تظاهرات جديدة ضد الفيلم المسيء.. وبطلته تقاضي المنتج بتهمة الخداع

الأمم المتحدة تدعو إلى عدم تصادم حرية التعبير مع المعتقدات

تظاهرات لمسلمين ومسيحيين في باكستان ضد الفيلم والرسوم المسيئة. إي.بي.إيه

تواصلت التظاهرات المنددة بالفيلم المسيء إلى الإسلام والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، أمس، حيث شهدت كابول وطهران وإسلام آباد تظاهرات جديدة، فيما يشهد اليوم استعدادات في دول عدة لتظاهرات واسعة، وسعت الامم المتحدة الى تهدئة غضب العالم الإسلامي عبر الدعوة إلى رسم حدود لحرية التعبير، ورفعت الممثلة الرئيسة في فيلم «براءة المسلمين» المسيء دعوى في لوس أنجلوس ضد المنتج، مؤكدة أنه تم تضليلها وخداعها حول نوايا الفيلم.

تفصيلاً، تظاهر المئات في أفغانستان سلمياً احتجاجاً على بث فيلم «براءة المسلمين» الذي أنتج وصور في الولايات المتحدة، وكذلك احتجاجاً على نشر اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة. وهتف نحو 300 طالب «الموت لفرنسا، الموت لأميركا» في احدى ضواحي العاصمة الافغانية كابول. وفي منطقة مجاورة هتف مئات المتظاهرين «الموت لاميركا» و«يعيش الإسلام وتعيش افغانستان».

وفي إسلام آباد، أصيب 11 شخصاً على الأقل بجروح في تظاهرة شارك فيها نحو 1000 طالب، حمل معظهم العصي، احتجاجاً على الفيلم المسيء، وقد أصيب الجرحى خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن، كما أفادت الشرطة وفرق الإسعاف.

وفي طهران، تظاهر نحو 100 شخص أمام السفارة الفرنسية في العاصمة الايرانية.

ووسط أجواء التوتر المستمرة أكد الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، أن الفيلم المسيء «فاضح ومخز». وقال أمام صحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك إن حرية التعبير «حق ثابت» يجب أن تتم حمايته بشرط ألا يصطدم بمعتقدات وقيم الآخر. وأضاف «حين يستخدم البعض حرية التعبير هذه لاستفزاز أو إذلال اشخاص آخرين بقيمهم ومعتقداتهم، حينئذ لا يمكن حمايتها بالطريقة نفسها».

وتابع متحدثاً عن الفيلم أن «حرية التعبير، التي هي حق أساسي ومميز، يجب ألا تستخدم تعسفياً، عبر عمل فاضح ومخز بهذا الشكل».

ودان حزب الحرية والعدالة المصري، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، نشر مجلة شارلي إيبدو رسوماً مسيئة، مطالبا الحكومة الفرنسية بـ«إجراء حازم وسريع» ضد المجلة.

وفي فرنسا اثار نشر «شارلي ايبدو» رسومها الكاريكاتورية المسيئة جدلا كبيرا حول حرية التعبير التي تعتبر اساسية في الديمقراطيات الغربية.

وتلقت الاسبوعية الفرنسية، أمس، دعم عدد من زميلاتها في اوروبا. وفي هذا السياق أكدت صحيفة «فاينانشل تايمز» الالمانية في صفحتها الاولى تضامنها بالقول «من واجب (الصحيفة الساخرة) رصد الحدود السياسية والاجتماعية، وتجاوزها إن دعت الحاجة»، لكن هذا التحليل لم تشاطره الصحف كافة. ففي ألمانيا كذلك اعتبرت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» أن نشر الرسوم «إشكالي»، لانه يأتي في اعقاب بث الفيلم الاميركي، فيما وجهت صحيفة «لوموند» الفرنسية انتقادات حادة للرسوم، ووصفتها بأنها «سيئة الذوق، تنم عن ذوق سيئ»، و«تسهم في سكب الزيت على النار بدرجة تشكك بالفعل في وعي الكتاب والناشرين بالمسؤولية».

وتتركز المخاوف الغربية على اليوم الجمعة، حيث اعلنت باريس انها ستغلق، اليوم، سفاراتها وقنصلياتها ومراكزها الثقافية ومدارسها في نحو 20 بلداً إسلامياً على الرغم من عدم وجود «تهديد فعلي لاي مؤسسة». واتخذت إجراءات امنية محلياً في البلدان المعنية لحماية المباني.

ففي باريس تعززت الإجراءات الامنية حول المبنى الذي يوجد فيه مقر مجلة شارلي ايبدو، كما أعلنت السلطات منع تجمع كان مقرراً أمام مسجد باريس الكبير، غداً.

من جانبها، رفعت سيندي لي غارسيا بطلة الفيلم دعوى بتهمة انتهاك الحياة الخاصة والاحتيال والافتراء والرغبة في الاساءة. ورفعت الدعوى أمام المحكمة العليا في لوس انجلوس ضد نقولا باسيل نقولا القبطي البالغ من العمر 55 عاماً والمقيم قرب لوس انجلوس الذي أقر بأنه ساعد في صنع الفيلم، والذي سبق أن حكم عليه في 2010 بالسجن 21 شهراً بتهمة التزوير المصرفي. وبحسب وسائل الإعلام الأميركية فإن نقولا قد يكون استخدم اسم سام باسيل في الفيلم قبل أن يكشف عن اسمه الحقيقي.

ورفعت غارسيا أيضاً دعوى على موقع «يوتيوب» التابع لموقع «غوغل» اللذين بثا مقتطفات من الفيلم.

وتقول الممثلة إن الممثلين في الفيلم، وهو من إنتاج ضعيف، شاركوا في التصوير من دون معرفة نيته الحقيقية.

وكتبت في الدعوى أن «باسيل أكد أن فيلم براءة المسلمين هو فيلم مغامرات يدور حول مصر القديمة».

لكن غارسيا اكتشفت في نهاية الأمر أنه فيلم مختلف تماماً، وان حياتها اصبحت في خطر. كما اضافت في الدعوى التي تقول «انها تتعرض لتهديدات خطرة بالقتل، وتخاف على حياتها وحياة المحيطين بها».

وتطالب الممثلة العدالة بسحب الفيديو نهائياً عن موقع «يوتيوب»، مؤكدة أنها تعاني انهياراً، وأنها ستواجه صعوبات مالية، وكذلك «ما يمكن ان يقضي على مسيرتها وسمعتها».

تويتر