الفيلم أنتجته جمعية مسيحية

الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار ردود فعل عنيفة في عدد من الدول العربية والإسلامية أنتجته مجموعة دينية اميركية تطلق على نفسها اسم «اعلام من اجل المسيح»، (ميديا فور كرايست)، وقام بإخراجه متخصص في الأفلام الإباحية، فيما قالت الشرطة إن ضباطاً اصطحبوا رجلا من كاليفورنيا دين بالاحتيال المصرفي كي يحققوا معه في ما يتعلق بخرق محتمل لشروط الإفراج عنه بعد ربطه بالفيلم.

ويبدو أن الرجل الذي يقف وراء انتاج هذا الفيلم، يحمل عنوان «براءة المسلمين»، في المقطع المعروض على «يوتيوب» وتبلغ مدته 14 دقيقة، مصري قبطي، يقيم في الولايات المتحدة ومحتال لم يلتزم بشروط الإفراج بكفالة عنه، كما قال مسؤولون أميركيون، أول من أمس.

أما مخرج الفيلم فهو، آلن روبرتس، (65 عاما) الذي عمل خصوصا من قبل على أفلام إباحية او افلام اثارة.

وتحدث الموقع الى عدد من الذين مثلوا أدواراً في الفيلم فأكدوا انهم فوجئوا عندما ظهروا في ما كان اصلا في فيلم يروي ملحمة خيالية ثم وضعت دبلجة فوق الحوار الاصلي في اطار حملة معادية للمسلمين.

والأسماء التي يحملها ابطال الفيلم الاصلي الذي اخرجه روبرتس، هي جورج وكونداليزا وهيلاري، لكن في النسخة التي وضعت على «يوتيوب» اصبحت: النبي، صلى الله عليه وسلم، وشخصيتين اخريين من القرآن.

وروجت للفيلم شبكة يمينية قبطية ومسيحيون إنجيليون معروفون بعدائهم للإسلام مثل الاميركي المصري الأصل موريس صادق، والقس تيري جونز، الذي اشتهر لإحراقه المصحف علناً.

وعمل ستيف كلين، الذي حارب في فيتنام، واسس جمعية «المسيحيون الشجعان موحدون»، المعروفة باحتجاجاتها امام المساجد ومعابد المورمون. وقد قال إنه ساعد صانعي الفيلم.

والفيلم بحد ذاته لا ينطوي على اي مخالفة للقوانين الاميركية، لكن نكولا باسيلي نكولا، وهو مصري قبطي يعتقد انه كتب الفيلم ارتكب مخالفة لشروط الإفراج عنه من السجن.

وقال ناطق باسم المكتب الاداري للمحاكم الاميركية، ان «وضعه يخضع للمراجعة».

ويكشف محضر اتهام لمحكمة في كاليفورنيا يعود الى ،2009 ان نكولا اتهم بالاحتيال على مصارف اميركية عبر فتح حسابات وهمية وتمرير شيكات غير صحيحة.

وقد أفرج عنه منذ ذلك الحين بكفالة. وتفيد الوثيقة انه وافق على الادلاء بشهادة ضد زعيم الشبكة التي تعمل في تزوير الشيكات. واذا تبين انه خالف شروط اطلاق سراحه فقد يعود الى السجن.

ومن شروط الافراج عنه منعه من استخدام جهاز الكمبيوتر في منزله خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها 790 الف دولار، وتحول نكولا خلال الاسبوع الجاري من محتال صغير الى شخصية اساسية في حادث اثار احتجاجات عنيفة في عدد من الدول الاسلامية في شمال افريقيا والشرق الاوسط وآسيا وافريقيا، تعرضت فيها البعثات الدبلوماسية الاميركية لهجمات.

وتمركز الصحافيون ورجال الشرطة خارج منزل نكولا في سيريتو قرب لوس انجلوس، لكن لم يره احد، مع انه اجرى مقابلة مع اذاعة سوا الاميركية التي تبث باللغة العربية.

وأوضح نقولا انه منتج الفيلم، وقال لمحطة الاذاعة الاميركية «راديو سوا»، الناطقة بالعربية انه غير متأسف على تصوير الفيلم. واضاف «لا، لست متأسفاً. انا حزين لمقتل السفير (الاميركي في ليبيا)، ولكني لست متأسفاً، اني قمت بإنتاج» هذا الفيلم.

ويخضع منزل هذا الاخير، منذ الاربعاء الماضي، لمراقبة من الشرطة.

ومن ناحيتها، اكدت نائبة الأمين العام لمدينة دوارت كارين هيريرا، وجود مقر «ميديا فور كريست»، في المدينة، ولكنها نفت ان يكون هناك اي اذن لتصوير فيلم بهذا الاسم.

وقال المتحدث باسم قائد شرطة لوس أنجلوس، ستيف وايتمور، إن نيكولا باسيلي نيكولا غادر منزله طوعا برفقة مسؤولين من مكتب قائد الشرطة، للحديث مع ضباط في مركز الشرطة.

وتابع، «سيحقق معه ضباط تحقيقات اتحاديون، لم توضع الأصفاد في يديه، الأمر كله تطوعي»، مضيفا ان نيكولا ليس رهن الاعتقال، ولكن لن يعود إلى منزله على الفور.

تويتر