قصف عشوائي على ريف دمشـــق.. وتفجير تشييع في جرمانا
شهدت مناطق ريف دمشق، أمس، عمليات قصف عشوائي عنيف ومداهمات من قبل القوات النظامية، غداة يوم شهد مقتل 190 شخصاً معظمهم من المدنيين، في حين قتل 12 شخصاً وأصيب 48 آخرين بجراح بعضهم في حال خطرة جراء انفجار استهدف مشيعين في بلدة جرمانا بريف دمشق. فيما دعا الرئيس المصري محمد مرسي، حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى المساعدة في إزاحته عن السلطة، بينما طالبت الرئاسة التونسية بإحالة ملف الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، على خلفية «مجزرة داريا» قرب دمشق، التي مازالت تتفاعل إقليمياً ودولياً.
وقصفت القوات السورية «بشكل عشوائي وعنيف» مناطق ريف دمشق ونفذت مداهمات للبحث عن ناشظين.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس، في بيان، بأن مدينة زملكا في ريف دمشق تتعرض للقصف «بالتزامن مع تقدم الدبابات من جهة جسر زملكا وسقوط عدد من القذائف على زملكا البلد».
وسقط «العديد من الجرحى جراء القصف العشوائي بقذائف الهاون ورشاشات الطائرات المروحية على عين ترما في الغوطة الشرقية، بحسب الهيئة التي أوضحت ان قوات الأمن «تشن حملة دهم واسعة في بلدة القلمون -القطيفة» في الريف الدمشقي.
إلى ذلك، بث ناشطون على الانترنت شريط فيديو ظهرت فيه خمس جثث لشبان تظهر عليهم آثار تعذيب، ويقول الناشطون إن القوات النظامية اعدمتهم ميدانياً في حي القدم الدمشقي.
وفي جرمانا بريف دمشق، قتل 12 شخصاً وأصيب 48 آخرين بجراح بعضهم في حالة خطرة جراء انفجار استهدف مشيعين، بحسب التلفزيون السوري الرسمي. ولفت التلفزيون في شريط اخباري الى «استشهاد 12 مواطناً وإصابة 48 بجروح بعضهم في حالة خطيرة من جراء التفجير الارهابي بسيارة مفخخة، الذي استهدف موكب تشييع شهيدين في جرمانا بريف دمشق».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، إن «عبوة ناسفة انفجرت اثناء تشييع مواطنين اثنين مواليين للنظام سقطا منتصف الليلة قبل الماضية في ضاحية جرمانا اثر تفجير عبوات ناسفة بسيارتهما». وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن «فرانس برس» بأن نتيجة انفجار جرمانا «عشرات الاصابات، الكثير منها في حال خطرة»، مشيراً الى ان «سيارات الاسعاف حضرت الى مكان الانفجار».
وفي حمص (وسط)، ألقى الطيران المروحي «أربع قنابل في قرى جوسية والنزارية والصالحية جنوب مدينة القصير»، بحسب الهيئة التي أشارت الى «انفجارات ضخمة ودمار هائل وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المدنيين».
من ناحية أخرى، أصيب ثلاثة عمال سوريين بجروح نتيجة سقوط قذائف عدة فجر أمس، من الجانب السوري على منطقة مشاريع القاع الحدودية في منطقة البقاع شرقي لبنان.
وقال مصدر أمني لـ «فرانس برس» إن قذائف عدة سقطت فجر، أمس، عن طريق الخطأ على احدى مزارع منطقة مشاريع القاع، موضحاً ان «المنطقة لم تشهد اي اشتباكات بين الجانبين اللبناني والسوري». وأوضح انه نتيجة ذلك «جرح ثلاثة سوريين يعملون في الزراعة في المنطقة».
وفي القاهرة، دعا الرئيس المصري حلفاء الأسد إلى المساعدة في إزاحته عن السلطة.
وقال لـ «رويترز» في أول مقابلة يجريها مع وكالة أنباء عالمية «آن الأوان لكي يقف هذا النزيف، ولكي ينال الشعب السوري حقه كاملاً، ولكي يذهب من المشهد هذا النظام الذي يقتل شعبه».
وتحدث مرسي قبل سفره إلى الصين وإيران هذا الأسبوع.
وتعارض الدولتان إلى جانب روسيا حتى الآن الدعوات الغربية والعربية للأسد للتنحي.
وأضاف مرسي أنه «لم يعد هناك مجال الآن إلا لأن يحصل الشعب السوري على حريته وأن يقوم على أمر نفسه وأن يدير شأنه بشأنه».
وقال «نحن أعلنا قبل ذلك بالفعل مرات عدة أن الأصدقاء للشعب السوري في الصين أو في روسيا أو في غيرها من الدول»، يجب أن يدعموا الشعب السوري في حركته.
إلى ذلك، أكد مرسي أنه لن يفرض ضرائب جديدة أو يخفض قيمة الجنيه المصري، وإن حكومته ستعتمد بدلاً من ذلك على الاستثمار والسياحة والصادرات لإصلاح الاقتصاد الذي أنهكته اضطرابات سياسية دامت عاماً ونصف العام.
في سياق متصل، وصفت الرئاسة التونسية، الأسد بـ«الرئيس غير الشرعي»، وطالبت بإحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية، على خلفية «مجزرة داريا».
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر، في بيان، إن النظام في سورية «مازال مصراً على غيه ومكلفاّ شعبه ضريبة باهظة من الدماء والدموع لا تفتأ ترتفع يومياً من مجزرة إلى أخرى وآخرها مجزرة داريا».
وأضاف أن «تونس التي تعتبر هذه المجزرة الفظيعة جريمة كبيرة تجاه الشعب السوري الشقيق والمكافح من أجل حريته، تدين بمنتهى الشدة استهداف المدنيين من قبل جيش أصبح يتصرّف كجيش احتلال داخلي».
وأكد أن «تونس التي طالما طالبت بترك منفذ للنظام مقابل وقف العنف الأعمى وحتى عدم المتابعة في حال وجود وفاق سياسي يضمن حماية الجناة وإن لم يضمن العدل، فإنها تدعو إلى إحالة ملفّ الرئيس غير الشرعي بشار الأسد، وكل من يثبت تورطه في المجازر من الآن إلى المحكمة الجنائية الدولية».
وعزا هذه الدعوة إلى ما وصفه بـ «رفض النظام السوري الحالي ورئيسه بشار الأسد أي خطة عربية أو أممية لحقن الدماء، ورفعه يوماً بعد يوم من وتيرة القمع غير متراجع أمام أية فظاعة».
وراح ضحية «مجزرة داريا» بريف دمشق نحو 400 شخص، حيث تبادل الجيش السوري النظامي الاتهامات مع الجيش السوري الحر حول المسؤولية عن هذه المجزرة. ورغم تضارب الأنباء حول الجهة التي نفذت هذه المجزرة، فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون سارع إلى الإعراب عن «صدمته»، ودعا إلى ضرورة «إجراء تحقيق فوري ومحايد» فيها.
من جهة أخرى، أعرب الناطق باسم الرئاسة التونسية عن أمل بلاده في أن تتكثف الجهود لوضع حد لسياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها النظام السوري.
كما أعرب عن أمله في أن تلعب حركة عدم الإنحياز وإيران التي تستضيف قمتها الثالثة، دوراً إيجابياً لوقف هذه المجازر الرهيبة وتخفيف وطأة المأساة التي يعانيها «أهلنا في سورية».