استمرار العنف والاشتباكات غداة تعليق عضوية دمشق في منظمة التعاون الإسلامي.. ومجلس الأمن يُنهي مهمة المراقبين
الصين تدعو سورية إلى وقف إطلاق النار والقــــبول بوساطة دولية
استمرت عمليات القصف والاشتباكات في سورية، أمس، غداة تعليق عضوية دمشق في منظمة التعاون الإسلامي، وبينما حذرت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، من أن أكثر من مليون لاجئ سوري هم اليوم في حالة انسانية مزرية، قرر مجلس الامن الدولي انهاء مهمة بعثة مراقبي الامم المتحدة في سورية وسط انقسامات حادة بين القوى الكبرى، حيث دعت الصين الى تطبيق وقف اطلاق نار والقبول بوساطة دولية لوقف العنف في سورية.
ميدانياً، قتل 34 شخصاً في سورية بينهم 26 مدنياً، أمس، غداة يوم دام شهد مقتل 172 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة، بينهم 35 على الاقل في قصف جوي للجيش السوري على مدينة اعزاز في ريف حلب قرب الحدود التركية، كما افاد المرصد السوري.
وتشهد حلب قصفاً واشتباكات تدور منذ اسابيع بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للسيطرة على المدينة. وقال المرصد في بيان إن ستة مواطنين بينهم طفلان وامرأة قتلوا في قصف في حي الشعار شرق المدينة، بينما قتل 10 أشخاص على الاقل في قصف على حي قاضي عسكر شرق المدينة أيضاً. وأشار إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى، بعضهم بحالة خطرة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني ان القصف على حي قاضي عسكر اصاب تجمع مواطنين امام فرن اثناء انتظارهم للحصول على الخبز، وبين القتلى العديد من الاطفال والرجال المسنين. وأرفقت الهيئة خبرها بشريط فيديو عن القصف يظهر جثثا في الطريق تسبح في برك من الدماء، ويصعب تبين وجوه اصحابها. وطال القصف احياء الفردوس والصاخور والسكري والأنصاري وطريق الباب، وكلها في شرق العاصمة.
ووقعت اشتباكات في محيط دوار الجندول القريب من وسط المدينة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي الوقت نفسه، استمرت الاشتباكات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة اللذين دخلتهما القوات النظامية، ويشهدان معارك كر وفر وحرب شوارع بين الطرفين.
من جهة ثانية، تعرضت مدينة التل في ريف دمشق لقصف من القوات النظامية السورية التي دخلت مناطق فيها امس بعد ايام من القصف والاشتباكات، حسب المرصد. وعثر على خمسة سائقين قتلوا فجرا على ايدي مجهولين في صحنايا في ريف دمشق حيث تعرض حيا العسالي والتضامن لقصف من القوات النظامية تسبب بسقوط جرحى. كما سقطت قذائف على البساتين المحيطة بحي المزة الذي شهد، أول من أمس، اشتباكات عنيفة تسببت بسقوط عشرة قتلى.
ورغم سيطرة القوات النظامية على مجمل احياء العاصمة، تتكرر المواجهات بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة في بعض الازقة والشوارع.
وتحدث المرصد عن مقتل ثلاثة أشخاص في دير الزور شرق البلاد ايضا.
من جهة أخرى، حررت القوات السورية فجر أمس فريق تلفزيون الاخبارية السورية الذي كان خطف على ايدي مسلحين قبل بضعة أيام في ريف دمشق، في «عملية نوعية»، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي السوري.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن القوات النظامية دخلت مناطق في مدينة التل، مشيراً الى الافراج عن فريق الاخبارية السورية بعد اقتحام المكان الذي كانوا محتجزين فيه في المدينة.
ومع استمرار العنف، أعلنت وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس، في ختام زيارة لسورية أن أكثر من مليون لاجئ سوري يعانون فقراً مدقعاً، ويحتاجون الى مساعدات عاجلة. وقالت آموس في مؤتمر صحافي في ختام زيارة إلى دمشق إنه تم تهجير اكثر من مليون شخص من ديارهم وهم يواجهون فقرا مدقعا، مشيرة إلى احتمال وجود أكثر من مليون شخص إضافي لديهم احتياجات انسانية عاجلة، نظراً لاتساع تأثير الأزمة في الاقتصاد ومعيشة الناس.
