«الجيش الحر» يُسقط طائرة حربية فــي دير الزور.. واعتقالات في دمشق
أسقط الجيش السوري الحر، أمس، طائرة حربية من طراز «ميغ 23» كانت تقصف مدينة الموحسن في محافظة دير الزور، فيما تعرضت بعض الأحياء في جنوب دمشق وبلدات في الريف المتاخم لها، فجر أمس، لقصف من القوات النظامية ترافق مع اشتباكات، بينما جرت حملة مداهمات واعتقالات في بعض أحياء مدينة دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات في مدينة حلب بين الجيشين النظامي والحر، وتركزت في حي صلاح الدين، بالتزامن مع قصف القوات النظامية أحياء عدة في المدينة التي تشكل رهاناً استراتيجياً في النزاع. في حين اتهم المجلس الوطني السوري المعارض جنوداً في الجيش السوري بإعدام 10 شبان في حي الشماس وسط حمص. بينما تزور مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس، سورية ولبنان، اليوم والخميس للفت النظر الى «تدهور الوضع الانساني».
وتبنى الجيش السوري الحر في الداخل، أمس، إسقاط طائرة مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد، بحسب ما اكد متحدث باسمه لـ«فرانس برس»، فيما اعلنت مجموعة منه في شريط فيديو اعتقال الطيار.
وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في اتصال عبر سكايب: «نؤكد اننا اسقطنا طائرة ميغ بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14.5».
وهي المرة الاولى التي يتبنى فيها الجيش الحر رسمياً اسقاط طائرة مقاتلة.
وفي شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» على الانترنت، اعلنت مجموعة قالت انها تنتمي الى الجيش الحر تطلق على نفسها اسم «لواء احفاد محمد- كتيبة عثمان بن عفان» أسر الطيار.
وتحدث رجل بلباس عسكري في الفيديو قائلاً: «أنا النقيب ابوالليث، قائد لواء احفاد محمد. تم بعون الله اسقاط طائرة ميغ 23 في مدينة موحسن في منطقة دير الزور صباح الإثنين 13 اغسطس على يد ابطال لواء احفاد محمد». واضاف ان من اسقط الطائرة هو «أبوعلاوي، احد ابطال كتيبة عثمان بن عفان» من اللواء. وظهر في الفيديو رجل ملتحٍ بشكل خفيف محاطاً بثلاثة مسلحين، بينهم اثنان بلباس عسكري، وهو يقول: «أنا العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان. كلفنا بمهمة قصف مدينة الموحسن».
وأكدت لجان التنسيق المحلية المعارضة، صباح أمس، ان «الجيش السوري الحر اسقط طائرة حربية من نوع ميغ 23 كانت تقصف مدينة الموحسن في محافظة دير الزور». وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، يمكن سماع اصوات طلقات نارية قوية، قبل ان تشاهد ناراً تندلع في طائرة حربية مع سحابة دخان تخرج منها. وفي الصورة، يمكن مشاهدة الطائرة وهي تتابع طيرانها، بينما يصرخ صوت «الله اكبر! إصابة طيارة ميغ في مدينة الموحسن».
من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان «طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية». وأوضح المصدر أن «الطائرة أصيبت بعطل فني طارئ أدى الى تعطل اجهزة القيادة، وعدم امكانية متابعة الطيران، ما دفع الطيار الى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف». وأكد ان «عملية البحث عن الطيار لاتزال جارية».
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متتالية ان حيي العسالي ونهر عيشة في العاصمة دمشق تعرضا للقصف من القوات النظامية، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، فيما وقعت اشتباكات عنيفة وقصف في حي القدم.
وشمل القصف المستمر منذ ايام بلدات عربين والتل وعرطوز في ريف دمشق، ووقعت اشتباكات في بلدتي حرستا والكسوة. وقتل في هذه العمليات، أمس، 15 شخصاً، هم 13 مدنيا ومقاتلان، بحسب المرصد.
وأوضح المرصد أن حصيلة ضحايا العمليات العسكرية في دمشق وريفها ارتفعت خلال الساعات الـ48 الماضية الى 48 قتيلا، موضحاً أن القتلى هم 39 مدنياً و12 مقاتلا معارضا، فيما يصعب تحديد عدد الجنود النظاميين الذين قتلوا في الاشتباكات.
