معارك عنيفة في طرابلس بعد مقتل رجل دين

الجيش اللبناني انتشر بحي باب التبانة وسط طرابلس في محاولة لاحتواء الاشتباكات. رويترز

قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، بينهم شيخ سني شاب، أمس، برصاص قناص في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ما أدى الى معارك جديدة بين مسلحين من السنة وآخرين علويين، في خامس يوم من الاشتباكات الطائفية التي حركها الصراع في سورية. وقال مسؤول أمني، إن مقتل الشيخ خالد البرادعي (28 عاماً) ادى الى اشتباكات عنيفة بدأت فجر أمس بعد وقف إطلاق نار هش بين حي جبل محسن العلوي وحي القبة السني.

وقال مصدر أمني آخر إن الوضع في طرابلس حيث قتل 16 شخصاً منذ يوم الاثنين الماضي في اشتباكات بين السنة والعلويين «مثير للقلق وخطر، ومن المرجح جداً أن يتصاعد هذه المرة».

وقالت مصادر امنية إن البرادعي قتل بعدما أصابته رصاصة قناص في العنق في الساعات الأولى من صباح أمس، كما قتل رجلان آخران. وأضافت أنه تم إضرام النار في ما لا يقل عن سبعة متاجر مملوكة لعلويين في أحياء تسكنها أغلبية سنية. وأضاف أن 41 شخصاً أصيبوا بينهم جنود. ونشر الجيش قواته ودباباته في الشوارع صباح أمس لتهدئة الأوضاع وبدا أن الاشتباكات انحسرت في أغلب المناطق قبل أن تشتعل مجدداً.

وتظهر الاشتباكات مدى تأثر لبنان بالصراع الدائر في سورية بين المعارضة وأغلبها من السنة والرئيس بشار الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية. واشتبك مسلحون في حي جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية في طرابلس في معارك متقطعة على مدى الاسبوع المنصرم مع مقاتلين سنة من حي باب التبانة. ونأت الحكومة اللبنانية بنفسها عن الاضطرابات في سورية خشية امتدادها إلى لبنان لتشابه الانقسامات الطائفية فيهما. ويقول سكان إن الزعماء السياسيين في طرابلس اتفقوا على وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي لكن عمليات القنص استمرت بين الجانبين.

وأفاد مراسل «فرانس برس» الذي حضر مراسم تشييع الشيخ البرادعي، بأن المعارك التي دارت بالاسلحة الاوتوماتيكية وقاذفات الصواريخ تسببت باندلاع حرائق كبيرة في الحيين الواقعين شرق المدينة الساحلية.

وفي السياق، ذكر مصدر طبي في طرابلس، أن صحافية كندية وتقنياً من فريق عمل قناة «سكاي نيوز عربية» اصيبا بجروح طفيفة اثناء تواجهما على المدخل الشمالي لطرابلس بالقرب من باب التبانة. وبحسب المصدر الامني، توقف إطلاق النار وانسحب المسلحون من الجانبين على متن دراجات نارية.

وقال (أبوعثمان)، المسلح السني، «لقد فوجئنا بهذه المعركة»، مضيفاً أن «من فتح النار هم سكان جبل محسن».

والمعارك التي بدأت الاثنين اوقعت 16 قتيلاً. وهي تجري بين مجموعات علوية من جبل محسن مناصرة لنظام الاسد وأخرى سنية مناهضة له في حي باب التبانة السني القريب من حي القبة.

وكانت هاتان المنطقتان مسرحاً خلال الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) لمعارك طاحنة. وشهدت خلال السنوات الماضية جولات عنف متكررة، لاسيما منذ اندلاع الاضطرابات في سورية قبل 17 شهراً.

وقال أحمد بريس في القبة «لم يعد بإمكاني تحمل هذا الوضع، لدي في منزلي ثلاث عائلات هربت من اعمال العنف» منذ مطلع الاسبوع.

وأضاف «ليس لنا علاقة بما يحصل في سورية، نريد العيش بسلام». وقال «نواجه صعوبة في تأمين معيشتنا، وهؤلاء المسلحون يتقاضون رواتب، انهم لا يقاتلون من اجل قضية وانما لمصالحهم الخاصة». وحذر مسؤولون لبنانيون، بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والامم المتحدة من امتداد النزاع السوري الى لبنان.

كذلك حذرت فرنسا من انتقال النزاع السوري الى الأراضي اللبنانية، فيما أعربت وزارة الخارجية الاميركية عن «قلقها الشديد حيال أعمال العنف» في لبنان وتخوفها من انتشار النزاع انطلاقاً من سورية. ودعت الامم المتحدة الاسرة الدولية الى تقديم المزيد من الدعم للبنان في مواجهة مخاطر زعزعة استقراره بسبب انعكاسات النزاع السوري.

تويتر