عباس يتهم «حماس» بتعطيل المصالحة
اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتعطيل المصالحة الفلسطينية عبر عرقلة عمل اللجنة التحضيرية للانتخابات، موجهاً انتقادات للقاهرة على خلفية موقفها من الحركة، فيما انتقدت الحركة وحكومتها في غزة تصريحات الرئيس، واتهمته بمحاولة تصدير أزمته الداخلية بالضفة وتحويلها إلى مساجلة إعلامية مع الحركة، ورفض عباس أي حوار قبل موافقة حماس على عمل اللجنة، وأعلن أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، لطلب عضوية غير كاملة لدولة فلسطين، وأعلن دعمه لرئيس الوزراء سلام فياض، وأوعز لحكومته إيجاد حلول سريعة للازمة الاقتصادية، رغم انه عزا سبب تفاقمها إلى الاحتلال الاسرائيلي.
وتفصيلاً، قال عباس خلال مؤتمر صحافي في رام الله «نذهب لنقول نحن دولة وفق اتفاقية جنيف الرابعة، دولة تحت الاحتلال، معروفة حدودها وسيادتها، ونريد أن نصل إلى هذه النقطة». وأشار إلى أن هناك 133 دولة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وهناك عشرات الدول التي توجد معها علاقات وتمثيل، متسائلاً عن سبب رفض أميركا هذا التوجه.
وأكد أن هناك ضغوطاً شديدة من أميركا وغيرها لثني الفلسطينيين عن تقديم هذا الطلب.
وقال «هذا هو السبب الحقيقي الذي يجعلهم يقفون في وجهنا بشراسة حتى لا نذهب إلى الأمم المتحدة».
وبشأن المصالحة الوطنية، قال «نحن اتفقنا بشكل مكتوب في الدوحة، وترجم هذا في القاهرة، وهو أن نذهب إلى انتخابات تشريعية وأمن وطني، وبعد ذلك من ينجح يتسلم السلطة ويتولى أمور الناس». وأعلن رفضه إجراء أي حوار جديد مع حركة حماس، وقال «لا حوار، أما أن تذهب اللجنة إلى غزة (لجنة الانتخابات) فنحن متفقون على كل شيء، إذاً على ماذا نتحاور؟ إذا كانت هناك مشكلة داخلية في حماس فعليها أن تحلها بنفسها».
ووجه انتقادات حادة لمصر، على خلفية موقفها من حركة حماس، من غير ان يسميها، قائلاً «نحن نرفض تقسيم التمثيل الفلسطيني، ونحن نطلب الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، نتمنى على إخوتنا أن يحافظوا على وحدانية التمثيل».
وأضاف «بصراحة من يستقبل إسماعيل هنية كرئيس وزراء يساعد على التقسيم، لا مشكلة لدي في استقبال هنية أو مشعل ممثلاً لحماس، لكن أن تستقبله كرئيس حكومة أو ممثل للشعب الفلسطيني فهذه سقطة غير مقبولة».
وقال عباس في المؤتمر «فياض جزء لا يتجزأ من السلطة، وأنا أول من يتحمل المسؤولية». وأضاف «هذا الحراك مشروع، الجوع كافر، هناك فقر في احتياجات، والناس تعرف ان هناك ضغطاً، هناك حصار، ومن حق الناس ان يعبروا عن رأيهم ليذهب صوتهم الى كل العالم، إنما بهدوء وبسلمية».
ودعا عباس المتظاهرين الى الحفاظ على سلمية تحركهم الشعبي. وأوضح أنه «أوعز للوزراء المختصين في الحكومة الاجتماع مع الفعاليات الاقتصادية والقطاع الخاص (اليوم) لدراسة الحلول بشأن الازمة الاقتصاديةالراهنة». وقال «سألتزم بما يصدر عن هذا الاجتماع من توصيات وقرارات».
وشكا عباس عدم التزام عدد من الدول العربية بدفع حصتها من المساعدات للسلطة الفلسطينية التي اقرتها القمم العربية السابقة.
يأتي هذا في وقت قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن عباس بدأ مشاورات مع مقربين منه تتعلق ببدائل عن رئيس الوزراء الحالي برام الله سلام فياض في حال إقالته عقب موجة الاحتجاجات الأخيرة.
قال الناطق باسم الحكومة المقالة، طاهر النونو، إن خطاب عباس «تعبير عن حالة الإفلاس وفشل مشروعه السياسي والاقتصادي، وهو يستعيد خطاب الانقسام التوديعي». واستنكر وصف انتفاضة الأقصى عام 2000 بـ«المدمرة»، قائلاً إن وصفه مغالطة تاريخية وتنكر لدماء الشهداء.
ورأى أن ذلك «فشل سياسي وتخبط، ولا يعلم كيف يخرج من أزمته الداخلية، لذلك ينتقد حماس والقاهرة وطهران والدول العربية الأخرى». وقال إن عددًا من العواصم العربية استقبلت هنية وليس فقط القاهرة «وبالتالي انتقاده موجهٌ إلى كل الدول العربية».