انفجـار سيـارة مفخّخـة في جرمانـا.. وحملة دهم واعتقال بدمشق
قتل ستة أشخاص بانفجار عبوة ناسفة موضوعة تحت سيارة مفخخة، في منطقة جرمانا التابعة لمحافظة ريف دمشق، فيما تم اكتشاف عبوة ناسفة ثانية بمنطقة الانفجار وجرى تفكيكها. في وقت شنت فيه القوات السورية النظامية حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق، وقصف أحياء أخرى. كما شنت القوات النظامية سلسلة غارات جوية أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، هم 14 قتيلا في مدينة حلب، و18 آخرون في مدينة الباب المجاورة، في المحافظة الواقعة شمال سورية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيارة مفخخة انفجرت، في ضاحية جرمانا بريف دمشق، التي يقيم فيها خصوصا مسيحيون ودروز، موضحا أن معلومات أولية تشير إلى سقوط جرحى.
وقال المرصد، في بيان، إن «سيارة مفخخة انفجرت قرب دوار الوحدة، وتشير المعلومات الأولية إلى سقوط جرحى»، في جرمانا الواقـعة على بعد 10 كيلومترات جنوب شرق العاصمة. وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «هناك زيادة في الهجمات بالسيارات المفخخة».
وقال «في الوقت نفسه، هناك لجان شعبية في جرمانا، حيث معظم سكانها من الموالين للنظام، تدافع عن منطقتها وهذا يعني أن النظام فقد السيطرة حقا، لأنه لم يعد يملك وسائل الدفاع حتى عن أنصاره».
من جهته، قال مصدر محلي إن ستة أشخاص، بينهم امرأة وطفلة، قتلوا وأصيب نحو 30 آخرين بانفجار عبوة ناسفة موضوعة تحت سيارة مفخخة في جرمانا. وأوضح أن عبوة ناسفة كبيرة انفجرت في شارع الوحدة، قرب دوار الرئيس بمنطقة جرمانا، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم امرأة وطفلة وإصابة ثلاثة آخرين، نقلوا إلى المستشفيات لمعالجتهم. وأضاف أن أضرارا مادية كبيرة طالت السيارات المركونة، وواجهات المحال التجارية والبنايات، في الشارع الذي حصل فيه التفجير. وأشار المصدر المحلي إلى أنه تم اكتشاف عبوة ناسفة ثانية بمنطقة الانفجار نفسه في شارع الوحدة وجرى تفكيكها.
وكانت جرمانا شهدت، الأسبوع الماضي، انفجارين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني على مدخل مدفن المنقطة، حيث كان الأهالي يشيعون قتلى التفجير الأول، وراح ضحيتهما عدد من القتلى والجرحى.
من جهتها، تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «انفجار عبوة ناسفة، ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، أسفر عن إصابة عدد من النساء والأطفال».
وفي العاصمة دمشق، أفاد المرصد بأن القوات النظامية السورية، تنفذ حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق.
كما تعرضت أحياء التضامن والعسالي والحجر الأسود للقصف، من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن مقتل رجل وزوجته وإصابة طفلتهما في حي الحجر الأسود.
في سياق متصل، أعلن المرصد السوري أن سلسلة غارات جوية، أسفرت عن سقوط 14 قتيلا، على الأقل في حلب، و18 آخرين في مدينة الباب المجاورة.
وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين، منذ ستة أسابيع، شاهدت صحافية من «فرانس برس» جثث 10 أشخاص هم رجل وامرأة وثمانية أطفال، نقلت إلى مستشفى مدني.
وقال حسن الدالاتي «إنهم عائلة واحدة»، موضحا أنه جار لهم، وقتلوا في قصف تركز على شارع السلطان في حلب، أدى إلى تدمير منزلهم.
وبعد ذلك، نقلت الجثث الـ10 مع أربع جثث أخرى، لأطفال من العائلة نفسها، إلى مقبرة في شرق المدينة، ودفنت من دون أي مراسم.
وكان المرصد أعلن، أمس، مقتل 18 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في قصف جوي على مبنى لجأوا اليه في مدينة الباب في محافظة حلب.
وقال مدير المرصد إن القتلى هم 10 رجال وست نساء وطفلان، مشيرا إلى أنهم سقطوا في قصف لمقاتلة على مبنى لجأوا إليه.
وقال سكان إن طائرة حربية حلقت فوق المدينة، الليلة قبل الماضية، قبل أن تعود فجرا، لإلقاء قنابل على محال تجارية ومنزلين.
وصرح رجل مصاب بشظايا، في مستشفى قرب حلب، «كنا نائمين في المنزل، عندما انفجرت القنبلة الأولى، جريت إلى الباب فأصبت في الانفجار الثاني».
وأضاف، والدموع في عينيه، «والدي ووالدتي وأختي قتلوا»، بينما تمدد قربه اثنان من أشـقائه أحدهما فتى والثاني رضيع.
ويستخدم المعارضون المسلحون، الذين يخوضون منذ ستة أسابيع، معركة حاسمة ضد القوات الحكومية في حلب، مدينة الباب التي تضم نحو 80 ألف نسمة، التي تبعد 30 كلم، شمال شرق حلب، قاعدة خلفية لعملياتهم. وكانت سلسلة من الغارات الجوية على الباب، أسفرت عن سقوط 12 قتيلا، الجمعة الماضية، كما ذكر المرصد ومصدر طبي، بينما تحدث السكان عن سقوط 20 قتيلا. وأضاف المرصد أن مبنى بمدينة إعزاز، شمال حلب، تعرض أيضا للقصف ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما تعرض حي الميسر بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، وردت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب المرصد.
من جهتها، قالت وكالة «سانا»، إن «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت ملاحقة الإرهابيين، وكبدتهم خسائر فادحة».
وتحدثت الوكالة عن مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر و«تدمير شاحنات صغيرة، مجهزة بأسلحة ثقيلة في كفر الحمرا، عند المدخل الشمالي لحلب».
على الصعيد السياسي، أعلن المعارض السوري رضوان زيادة، أن «المجلس الوطني السوري» يبحث إنشاء حكومة انتقالية، تضم القوى المعارضة، وعزا فتور العلاقات بين القوى الغربية الكبرى والمجلس، إلى الأخطاء التي ارتكبها الأخير.
وقال زيادة إن المجلس عقد اجتماعاً في السويد، نهاية الأسبوع الماضي، «من أجل إعادة هيكلته، وجعل هيئاته منتخبة بصورة ديمقراطية، وهناك اجتماع للهيئة العامة يومي 29 و30 من الشهر الجاري، لانتخاب أمانة عامة جديدة ورئيس جديد للمجلس، وضم جماعات معارضة جديدة في إطار توسيعه».
وأضاف أن المجلس «يجري نقاشات أيضا، لإنشاء حكومة انتقالية مع كل القوى السياسية المعارضة، بما فيها الجيش السوري الحر، وسيقوم بالإعلان عنها قريبا».
واعترف بوجود «أخطاء في بعض الهيكيلية الإدارية، داخل المجلس الوطني السوري، أضعفت الاتصالات داخله، وأثّرت في أدائه بشكل كبير، وجعلته يفشل بالتالي في الاستجابة لتطلعات الشعب السوري، خصوصا ما يتعلق الأمر بحشد الدعم الدولي لحماية المدنيين».