هيما عابدين.. «أصولية» في البيت الأبيض
بعد اكتساح التيارات الإسلامية نتائج الانتخابات، سلطت وسائل الإعلام الأميركية وغيرها الأضواء على الكفاءات العربية والإسلامية المغتربة عن أوطانها الأصلية، ومن بينها الباكستانية هيما عابدين، نائبة رئيس الموظفين لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وكانت هيما المولودة في كالامازو في ولاية متشيغان ،1976 لأب هندي وأم باكستانية، والمتزوجة بالأميركي انتوني وينر، من أبرز قيادات حملة كلينتون للانتخابات الرئاسية الأميركية .2008
وعملت هيما رئيسة الموظفين المتنقلة والمساعدة الشخصية لكلينتون خلال حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية .2008
وانتقلت عائلتها إلى جدة في السعودية عندما كان عمرها سنتين مع والديها، حيث كان أبوها مدرساً في الهند في ،1928 وتخرج في جامعة عليكرة الإسلامية، وحاز لاحقاً الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، وتوفي في .1993 وحصلت أمها الباكستانية، صالحة محمود عابدين، على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا أيضاً، وهي أستاذة مشاركة في علم الاجتماع في كلية دار الحكمة في جدة.
بدأت عابدين مسيرتها متدربة في البيت الأبيض في ،1996 تعمل لمصلحة السيدة الأولى آنذاك هيلاري كلينتون، ولاتزال تعمل حالياً نائبة رئيس الموظفين لوزيرة الخارجية كلينتون في مبنى وزارة الخارجية الأميركية.
وفي 2010 تم وضع مها عابدين في لائحة «40 تحت الـ40» لمجلة تايم التي تضم لائحة بـ«جيل جديد من القادة المدنيين»، و«نجوم صاعدة في السياسة الأميركية»، وبلغ من حب هيلاري كلينتون لهيما وتعلقها بها أن قالت خلال احتفال قبل زفافها لأنتوني وينر «لدي بنت واحدة فقط، لكن لو كانت لدي بنت ثانية لكانت هيما».
اتهمت هيما من قبل وسائل إعلامية أميركية، وأيضاً من شخصيات سياسية، بوجود خلفيات أصولية إسلامية لها، وتم الغمز واللمز بأنها من أسرة إخوانية.
وفي وقت سابق من العام الجاري بعث أعضاء في الكونغرس رسالة إلى نائب المفتش العام في وزارة الخارجية هارولد غيزل، يطلبون فيها القيام بتحقيق حول تأثير أي شخص ذي علاقة بالإخوان المسلمين في سياسة وزارة الخارجية. وتقول عابدين إن«لديها ثلاثة أفراد من عائلتها، هم أبوها وأمها وشقيقها، ذوو صلة بعملاء من الإخوان المسلمين أو منظمات تابعة لهم»، كما دافع أعضاء مجلس الشيوخ، جون ماكين ولينزي غراهام وسكوت براون، عن عابدين ضد هذه الادعاءات، حيث قال ماكين إن «هذه الادعاءات ليست أكثر من هجوم لا مبرر ولا أساس له على امرأة شريفة متفانية وموظفة عمومية مخلصة».
ودافع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في حفل الإفطار الرمضاني الذي أقيم هذا العام في البيت الأبيض عن عابدين، وقال إن «أميركا تفتخر بمسلمات من طالبات ومعلمات ومحاميات ومقاولات ومجندات، بينهن عابدين التي عملت من دون كلل في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية، حيث نفذت عملاً استثنائياً في تمثيل أميركا والقيم الديمقراطية، لذا تستحق امتنان الشعب الأميركي».