المراقبون يؤكدون تزايد حدّة العنف

انشقاق المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان

غاي: لدينا في سورية 100 مراقب فقط. إي.بي.إيه

أعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف، داني بعاج، أمس، انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه الى المعارضة، معتبراً انه لم يعد قادراً على مساعدة الشعب السوري من منصبه، فيما قال رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية، الجنرال بابكر غاي، إن حدة العنف تتزايد في أنحاء البلاد، ملقياً باللوم على كل من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في تجاهل محنة المدنيين.

وأكد بعاج في اتصال مع «فرانس برس» في جنيف انشقاقه عن النظام السوري.

وقال: «ببساطة عندما شعرت انه لم يعد في وسعي مساعدة الشعب السوري كان عليّ التحرك». وأضاف «عندما شاركت في مفاوضات حول سورية كان قلقي حماية شعب سورية وليس الحكومة».

واشار إلى أنه كان على اتصال منذ بعض الوقت بالمنتدى الديمقراطي السوري المعارض، ومقره باريس. وتولى بعاج هذا المنصب قبل عامين.

ويأتي هذا الاعلان الذي صدر يوم الجمعة الماضي عبر موقع للمعارضة، قبل تقرير جديد حول وضع حقوق الانسان في سورية، غداً، طلبه المجلس من لجنة تحقيق مستقلة. ويأمل بعاج في التوصل الى توافق حول سورية في المجلس شرط «تخلّي بعض الدول عن أجنداتها لمساعدة الشعب السوري».

وفي دمشق قال غاي للصحافيين: «من الواضح أن العنف يزيد في العديد من مناطق سورية». وأضاف أن «الاستخدام العشوائي للاسلحة الثقيلة من جانب الحكومة وهجمات المعارضة التي تستهدف المراكز العمرانية تسفر عن سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين الأبرياء».

وقال «أشعر بأسف بالغ من أن أياً من الطرفين لم يجعل من احتياجات المدنيين أولوية».

ويقول نشطاء إن أكثر من 18 ألف شخص من الجنود ومقاتلي المعارضة والمدنيين قتلوا منذ مستهل الانتفاضة السورية ضد الرئيس السوري الأسد في مارس من العام الماضي.

وأكد غاي أن 100 مراقب فقط بقوا في سورية و«سيعملون حتى الدقيقة الأخيرة».

وأضاف «أناشد الطرفين وقف العمليات العسكرية والجلوس إلى مائدة (المفاوضات)»، مضيفاً أنه ناشد شخصياً الحكومة والمعارضة السورية في الخارج. وينتهي تفويض مراقبي الأمم المتحدة - الذين كانت مهمتهم الأساسية مراقبة وقف لإطلاق النار في ابريل لم يتحقق قط - يوم 19 أغسطس. وجرى تقليص أعضاء البعثة بالفعل إلى الثلث، لأن العنف جعل من المستحيل عليهم التحرك.

إلى ذلك، دان غاي أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين، بعد اختفاء مراسلين يعملون في وسائل إعلام رسمية سورية.

وقال إنه «مهما كان البلد، فإن الامم المتحدة متمسكة بالصحافة ووسائل الاعلام، وللصحافة دور كبير تلعبه في هذا البلد، لذلك ندين كل اعمال عنف ضد وسائل الاعلام، اياً كان مرتكبوها».

من جانبه، دان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن «اغتيال الصحافيين»، مؤكداً أنه «حتى وإن كانوا مع النظام فإنهم صحافيون وليسوا مقاتلين». واغتيل صحافيون يعملون في وسائل اعلام رسمية، ونحو 10 مواطنين صحافيين يعملون مع المعارضة.

واغتال مسلحون صحافياً في وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) السبت الماضي في منزله في ريف دمشق بمحافظة دمشق، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والوكالة السورية.

واعتقل المعارضون ثلاثة صحافيين يعملون لقناة «الاخبارية السورية» بينما كانوا يرافقون الجيش يوم الجمعة الماضي في عملية قرب دمشق. في السادس من أغسطس، استهدف انفجار مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون الرسميين في دمشق، ما أسفر عن جرح أربعة اشخاص.

وقبل ايام خطف محمد السعيد، مقدم الاخبار في التلفزيون الرسمي السوري من منزله، ثم أعدم «كي يكون عبرة لكل من يدعم النظام»، على ما أكدت «جبهة النصرة الاسلامية» المتطرفة التي تبنت عملية القتل.

تويتر