«الجيش الحرّ» يُسقط مروحية.. واشــــتداد المعارك في دمشق وحلب

أسقط الجيش السوري الحر، أمس، مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق، انتقاماً لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في مدينة داريا المجاورة، بينما يخوض المقاتلون المعارضون اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في كل من دمشق وحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد. غداة إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن سورية لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها «مهما كلف الثمن». فيما عثر، أمس، على 14 جثة جديدة في داريا بريف دمشق لترتفع حصيلة «المجزرة» إلى 334 قتيلاً، في حين حمّل الاتحاد الأوروبي النظام السوري مسؤولية «المجزرة»، مطالباً بمعاقبة مرتكبيها.

وأعلنت «كتيبة البدر»، التابعة للجيش السوري الحر في دمشق، مسؤوليتها عن إسقاط طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون الدمشقي، بوساطة مضاد للطيران، فيما كانت تقوم بقصف حيي جوبر وزملكا.

وقال المتحدث باسم الكتيبة، عمر القابوني، لـ«فرانس برس» من القابون، إن «كتيبة البدر في الجيش السوري الحر في دمشق تعلن مسؤوليتها عن إسقاط طائرة مروحية فوق القابون». وأضاف أن إسقاط المروحية تم «بوساطة مضاد للطيران، رداً على مجزرة داريا»، موضحاً ان الطيار قتل.

وأظهر شريط فيديو، بثته تنسيقية تجمع أحرار القابون على صفحتها في «فيس بوك»، حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها.

وقال شهود عيان إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري أثناء قصفها حي جوبر في دمشق، خلال اندلاع قتال شرس بين قوات المعارضة والقوات الموالية للأسد، وأضافوا ان النيران حاصرت الطائرة الهليكوبتر بعد ان أصابتها قذيفة اثناء إطلاق نار ثم سقطت في حي القابون القريب.

من جهته، أعلن التلفزيون السوري في خبر عاجل أن طائرة هليكوبتر سقطت في حي القابون الواقع شمال شرق دمشق. وقال في شريط إخباري عاجل، «سقوط مروحية بجانب جامع الغفران بمنطقة القابون في دمشق»، من دون الإشارة إلى سبب سقوط المروحية.

وقال ناشط في المنطقة، ذكر ان اسمه أبوبكر، لـ«رويترز» من خلال موقع سكايب، «كانت (الطائرة الهليكوبتر) تحلق فوق المنطقة الشرقية من المدينة وتطلق نيرانها طوال الصباح، حاول مقاتلو المعارضة إصابتها لمدة ساعة تقريباً، وفي نهاية الأمر فعلوا ذلك».

وقال ناشطون ان اشتباكات عنيفة اندلعت في الأحياء الشرقية من العاصمة بعد اسقاط الطائرة الهليكوبتر.

وبدأت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش اطلاق صواريخ ونيران اسلحة آلية، أول من أمس، في احياء جوبر وزملكا وعربين، وهي احياء تقع على المشارف الشرقية للمدينة. وقال ناشطون ان الجولة الاخيرة من القصف فجرها هجوم لمقاتلي المعارضة قتل فيه قناص وألقي القبض على آخر بالقرب من حاجز طريق في جوبر، وهي ضاحية متهدمة قرب استاد يقول ناشطون انه تحول الى قاعدة للجيش.

وقال (أبوعمر)، وهو تاجر يعيش في المنطقة «رد جيش الاسد باعتقال 100 شخص تعسفياً في جوبر، وأسقطت طائرات الهليكوبتر منشورات تحذر السكان لتسليم ما يصفه النظام بإرهابيين أو مواجهة الإبادة».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، ان مروحية «شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها».

ولفت المرصد في بيان الى ارتفاع وتيرة القصف والاشتباكات في المنطقة، اثر إسقاط المروحية «ومقتل قائدها» فوق القابون.

وأشار إلى ان «حي جوبر يتعرض لقصف عنيف» من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين على اطراف الحي، بحسب المرصد الذي اضاف ان بلدة زملكا ومحيطها تشهد اشتباكات عنيفة، بينما تتعرض بلدة حورية لقصف عنيف.

ولفت المرصد الى مقتل أربعة من المقاتلين المعارضين، وما لا يقل عن ستة من عناصر القوات النظامية، اثر الاشتباكات بين الطرفين في حي جوبر ومناطق الغوطة الشرقية.

وفي مدينة حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي سيف الدولة، بينما يتعرض حي المرجة لقصف من قبل القوات النظامية.

وأشار المرصد إلى تعرض حي الإذاعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليه، مضيفاً ان حي بستان الباشا تعرض للقصف أيضاً.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تتعرض بلدة معرة مصرين ومدينة أريحا وقرى مجاورة لهما لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اعادة سيطرتها على هذه المناطق بعد تكبدها خسائر في المعدات خلال الـ48 ساعة الفائتة، بحسب المرصد.

إلى ذلك، حصدت أعمال العنف، أمس، 25 قتيلاً، بينهم 13 مدنياً وسبعة مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى خمسة من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أعلن أيضا العثور، أمس، على 14 جثة جديدة في داريا في ريف دمشق، بعد اقتحام القوات النظامية للمدينة، اثر اشتباكات ومحاولات اقتحام وقصف منذ الاثنين الماضي. وبذلك، ترتفع حصيلة الجثث التي عثر عليها في داريا الى 334 جثة، بعدما كان اعلن المرصد، أول من أمس، العثور على جثث 320 شخصاً على الاقل في المدينة التي تبعد سبعة كيلومترات جنوب دمشق وتضم نحو 200 ألف نسمة.

في سياق متصل، دان الاتحاد الاوروبي بشدة، أمس، المجزرة المرتكبة بحق مدنيين في داريا.

وقال مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، «نأسف وندين بشدة اعمال العنف هذه، انه امر غير مقبول».

وأكد أن «ظروف مجزرة داريا لم تتضح بعد»، موضحاً انه «تجب معاقبة مرتكبيها»، بغض النظر «عمن هم». وأضاف ان الاتحاد الأوروبي «يدين من دون تحفظ أعمال العنف التي يرتكبها النظام ضد الشعب السوري»، داعيا الى «انتقال ديمقراطي» في سورية.

بدورها، قالت فرنسا انها تشعر «بصدمة عميقة بعد اكتشاف جثث»، في مدينة داريا السورية، في «ما يبدو مجزرة لمدنيين»، مؤكدة انها قلقة ايضا على مصير المنتج السينمائي السوري عروة نيربية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، ان «فرنسا تشعر بصدمة عميقة لاكتشاف جثث في بلدة داريا في ما يبدو مجزرة لمدنيين».

وأضاف انها «تأمل إلقاء الضوء بالكامل على ظروف هذه المجزرة، خصوصا بوساطة لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الانسان».

وعبر الناطق عن قلقه من «الاختفاء غير المفسر لعروة نيربية المنتج السينمائي السوري الشهير، بينما كان يستعد للسفر الى مصر من مطار دمشق».

الأكثر مشاركة