مساجد حلب وكنائسها ساحة معركة
فقدت المساجد والكنائس التي تمثل النسيج المتنوع للمجموعات الدينية في سورية قدسيتها في النزاع الذي تشهده مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، اذ إنها غالباً ما تكون مستهدفة او تستخدم لغير غايتها السامية.
فقد أطلق مقاتلو معارضون خلال اليومين الماضيين قذائف صاروخية عبر الحائط الخلفي المحيط بكنيسة ارمنية ارثوذكسية في حلب، مع محاولتهم تحقيق تقدم إضافي في حي الميدان المحوري، بينما اندلعت اشتباكات خلال سيطرة الجيش النظامي على مسجد الانصار القريب.
وتحولت باحة كنيسة القديس غريغوريوس ساحة معركة، مع مواجهة المقاتلين القادمين من شارع سليمان الحلبي الواقع تحت سيطرتهم، مقاومة من الجيش المرابض على الجهة المقابلة، كما لاحظ مراسل لوكالة «فرانس برس». وخلال المواجهات، أصيب صهريج مازوت موجود في باحة الكنيسة، ما أدى الى اندلاع النيران فيه.
وفي حيي بستان الباشا والعرقوب، حيث سيطرت قوات الحرس الجمهوري على مسجد الانصار، واجه الحرس الجمهوري رشقات نارية لدى اقتحامه المنطقة المحيطة بالمسجد الذي تحول نقطة تجمع للمعارضة، وتلت ذلك اشتباكات عنيفة وفق مصدر عسكري. وقال شاهد عيان يرتاد المسجد منذ مدة طويلة لوكالة «فرانس برس»: «سمعت ان المسجد تضرر وأصيب بالرصاص وتحطم زجاج نوافذه، لكنني لم أتمكن من الذهاب» الى هناك.
ولا يعد القصف والمعارك في محيط الاماكن الدينية امرا جديدا، وقد تحولت هذه المباني مواقع عسكرية استراتيجية في نزاع يحصد أكثر من 100 ضحية يومياً.