تراجع حدة التظاهرات ضدّ الفيلم المسيء.. وتوقيف 50 شخصاً في ليبيا
واشنطن تُـجلي طواقمها غير الأساسيين من تونس والسودان
فيما تراجعت حدة التظاهرات ضد الفيلم المسيء للنبي، صلى الله عليه وسلم، أمام السفارات الأميركية في العديد من دول العالم، أمرت الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، بإجلاء جميع طواقمها غير الأساسيين من تونس والسودان، محذرة المواطنين الاميركيين من التوجه الى هذين البلدين، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية، فيما أكد وزير الدفاع، ليون بانيتا، أمس، أن الجيش الاميركي ليست لديه اية خطط لتعزيز قواته في الشرق الاوسط رغم الاحتجاجات العنيفة التي استهدفت البعثات الدبلوماسية الاميركية في عدد من الدول العربية، وأوقفت السلطات الليبية 50 شخصاً على خلفية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل خلاله السفير الاميركي وثلاثة اميركيين آخرين.
وتفصيلاً، قالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند، في بيان «بالنظر الى الوضع الامني في تونس والخرطوم، امرت الخارجية بمغادرة جميع العائلات وجميع الطواقم غير الاساسيين من هذين البلدين، ووجهت في موازاة ذلك تحذيرات للمواطنين الاميركيين من السفر» الى هذين البلدين. وتأتي هذه القرارات بعد مهاجمة السفارتين الاميركيتين في تونس والسودان خلال تظاهرات احتجاجا على فيلم مسيء الى الإسلام.
ودعت الخارجية الاميركية رعاياها «إلى تفادي كل التظاهرات العامة، وكل التجمعات السياسية، لان تظاهرات قد تبدو سلمية يمكن ان تصبح عدائية وعنيفة من دون انذار سابق».
وفي ما يتصل بالاميركيين الذين لايزالون يقيمون في السودان، قالت الخارجية «ينبغي ان تلتزموا الحذر وتبدلوا مواعيدكم وبرامجكم للتنقل، وتقودوا بحذر، وتتأكدوا أن جوازات سفركم وتأشيراتكم السودانية لايزالان صالحين».
وأورد التحذير ان الوضع على صعيد الخطر الارهابي لايزال «دقيقا» في السودان، حيث اتخذت واشنطن تدابير لتعزيز امن الطواقم الرسمية الاميركية. وبالنسبة الى تونس جاء في التحذير ان «وزارة الخارجية لا تنصح المواطنين الاميركيين بالسفر الى تونس في المرحلة الراهنة». واضاف ان «المواطنين الاميركيين الذين ظلوا في تونس يجب ان يلتزموا الحذر الشديد، ويتفادوا التظاهرات»، داعيا هؤلاء الى ابلاغ السفارة عن وجودهم.
من جانبه، صرح بانيتا للصحافيين قبل وصوله الى طوكيو في جولة آسيوية انه مع انتشار قوة كبيرة في المنطقة، اضافة الى فرق مكافحة الارهاب التابعة لقوات المارينز التي ارسلت الى اليمن وليبيا، فإن الجيش لديه القدرة على الرد بالشكل المناسب لحماية الدبلوماسيين الاميركيين. وقال «لدينا وجود كبير في المنطقة». وأضاف «ومع ذلك فقد عززنا ذلك الوجود بفرق اسطول مكافحة الارهاب وغيرها حتى يستطيعوا الرد بسرعة اكبر في حال طلب ذلك منهم».
إلا ان بانيتا قال انه في الوقت الحاضر لا توجد ضرورة لإرسال مزيد من القوات الى المنطقة، اضافة الى ما طلبته وزارة الخارجية لحماية البعثات الدبلوماسية.
وفي برلين، يعتزم وزير الداخلية الألماني، هانز بيتر فريدريش، منع جماعة ألمانية يمينية متطرفة بصورة حاسمة من عرض الفيلم المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، عرضاً علنياً أمام الجمهور.
وقال «مثل هذه الجماعات والمنظمات ترغب في استفزاز الإسلاميين الذين يعيشون في ألمانيا».
وفي طرابلس، قال محمد المقريف إنه تم توقيف 50 شخصاً على خلفية الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي، الذي قتل خلاله السفير الاميركي وثلاثة أميركيين آخرين،
وقال ان «عدداً قليلاً» من الذين شاركوا في الهجوم كانوا أجانب دخلوا ليبيا من «جهات مختلفة، وبعضهم بالتأكيد من مالي والجزائر». وقال ان «آخرين ربما كانوا من المتعاطفين». وقال ان الحكومة علمت ان الهجوم لم يكن نتيجة موجة غضب عفوية بسبب الفيلم الاميركي المسيء للإسلام.
وفي صنعاء، ألغيت تظاهرة معادية لوجود «المارينز» في اليمن لقلة المشاركين، في حين توقفت القنصلية الاميركية عن العمل. وكشفت صحيفة «الأولى» اليمنية المستقلة وصول 200 سيارة مصفحة تابعة لقوات «المارينز» إلى ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، غرب اليمن.
وفي القاهرة، تراجعت السفارة الأميركية عن إعادة عمل الخدمات القنصلية كما أعلنت، أول من أمس، وقالت في بيان إنه لن يكون هناك خدمات قنصلية إلا للرعايا الأميركيين فقط .
وأكد وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، خلال اتصال هاتفي جرى مع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، رفض بلاده للفيلم المسيء للنبي، مطالبا واشنطن بالتعامل مع ظاهرة الإساءة للأديان بالاهتمام الذي تستحقه، مؤكداً في الوقت ذاته حرص السلطات المصرية وإصرارها على القيام بواجباتها كاملة في حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة على الأراضي المصرية، وأنها لن تسمح بالاعتداء على الممتلكات الأجنبية في مصر بشكل عام.
وفيما برأ الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمود حسين، الإدارة الأميركية من الضلوع في إنتاج الفيلم المسيء، متهماً اللوبي اليهودي في أميركا بالضلوع في انتاجه، قال القيادي في الجماعة، حسن البرنس، إن منع اقتحام مبنى السفارة أجهض مخططا لتدخل قوات المارينز الأميركية، ومنع حدوث فوضى أمنية في مصر.
وفي كابول، تظاهر نحو 1500 طالب سلمياً ضد الفيلم، في تجمع هو الاول في العاصمة الافغانية، فيما أعلنت بنغلاديش ان الفيلم يشكل «تحريضاً على الكراهية».
واعتقلت الشرطة الفرنسية 150 شخصاً في تظاهرة غير مرخصة تخللتها اعمال عنف، أول من أمس، قرب السفارة الاميركية في باريس للاحتجاج على الفيلم.
وفي أنقرة، حرقت مجموعة صغيرة من المحتجين خارج السفارة العلم الأميركي، احتجاجاً على الفيلم، فيما ردد عشرات آخرون شعارات تندد بالسياسة الاميركية في سورية. وقال قائد الحرس الثوري الايراني، الجنرال محمد علي جعفري، ان الفيلم لا يبرر قتل السفير الاميركي في ليبيا، بينما صرح رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، بأنه على الغرب خصوصاً الولايات المتحدة اتخاذ قرار مناسب ضد الفيلم، وإلا فإنهما سيواجهان غضب المسلمين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news