البرادعي يدعو إلى محاكمة من أفتوا بإباحة قتال المتظاهرين
أكد الجيش المصري، أمس، استعداده للتدخّل لفض أحداث شغب تجري في مدينة قليوب شمال القاهرة، وفيما طالب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، بمحاكمة من أفتوا بإباحة قتال المتظاهرين المناهضين للرئيس محمد مرسي، قالت صحيفة اسرائيلية، إن مصر تنقل قوات من جيشها إلى مناطق معينة في سيناء من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل، خلافاً لما تنص عليه معاهدة السلام بين الدولتين.
ونقل التلفزيون المصري عن مصدر عسكري مسؤول قوله، إن عناصر الجيش مستعدة للتدخّل لفض أحداث شغب تجري في مدينة قليوب شمال القاهرة، حال طُلب منها ذلك. وأضاف أنه «وبعد تسليم المجلس العسكري للسلطة وعودة الجيش إلى ثكناته، فإنه لا يسمح بنزول الجيش إلى الشوارع إلا بأمر من رئيس الجمهورية».
وكان عدد من المحتجين قطعوا الطريق الزراعي وطريق السكك الحديدية الرابط بين محافظتي القاهرة والأسكندرية، منذ الساعات الأولى من صباح امس، احتجاجاً على مقتل أحد أبناء قرية الشرقاوية بسبب ضرب مبرّح تعرّض له بمركز شرطة شبرا الخيمة، فيما يؤكد عناصر الشرطة أن القتيل، الذي اقتيد إلى مركز الشرطة بأمر من النيابة العامة لقيامه بالاتجار في المواد المخدرة، توفي بشكل طبيعي.
من جهته، دعا السياسي المصري والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، امس، إلى محاكمة شيوخ أفتوا بإباحة قتال المتظاهرين المناهضين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وأكد البرادعي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ضرورة محاكمة الشيوخ الذين يُفتون بقتال المتظاهرين بسبب خروجهم على الحاكم لارتكابهم جريمة الخيانة العظمى، محذراً من أن عدم محاكمتهم بشكل فوري سيؤدي إلى الانزلاق إلى نظام فاشي يتستّر بعباءة الدين.
وفي السياق ذاته، كان وكيل وزارة الأوقاف المصرية الدكتور سالم عبدالجليل، رفض فتوى صدرت عن أحد المشايخ في الأزهر قضت بهدر دماء كل من يُشارك في تظاهرات ستشهدها مصر يوم 24 اغسطس الجاري. وانتقد عبدالجليل، في مداخلة هاتفية على فضائية «سي بي سي» المصرية، فتوى صدرت عن شيخ أزهري تُبيح إهدار دم من يخرج في تظاهرات 24 أغسطس الجاري ضد جماعة الإخوان المسلمين، واعتبارهم من «الخوارج»، مؤكداً أن هذه القضية خطيرة ولا يمكن أن تصدر عن أزهري.
وفي القدس المحتلة قالت صحيفة هآرتس امس، إن مصر تنقل قوات من جيشها إلى مناطق معينة في سيناء من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل خلافاً لما تنص عليه معاهدة السلام بين الدولتين، ولكن إسرائيل تصادق على هذه الخطوات بعد تنفيذها.
وأضافت الصحيفة أن قسماً من القوات المصرية تم نقلها بالاتفاق بين إسرائيل والجهاز الأمني المصري، وأنه تم نقل قوات مصرية كانت موجودة في سيناء في الفترة الماضية إلى شمال شرق سيناء، وذلك في إطار محاربة مصر للجماعات المسلحة.
وذكرت أنه تم نقل هذه القوات من دون الحصول على موافقة مسبقة من إسرائيل وأن الحكومة الإسرائيلية علمت بهذه الخطوات المصرية بعد تنفيذها فقط. ورفض مسؤولون أمنيون في إسرائيل التعقيب على الموضوع، وأكدوا أن التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر إيجابي وسليم وأنه يوجد محادثات متواصلة بين الجانبين.
من جهة أخرى، كشفت ورقة كتبها الرجل الثاني في القيادة العسكرية المصرية الجديدة رئيس الاركان الفريق صدقي صبحي حين كان يدرس الماجستير في أميركا عام ،2005 رفضه الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وأن أي عملية لنشر الديمقراطية بالمنطقة يجب أن تنبع من الداخل، وأن تكون لها شرعية دينية. وقال رئيس الأركان المصري في الورقة إن القوات الأميركية يجب أن تنسحب من الشرق الأوسط، وإن أي عملية لنشر الديمقراطية بالمنطقة يجب أن تنبع من الداخل وأن تكون لها شرعية دينية.
ورغم أن الورقة نشرت قبل انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإن هذه الوثيقة التي كتبها رئيس الأركان الجديد الفريق صدقي صبحي حين كان يدرس في الولايات المتحدة قدمت فكرة نادرة عن تفكير ضابط كبير في الجيش المصري المتكتم تقليدياً، وذلك حسب ما أوردته «رويترز».
وكتب صبحي الذي كان يحمل رتبة عميد وهو يدرس للحصول على الماجستير بكلية الحرب الأميركية يقول «أوصي بأن يكون الانسحاب الدائم لقوات الولايات المتحدة من الشرق الأوسط هدفاً للاستراتيجية الأميركية في المنطقة».
وأضاف في التوصيات الختامية للورقة التي ضمت 16 ألفاً و600 كلمة إن الولايات المتحدة يجب أن تعمل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة من خلال الوسائل الاجتماعية والاقتصادية، والتطبيق غير المنحاز للقانون الدولي، في إشارة إلى ما وصفه صبحي من قبل بأنه علاقة واشنطن المنحازة مع إسرائيل.