استبعد إقامة مناطق عازلة من دون قرار أممي
أردوغان: الأسد مات سياسياً وبات لاعباً ثانوياً
استبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إقامة اي مناطق عازلة في سورية لاستقبال اللاجئين الهاربين من المعارك من دون قرار من الامم المتحدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الرئيس السوري بشار الأسد مات سياسياً وبات لاعباً ثانوياً. فيما أكد الأردن، أمس، أنه سيكون بحاجة إلى 700 مليون دولار، لاستضافة نحو ربع مليون مواطن سوري بين لاجئ ومقيم مستقبلا.
وقال أردوغان إن إقامة أي مناطق عازلة في سورية، لاستقبال اللاجئين الهاربين من المعارك، تحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة. وأضاف لقناة «كانال تورك»، أول من أمس، «لا يمكننا القيام بذلك، من دون قرار من مجلس الأمن الدولي». واعتبر أنه «من غير الممكن إنشاء منطقة عازلة، من دون إقامة منطقة حظر جوي».
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو دعا مجلس الأمن ـ الخميس الماضي ـ إلى «التحرك من دون تأخير»، لإقامة مناطق عازلة، مشيرا الى أن 80 الف سوري، استقبلوا بمخيمات في تركيا، في حين ان 4000 آخرين غيرهم يجتازون الحدود يوميا، كما يعيش 20 الف لاجئ سوري في شقق او فنادق في تركيا، بحسب سلطات أنقرة. ولم تنجح القوى الكبرى في الاتفاق على اقتراح تركيا، الذي يتطلب المضي به تغطية عسكرية.
وقال دبلوماسي تركي إن تركيا ستواصل جهودها، من أجل إقامة مناطق محمية في سورية للاجئين السوريين، على الرغم من التحفظات التي وردت بشأن هذا الموضوع في مجلس الأمن الدولي.
وأعرب أردوغان عن اقتناعه بأن «الأسد ميت سياسيا»، وقال، إن حياة الأسد السياسية انتهت، مضيفاً أن «الأسد حالياً لا يعمل كسياسي، وإنما كلاعب أو ممثل ثانوي في الحرب الداخلية في سورية».
وقال إن الرئيس السوري بات «لا يعي ما يقول، حين يحمّل تركيا مسؤولية الدم المراق في سورية»، مضيفاً أن «تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب نظام بشار الغاشم، الشعب السوري شعب شقيق لنا».
وانتقد أردوغان بشدة موقف «حزب الشعب الجمهوري» التركي من سياسة الحكومة التركية تجاه الأزمة السورية، مستنكراً وصف المساعدات الإنسانية بأنها تسليح للمعارضة، ومؤكداً عزم حكومته على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
واستنكر ما ذكره بعض نواب المعارضة بأن «بعض الخطوات غير الأخلاقية والأعمال غير المشروعة، يقدم عليها الوافدون من سورية في محافظة هاتاي»، لافتاً إلى أن محافظ هاتاي نفى هذه الادعاءات. وأضاف أنه «عوضاً عن دعم الحكومة الحالية في تركيا، يدعمون بشار الأسد، ويغضبون حين أصفهم بأنهم بعثيون، يرفعون صور بشّار في اجتماعاتهم، ويبعثون برسائل إليه بأن الشعب التركي إلى جانبه».
وفي عمان، أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني جعفر حسان، أن بلاده ستكون بحاجة إلى 700 مليون دولار، لاستضافة نحو ربع مليون مواطن سوري بين لاجئ ومقيم مستقبلا، داعيا الدول المانحة والمجتمع الدولي الى مساعدة المملكة في تحمل هذه الأعباء.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك، مع وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، إنه «حتى يتمكن الأردن من الاستمرار في استضافة الاخوة السوريين، ضمن هذه الظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة، خصوصا مع التزايد الكبير في أعداد القادمين والاحتمالات باستمرار ذلك على المدى القريب، يصل حجم الكلف الى 700 مليون دولار، وهي إجمالي الكلف لاستضافة أكثر من 240 ألف مقيم ولاجئ في مخيم الزعتري (85 كلم شمال عمان) وخارجه».
وأضاف انه «من الصعب توقع المستجدات والمتغيرات اليومية، لكن علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات».
وأوضح أن «عدد السوريين الذين دخلوا الاردن، وبقوا فيه يبلغ نحو 177 الف مواطن سوري، منهم ما لا يقل عن 140 ألفا يقيمون بالمدن والقرى الاردنية». وأشار الى أن «عدد السوريين في مخيم الزعتري زاد على 26 الف لاجئ، منذ افتتاحه قبل أقل من خمسة اسابيع، في حين بلغ عدد المقدرين للتسجيل في مفوضية اللاجئين حاليا، أكثر من 60 الف لاجئ، أي 30٪ من مجمل السوريين الموجودين في الأردن».
وأكد ان «طاقة الأردن الاستيعابية تجاوزت حدها، ولا يمكن للحكومة الاستمرار في تحمل هذه الكلف دون دعم الجهات الدولية المختلفة».
من جهته، أكد الوزير المعايطة، وهو أيضا امين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان «الأردن ضحية من ضحايا الأزمة السورية في كثير من المجالات، خصوصا المجال الاقتصادي».
وقال «نحن لسنا دولة عظمى، للقيام بالواجب الكبير تجاه اللاجئين السوريين، الذين تدفقوا الى المملكة خلال الفترة الاخيرة بصورة كبيرة، تجاوزت كل توقعات الدولة، وفاقت كل الامكانات المعدة لغايات استقبالهم».
ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة، الذي أسفر عن اكثر من 25 ألف قتيل، منذ مارس ،2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news