وتحدث المرصد عن حملة مداهمات واعتقالات في أحياء القيمرية وقشلة والشاغور في وسط دمشق، ترافقت مع إطلاق نار. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» انه تم توقيف 22 شخصاً على الاقل، موضحا انها ليست المرة الاولى التي تقوم بها قوات النظام بحملة توقيفات من هذا النوع، لكنها المرة الاولى بهذا الحجم. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية 32 شخصاً.
ويأتي ذلك غداة يوم دامٍ قتل فيه 150 شخصاً معظمهم من المدنيين.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن قوات النظام قامت خلال حملة المداهمات بـ«تفتيش المحال التجارية وتحطيم الأبواب المغلقة واعتقال أعداد من الشباب بعد ضربهم».
وأشارت الى «إغلاق جميع منافذ دمشق القديمة وإقامة حواجز تفتيش وطلب الهويات الشخصية»، بينما تنفذ بعض المحال التجارية في العاصمة اضرابا احتجاجا على ممارسات النظام.
وفي حلب ثاني أكبر المدن السورية، حيث بدأت القوات النظامية السورية هجوما بريا في الثامن من أغسطس، ذكر عبدالرحمن ان المقاتلين المعارضين «شنوا فجر أمس هجوما على فرع المخابرات الجوية ومركز الكتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء في غرب المدينة، ولم تعرف نتائج الهجوم».
واشار الى ان «الاتصالات صعبة جدا مع حلب والاخبار قليلة ومحدودة». إلا انه تحدث عن «استمرار الاشتباكات في حي صلاح الدين (جنوب غرب) الذي تسيطر عليه منذ الخميس الماضي قوات النظام، لكن لاتزال توجد فيه جيوب مقاومة».
وذكر مصدر أمني في دمشق، أن قوات النظام «تتقدم في اتجاه حي السكري في جنوب المدينة والقريب من صلاح الدين»، فيما وصفت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات، أول من أمس، حي السكري بانه «المعقل الثاني للمسلحين» في المدينة.
وفي تدمر (وسط)، يقوم الجيش السوري، تسانده مروحيات، بعمليات قصف ويتواجه مع الجيش السوري الحر.
وبينما ادت اعمال العنف الى سقوط اكثر من 21 الف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد في مارس ،2011 سجلت انتهاكات خطرة ارتكبها الجانبان.
فقد اتهم المجلس الوطني السوري جنودا في الجيش السوري بإعدام 10 شبان اختارهم من حشد من 350 شخصاً تجمعوا في حي الشماس وسط حمص.
وتأتي هذه التطورات عشية قمة استثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي في مكة المكرمة بدعوة من السعودية.
وقال الامين العام للمنظمة أكمل الدين احسان اوغلو، إن «الملف السوري سيكون على رأس اولويات القادة» الذين يجتمعون بدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضاف أن «سورية لن تكون ممثلة في القمة الاسلامية»، مشيراً الى «توصية من اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين بتعليق عضويتها في المنظمة»، موضحاً أن هذه التوصية «ستعرض على وزراء الخارجية لاقرارها، ولذلك حتى الآن ليست حاضرة».
وقبل أن يتوجه الى السعودية لحضور القمة، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد: «آمل أن تركز القمة على تعزيز الوحدة وتخفيف الاحقاد» بين البلدان الاسلامية. وأضاف «هناك بلدان مختلفة لديها مواقف مختلفة بشأن التطورات في العالم الاسلامي، والامة الايرانية لها موقفها الخاص بها، ونحن سندافع عن هذا الموقف اثناء القمة»، في تلميح الى سورية.
من جهة أخرى، أعلنت الامم المتحدة ان فاليري اموس مساعدة امينها العام للشؤون الانسانية ستزور سورية ولبنان، اليوم والخميس للفت النظر الى «تدهور الوضع الانساني» بسبب النزاع القائم في سورية.
وقالت المنظمة الدولية في بيان إن «الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام تهدف الى لفت الانظار الى تدهور الوضع الانساني في سورية، واثر النزاع على السكان داخل سورية أو الذين فروا الى دول أخرى، خصوصاً لبنان».