مسؤولون بريطانيون يستبعدون التدخّل العسكري

ماكين: علينا تسليح المعارضة.. والأسد سيرحل

ماكين دعا إلى فرض منطقة حظر جوي وتشكيل حكومة انتقالية. غيتي

أكد المرشح السابق للرئاسة الأميركية جون ماكين، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل، مجددا دعوته لتسليح المعارضة السورية، فيما استبعد مسؤولون بريطانيون خيار التدخل العسكري في سورية، وأكدوا أنه غير مدرج على أجندة حكومتهم.

وقال ماكين في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، إن «الجميع يتفق على أن بشار الأسد سيرحل، وأنا واثق بأنه سيرحل»، إلاّ أنه اعتبر أن الضغط على نظام الأسد ليس كافياً. وأضاف أنه «حتى الآن، وعلى الرغم من أن المقاومة حققت مكاسب، إلاّ أن الدعم لبشار الأسد ازداد أيضاً من إيران و«حزب الله» وروسيا، وحصل أيضاً على أسلحة ومعدات إضافية من العراق وإيران». وقال «أوافق على أن بشار الأسد سيسقط، لكن ألا يوجد ما يكفي من الضغط لوقف المجازر، 20 أو 21 ألف شخص قتلوا حتى وقت طباعة المقابلة، والولايات المتحدة لم ترد بالطريقة التي اعتدنا تقليدياً اللجوء إليها».

وإذ أيد فكرة أن أميركا تعبت من الحروب التي تخوضها ولا يجدر بها خوض حرب جديدة، دعا ماكين إلى «تزويد المعارضة السورية بالسلاح وفرض منطقة حظر جوي، يمكن أن تستخدمها لتشكيل حكومة انتقالية». وانتقد ماكين مقاربة الرئيس باراك أوباما تجاه الملف السوري، مشيداً بمقاربة منافسه الجمهوري ميت رومني الذي أيد إرسال السلاح إلى المعارضين السوريين. واعتبر أن إدارة أوباما لم تبذل ما يكفي في هذا المجال، وقال إن «الجزء المخزي بهذا، هو أن الرئيس الأميركي لم يتحدث بحزم باسم الشعب السوري، وهذا ابتعاد جذري عن أي رئيس عرفته في حياتي، والسؤال هو كم من الأشخاص يجب أن يموتوا؟».

ورأى أن موقف أوباما تجاه الأزمة السورية يؤشر إلى «غياب القيادة الأميركية الذي يتجلّى في كل مكان»، مشيداً في الوقت نفسه بمقاربة رومني للموضوع السوري. وقال إن «رومني أعلن تأييده لتسليح المعارضة السورية، تحدث رومني على الأقل باسم الشعب السوري بحزم بينما الرئيس الأميركي لم يقل كلمة واحدة».

إلى ذلك، استبعد مسؤولون بريطانيون، خلال لقاء مع معارضين سوريين وممثلين عن الجالية السورية في المملكة المتحدة، خيار التدخل العسكري في سورية.

وقال رئيس مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية في المهجر خلف داهود، الذي حضر اللقاء، إن بعض المعارضين السوريين ركزوا خلال المناقشات مع مسؤولين من وزارتي الخارجية والتنمية الدولية البريطانيتين على «دعم الجيش السوري الحر بالسلاح، ومناظير الرؤية الليلية والدروع الواقية الرصاص، وتقديم بريطانيا المساعدة لتأسيس قوة شرطة من الضباط والعناصر المنشقة والملتحقين، لحفظ الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في حلب، وتدريب المجالس المحلية بشكل يمكنها من سد فراغ غياب السلطة».

وأضاف أن «ممثلي المعارضة السورية طلبوا من المسؤولين البريطانيين قيام بلادهم بواجباتها الإنسانية حيال الشعب السوري في الداخل، وإيجاد طرق آمنة لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية للمتضررين، والعمل على تحسين أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار».

وأشار داهود إلى أن المسؤولين البريطانيين أكدوا خلال اللقاء، أن التدخل العسكري غير مدرج على الأجندة البريطانية في المرحلة الحالية، بسبب ما اعتبروه «تعقيدات الوضع القائم في سورية».

وأضاف أن المسؤولين البريطانيين اشاروا إلى أن حكومة بلادهم «وصلت إلى قناعة بشأن ضرورة تدريب الممثلين السياسيين للجيش السوري الحر، وتأهيل الناشطين للتواصل مع الدول المانحة في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وبناء منظمات المجتمع المدني، وتفعيل دور المرأة وإشراكها في الحياة السياسية في سورية الجديدة».

وقال إن المسؤولين البريطانيين كشفوا، خلال اللقاء، عن أن بلادهم تخطط لافتتاح مكاتب في الأردن ومصر، للتواصل مع المعارضة السورية، وتنسيق العمل الإغاثي، بعد افتتاحها مكتباً لهذا الغرض في مدينة إسطنبول التركية.

تويتر