وأكدت أنها ستستمر بالضغط على الحكومة للسماح بزيادة عدد العاملين بالمساعدات والمنظمات.
وجاءت هذه التطورات بعيد إعلان الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي فجر أمس تعليق عضوية سورية من المنظمة، في خطوة لها رمزية تهدف الى عزل النظام السوري، لقمعه منذ 17 شهرا الاحتجاجات في البلاد.
وتبنت المنظمة القرار في قمة عقدتها في مكة المكرمة، بدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله. ودانت القرار إيران الحليفة الاساسية للنظام السوري، والدولة الوحيدة التي رفضته علناً بين الاعضاء الـ57 في المنظمة التي تمثل ملياراً ونصف المليار مسلم حول العالم. وأكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي اكبر صالحي، أن القرار يتعارض تماما مع ميثاق المنظمة.
ورحب المجلس الوطني السوري بقرار منظمة التعاون الاسلامي تجميد عضوية سورية في المنظمة، مؤكداً حاجة الشعب السوري الى مساعدة المنظمة للدفاع عن وجوده. وأكد المجلس أن ما يتعرض له الشعب السوري تجاوز حدود الخلاف السياسي والأزمة الإنسانية، ووصل إلى حد تدمير بلد عريق ومركزي في الامتين العربية والاسلامية، متهما النظام السوري بهذا التدمير.
كما رحبت الولايات المتحدة بتعليق عضوية سورية في المنظمة، ورأت في هذا الأمر تعبيراً عن زيادة العزلة الدولية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، بياناً قالت فيه إن منظمة التعاون الإسلامي وجهت رسالة قوية إلى نظام الأسد بتعليق عضوية سورية فيها.
من جهة أخرى، عقد مجلس الامن الدولي امس اجتماعا أعلن فيه رسميا انتهاء مهمة مراقبيه في سورية، بينما يسعى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لاقناع الجزائري الاخضر الابراهيمي بقبول تعيينه موفداً دولياً خاصاً لسورية.
وتنتهي مهمة المراقبين في سورية منتصف ليل الاحد الاثنين. وقال دبلوماسيون ان الانقسام بين القوى الكبرى يعني أنه ليس هناك أي أمل في التمديد لعمل البعثة. وأوضح دبلوماسيون أنه في احسن الاحوال، قد تتفق الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن على الابقاء على مكتب سياسي للاتصال في دمشق، لدعم جهود الوسيط الدولي المقبل الذي سيخلف كوفي انان. وذكر دبلوماسيون أن الابراهيمي الذي عمل موفدا للامم المتحدة في مناطق عدة، ابرزها العراق وافغانستان، يريد دعما من مجلس الامن، خصوصاً من الدول الكبرى للقبول بهذه المهمة.
من جهته، دعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، أمس، مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان التي تزور الصين الى تطبيق وقف اطلاق نار، والقبول بوساطة دولية لوقف العنف الذي تشهده سورية. وقال يانغ جيشي متوجهاً الى بثينة شعبان إن الصين تحض الحكومة السورية وجميع الاطراف المعنية على تطبيق وقف اطلاق نار على وجه السرعة، لوضع حد للعنف، والشروع في حوار سياسي، بحسب ما ورد في بيان حكومي.
من جانبها، أكدت بثينة شعبان أن دمشق راضية عن موقف روسيا والصين تجاه بلادها، كونهما لا تتصرفان كمستعمرين. وقالت المبعوثة الخاصة للرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة تشاينا ديلي الصينية الحكومية «نحن سعيدون بمواقف دول مثل روسيا والصين، وهي دول غير استعمارية ولا تتصرف مع الناس مثل المستعمرين».
واضافت المستشارة السياسية والاعلامية للاسد أن الموقف الروسي- الصيني موقف مختلف جداً عن موقف الغرب، مشيرة الى أن زيارتها الى بكين تهدف الى تزويد الحكومة الصينية بالصورة الحقيقية لما يجري في سورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news