه الثورة المباركة».
وذكر المتحدث عطري بعد انتهائه من تلاوة البيان أن حجاب «أعلى مسؤول سوري ينشق»، وقد «حمل روحه على كفه من أجل هذه الثورة، ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا».
وبحسب عطري، فإن عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه تمت بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، وقد استغرقت «أشهراً»، وان «الثوار في الداخل هم من أمنوا له هذا الخروج المشرف».
وقال عطري ان حجاب «في مكان آمن وايد أمينة هو وعائلته»، وان مجموع 10 عائلات ملحقة بحجاب قد تم تهريبها بينها عائلات ثمانية إخوة لحجاب بعضهم يشغل مناصب في الدولة السورية. لكن وكالة الأنباء السورية قالت انه تمت إقالة حجاب وتكليف النائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الادارة المحلية المهندس عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً. ونفى عطري ان يكون حجاب أقيل، بل أكد ان إقالته أعلنت بعد يوم ونصف اليوم من اختفائه، وبعد فقدان النظام الامل في القبض عليه أو قتله، على حد قوله.
وقال عطري «معلوماتنا مؤكدة من خلال رياض حجاب بأن النظام السوري متهالك وساقط لا محالة، لكنه يراهن على القتل».
وأضاف أن حجاب «سيطل عليكم قريبا (ويتكلم) بلسانه، ومشاعره المنحازة للشعب».
من جهته، قال عضو المجلس الوطني السوري خالد زين العابدين، لـ«فرانس برس» إن حجاب وعائلته، إضافة الى وزيرين وثلاثة ضباط بالجيش عبروا الحدود الى الاردن الليلة قبل الماضية بالتنسيق مع الجيش السوري الحر.
وأضاف أن «التنسيق كان مباشراً مع الجيش السوري الحر الذي أمن وصول السيد حجاب وعائلته ومن معه الى أماكن آمنة داخل الاراضي الاردنية».
وأشار الى ان «عدداً كبيراً من ضباط الجيش السوري كذلك كانوا انشقوا ولجأوا الى الاردن مساء أول من أمس».
من جانبه، أكد عضو ثان في المعارضة السورية انشقاق حجاب وعدد من المسؤولين السوريين ولجوئهم الى الأردن.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «الجيش السوري الحر والمعارضة ينسقان الآن لمساعدة عدد اكبر من ضباط الجيش السوري والمسؤولين للانشقاق واللجوء الى الاردن في الايام المقبلة».
من جهته، قال رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم العون لعشرات آلاف السوريين في الأردن زايد حماد، ان عدداً من أعضاء الجمعية على الحدود الاردنية - السورية شاهدوا حجاب يدخل الاردن. واضاف حماد ان حجاب شوهد وعائلته وآخرون يعبرون الحدود بين البلدين الليلة قبل الفائتة. بدوره أكد عبدالباسط سيدا أن انشقاق حجاب هو مؤشر إلى «تآكل النظام من الداخل».
وقال سيدا لـ«فرانس برس»، أمس، «نرحب بانشقاق السيد رئيس الوزراء وبكل الانشقاقات سواء العسكرية او المدنية. هذه إشارة إلى ان النظام يتآكل من الداخل، ونؤكد انها بداية النهاية».
وأضاف «نقول للجميع إنها ساعة الحسم، لابد من تحديد المواقف، هذا النظام لم يعد له إلا القتل لغة يخاطب بها الشعب. هنا نتوجه بصورة خاصة للاخوة في الطائفة العلوية الكريمة والمسيحيين لنقول لهم ان سورية المستقبل ستكون للجميع».
على الصعيد الميداني، تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في مدينة حلب والتي حصدت، أمس، تسعة قتلى، ما يرفع عدد ضحايا العنف، أمس، الى 28 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشار المرصد في بيان الى مقتل تسعة مواطنين في مدينة حلب هم قائد كتيبة معارضة «سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين»، بالإضافة الى خمسة مدنيين جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة.
وأضاف المرصد ان اعمال القنص في حي سيف الدولة أدت الى مقتل شاب، بالإضافة الى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية خلال إسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية في ظروف مجهولة.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل تسعة مدنيين، منهم ثمانية بينهم طفلان إثر إطلاق نار وقصف رافق اقتحام قرية حربنفسه، بالاضافة الى مدني تاسع قتل برصاص قناص في حي الصابونية بمدينة حماة.
وشهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين إثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد.
وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة في القصف على حي الصناعة، بالاضافة الى رقيب منشق في اشتباكات شهدتها المدينة.
وشهد ريف ادلب (شمال غرب)، مقتل مواطن إثر اصابته بشظايا جراء القصف على مدينة معرة النعمان.
إلى ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان، أمس، القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماة، معتبراً انها تأتي في اطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.
واتهم المجلس «قوات النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي غير بعيد عن منطقة الحولة في ريف حمص»، والتي كانت شهدت مجزرة في مايو الماضي ذهب ضحيتها 108 أشخاص بحسب المرصد السوري.
ولفت البيان الى أن قوات النظام «قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8000 نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة»، قبل أن تقوم هذه القوات «باقتحام البلدة، ما أدى الى اصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتى اللحظة أكثر من 40 شهيدا و120 جريحا، كثير منهم في حالة خطرة».
وأضاف المجلس ان «الاجرام والرغبة الجامحة في القتل والترهيب بلغا حد قيام القوات الامنية والعسكرية وعصابات الشبيحة القادمة من قرى مجاورة موالية للنظام، بمطاردة الأهالي الفارين من البلدة واستهدافهم بالرصاص الحي وبالاسلحة البيضاء».
ودان المجلس «هذه المذبحة الوحشية»، مؤكداً أنها «تأتي في اطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالم».
وحمل «رأس النظام السوري (الرئيس السوري بشار الاسد) وأعوانه المسؤولية الكاملة عن تنفيذ سياسة إبادة بحق الشعب السوري»، محذراً أفراد القوات النظامية الذين يشاركون في هذه الاعمال من أنهم يرتكبون جرائم «لا تسقط بمرور الوقت ولا بالعفو ولا بحجة تنفيذ الاوامر العسكرية».