32 قتيلاً في غارات جوية على مدينة الباب قرب حلب واشتباكات في دير الزور

الإبراهيمي يحذّر من خطورة أزمــة سورية.. والأسد يدعو إلى حوار

الأسد أكد تعاون سورية مع جهود الحل خلال لقائه الإبراهيمي. أ.ف.ب

أعلن الموفد الدولي الخاص الى سورية الأخضر الابراهيمي، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الأزمة تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم، فيما أكد الاسد التعاون الكامل مع أي جهود للحل، ودعا الى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين. ميدانياً تواصلت اعمال العنف، فقد قتل 12 مدنيا بعد غارات جوية شنتها القوات السورية النظامية على مدينة الباب قرب حلب، كما قتلت القوات الحكومية 20 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال في دير الزور شرق سورية.

وتفصيلاً، قال الابراهيمي للصحافيين لدى عودته إلى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق، من اللقاء مع الرئيس السوري «سنحاول جهدنا ان نتقدم ونجند امكاناتنا وطاقاتنا لمساعدة الشعب السوري». وأكد الإبراهيمي أن الأزمة في سورية كبيرة جدا وتتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري في المنطقة والعالم. وقال الإبراهيمي، بعد مشاوراته مع الأسد «أعتقد أن الأسد يدرك أكثر مني أبعاد الأزمة وخطورتها، وقد أبلغته أننا سنحاول جهدنا (لحل الأزمة) باسم الجامعة العربية والأمم المتحدة بأن نقدم الأفكار ونحشد كل ما يحتاجه الوضع من إمكانات وطاقة لمساعدة سورية على الخروج من هذه الأزمة».

وقال الإبراهيمي: «لقد أبلغت الأسد أنه سيكون لنا مكتب في دمشق وقد رحب بذلك، وسمعنا منه ومن الحكومة أنهم سيمكنوننا على أكمل وجه من القيام بمهامنا وعملنا». وأضاف الابراهيمي، في تصريحات له بعيد مشاوراته مع الأسد «سأقوم بزيارات لعدد من الدول ذات التأثير في الوضع السوري، كما سأزور نيويورك للقاء الأعضاء في مجلس الأمن ورئيس الأمم المتحدة بان كي مون، إضافة لعدد من الدول في المنطقة ذات النفوذ في الشأن السوري».

وعن رأيه ودوره في ما إذا كان يلتقي أو يتضارب مع الرباعية الدولية، قال الإبراهيمي «سأكون على اتصال مع أعضائها وسأكون قريباً منهم، لا أعتقد أن هناك تضارباً بيننا، أعتقد أننا سنتواصل ونعمل». وفي سؤال عما إذا كان الإبراهيمي يعتقد أن حل المسألة في سورية مستحيل، أجاب الدبلوماسي الجزائري الأممي بالقول: أنا لم أقل إنه لا يوجد أمل، لكنني قلت إن الأمر صعب جدا، خطتي ستكون جاهزة بعد الاجتماع بكل الأطراف الداخلية والخارجية، بعدها سأقدم مقترحاً كخارطة طريق نحو الخلاص.

وأضاف «سيكون لنا مكتب في دمشق ووعدت الحكومة السورية بأنها ستمكنه من القيام بعمله»، مشيراً الى ان اتصالاته لإيجاد حل للازمة السورية ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري.

من جانبه، دعا الرئيس السوري خلال لقائه الابراهيمي إلى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الاسد قوله «ان المشكلة الحقيقية في سورية هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الارض»، مشيراً الى ان العمل على المحور السياسي مستمر، خصوصاً لجهة الدعوة الى حوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد، تأكيده للابراهيمي «التزام سورية الكامل بالتعاون مع اي جهود صادقة لحل الازمة طالما التزمت الحياد والاستقلالية».

وأضاف الاسد ان نجاح العمل السياسي «مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب المعارضين وتهريب السلاح الى سورية، لوقف القيام بمثل هذه الاعمال».

وكان الابراهيمي قد التقى شخصيات من المعارضة السورية، قالت انه قدم افكارا جديدة لجهود السلام. ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي المعارضة التي تضم احزاباً عربية وكردية واشتراكية وماركسية اللقاء مع الابراهيمي بأنه مهم ومفيد ومثمر، وتحدث عن تطوير في خطة الموفد السابق كوفي انان للحل في سورية. وقال حسن عبدالعظيم «هناك تطوير لخطة أنان، خطة الابراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك افكار وخطوات جديدة».

وأكدت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية، ان «السوريين حريصون الى حد غير مسبوق على إنجاح مهمته». واضافت أن «ما يحتاج إليه السوريون من الابراهيمي ان يكون صريحاً ويسمي المسميات بأسمائها، ان يقول مقارباته بوضوح لا يحتمل التأويل او التفسير الخاطئ».

وكان الابراهيمي أجرى بعد وصوله الى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والتقى ايضا السفير الايراني في سورية، بحسب المتحدثة باسم الأمم المتحدة. وأكد المعلم التعاون التام من الجانب السوري في انجاح مهمته، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

ميدانياً، استمر العنف في مختلف أنحاء سورية، حيث تحدث نشطاء عن اشتباكات عنيفة في محافظتي حلب وإدلب شمال البلاد. وذكروا أيضاً أن القوات الحكومية قتلت 20 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال في دير الزور شرق سورية.

وقتل 12 مدنياً على الأقل وجرح 60 آخرون بعد غارات جوية شنتها القوات السورية النظامية ليلاً على مدينة الباب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والواقعة على مسافة 35 كيلومتراً شمال شرق حلب، كما أفادت مصادر طبية لوكالة «فرانس برس».

وفي مستشفى المدينة البالغ عدد سكانها نحو 70 ألف نسمة، والتي تنتشر فيها نحو 20 كتيبة من الجيش السوري الحر، أشار أحد الاطباء الذي فضل عدم كشف هويته، الى أن طائرتين حربيتين استهدفتا المدينة، ملقية قذائف عدة أصابت مدارس فارغة ومباني سكنية.

وكانت طائرة حربية حلقت في سماء مدينة الباب من دون ان تغير عليها، لاسيما فوق وسطها، ما تسبب في حالات من الذعر أفرغت الشوارع من السكان، بحسب صحافيين في وكالة «فرانس برس». ولقي اربعة أشخاص بينهم ثلاث نساء حتفهم داخل أحد هذه المنازل، بحسب والد إحدى الضحايا.

وأكد سكان لـ«فرانس برس» أن الحي لا يضم أي هدف تابع للمعارضة. وأشار مصطفى تمرو، وهو مدرس، ان الغارات استهدفت المدرسة. كان الجيش السوري الحر موجوداً فيها مع بداية الانتفاضة، لكنه غادرها منذ شهرين.

وأصيبت مدرسة حليمة السعدية بثلاث قذائف على الأقل، أدت إحداها الى سقوط طبقة على أخرى، بينما اخترقت اخرى الجدار المحيط بالمدرسة، في حين أدت ثالثة الى حفرة في الملعب بقطر ستة أمتار وعمق مترين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصيلة قتلى اول من أمس بلغت أكثر من 160 شخصاً.

تويتر