صورة وظلال
فاولينو ماتيب.. متمرد عارض جوبا والخرطوم
توفي في العاصمة الكينية نيروبي نائب القائد العام لجيش جنوب السودان، الفريق أول فاولينو ماتيب نيال عن عمر ناهز السبعين عاماً، خلال رحلته للاستشفاء في الولايات المتحدة الاميركية.
فمن هو ماتيب؟
ينتمي الى قبيلة النوير، وانضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أسسها الراحل جون قرنق في مايو ،1983 إلا انه انشق عنها عام 1986 اثر خلاف مع قرنق، ليؤسس مجموعة عسكرية منفصلة تحت اسم قوة دفاع جنوب السودان، ووصل إلى تفاهمات مع حكومة عمر البشير بعد .1989 وعينه البشير لواءً بالجيش السوداني، وقدم إليه الدعم العسكري ليخوض حرباً ضد الحركة الشعبية وقوات الجيش الشعبي، وكان يمثل أكبر العقبات التي أعاقت الحركة عن الوصول إلى مناطق إنتاج النفط في غرب ولاية أعالي النيل وبعض مناطق ولايات بحر الغزال الكبرى.
وفشلت محاولات عدة لتوحيد حركته مع الحركة الأم التي كانت تحت قيادة قرنق نتيجة لخلاف شخصي بين الاثنين، ويرى بعض المراقبين أن الخلاف كان يدور حول رؤى الاثنين، فبينما كان قرنق قائداً وحدوياً يطرح إعادة توحيد السودان على أسس جديدة في ما أسماه «مشروع السودان الجديد»، كان ماتيب محسوباً على التيار الانفصالي ضمن حركة «أنيانيا الثانية»، وهي حركة عسكرية جنوبية تعود جذورها إلى ما يعرف بثورة توريت في عام ،1955 وكانت تطالب بانفصال جنوب السودان.
أعلن فاولينو وقف العدائيات مع الحركة الشعبية بعد وفاة قرنق عام 2005 في حادث سقوط طائرة، بعد توقيع الاخير اتفاقية سلام مع حكومة البشير، وأعلن انضمام قواته الى الحركة التي تولى قيادتها سلفا كير ميارديت خلفاً لقرنق في إطار سياسة «الخيمة الكبيرة» للمصالحة مع المعارضة ولتوحيد جنوب السودان بعد اتفاقية السلام. وقابل سلفا كير هذا الإعلان بترحاب، ودخل في مفاوضات مباشرة مع ماتيب، ليتوصل الطرفان إلى اتفاق في الثامن من يناير 2006 عرف باسم «إعلان جوبا».
وانضم الجنرال بموجب الاتفاق مع قواته إلى الجيش الشعبي، وعيّنه سلفاكير نائباً له في قيادة الجيش الشعبي برتبة فريق، ثم تمت ترقيته لاحقاً إلى رتبة الفريق أول في الموقع نفسه نائباً للقائد العام، وهو ثاني أربع قيادات يحملون هذه الرتبة، وهي الأعلى في جيش جنوب السودان، بعد رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش سلفاكير.
إلا أن ذلك لم يمنع قواته من الاشتباك مع الجيش الشعبي مرات عدة في ولاية الوحدة، وكان يتهم الوالي تعبان دينق بالتآمر ضده والعمل على الحد من نفوذه، إلا أن الحاكم نفى مثل هذه التوجهات، وعمل سلفا كير على أن يكون موجوداً في جوبا لتفادي الاحتكاكات بينه وبين تعبان.
يقول محللون إن «الرجل القوي» كان دافعه أثناء الحرب الطموح لا الأيديولوجيا، وتنفي حكومة جنوب السودان صحة ما يدور بأن الجيش الشعبي لتحرير السودان سيعاني الانقسام بسبب وفاة ماتيب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news