طفل يتلقى العلاج بعد إصابته في قصف نفذته القوات السورية على مدينة حلب. أ.ف.ب

معارك حول مواقع اسـتراتيجية بحـلب.. و«مقبرة جماعية» في دمشق

شهدت مدينة حلب وريفها في شمال سورية، أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب، بينما قصفت القوات النظامية مناطق في ريف دمشق وحمص. في حين عثر الجيش السوري، على مقبرة جماعية تضم 25 جثة في منطقة القدم بدمشق، غداة يوم دامٍ قتل فيه 225 شخصاً، هم 140 مدنياً و39 مقاتلاً معارضاً، و26 من عناصر القوات النظامية، فيما خرجت تظاهرات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في جمعة «أحباب رسول الله في سورية يذبحون». في وقت خطف فيه ثلاثة معارضين، بينهم قياديان في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة بعد خروجهم من مطار دمشق إثر عودتهم من الصين، حيث أجروا لقاءات مع المسؤولين هناك.

ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، أمس، في محيط ثكنة ومطار عسكريين في مدينة حلب وريفها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات، فجر أمس، بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب (شمال)، «وتستخدم الطائرات الحوامة رشاشاتها في الاشتباكات».

كما وقعت اشتباكات في حي باب النصر وسمعت اصوات إطلاق رصاص كثيفة في حي حلب الجديدة (غرب)، بينما تعرضت احياء الصاخور (شرق) وبستان الباشا (وسط) للقصف. وتعرضت الأحياء الجنوبية للمدينة كبستان القصر والكلاسة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد. وقال ناشطون إن الجيش الحر يركز هجماته داخل المدينة على المراكز الامنية والعسكرية للقوات النظامية، وقد استولى على عدد منها في وقت سابق.

وفي ريف حلب، افاد المرصد بوقوع اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري، بينما اشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى ان قصفاً مدفعياً مصدره المطار طال مدينة إعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها. ويكرر الجيش السوري الحر منذ اسابيع هجماته على مطار منغ الذي تنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية التي تستخدم في قصف حلب وريفها، بحسب ما يقول ناشطون.

وفي ريف دمشق تتعرض دوما لقصف مستمر يرافقه اطلاق نار، بعد يوم من إسقاط مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة.

وفي محافظة الرقة (شمال)، حيث ارتكبت القوات النظامية «مجزرة» راح ضحيتها العشرات، عندما قصفت محطة للوقود في قرية عين عيسى، تحدث المرصد عن اطلاق نار كثيف في مدينة الرقة ترافق مع انتشار كثيف للقوات النظامية.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) ذات الأغلبية الكردية، أقدم مسلح على اغتيال عضو الامانة العامة للمجلس الكردي وأحد قياديي «حركة شباب الثورة»، محمد والي، بإطلاق النار عليه امام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد.

وفي محافظة طرطوس (غرب)، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس، التي شهدت احياؤها الجنوبية انتشاراً امنياً بعد انباء عن خطف ضابط في المخابرات ومقتله، فجر أمس، في جنوب المدينة، بحسب المرصد.

وفي حمص (وسط)، افادت الهيئة بأن مدينة الرستن في ريف المدينة تتعرض منذ فجر أمس، لقصف متواصل بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

إلى ذلك، عثر الجيش السوري، أمس، على مقبرة جماعية في منطقة القدم في دمشق. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أنه «بناء على معلومات من أهالي المنطقة، عثرت وحدة من القوات المسلحّة في منطقة القدم على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 25 مواطناً ممن كانوا قد اختطفوا سابقاً».

وأوضحت أن الجثث وُجدت «مكبّلة الأيدي ومعصوبة الأعين»، مشيرة الى أن «المجموعات الإرهابية المسلحة» قد قتلتهم.

وعلى الرغم من العنف المتنامي في شتى انحاء البلاد، خرج سوريون في تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مناطق عدة يطالبون بإسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة. وشملت التظاهرات مدناً وبلدات في محافظات درعا (جنوب)، وحماة (وسط)، وحلب (شمال)، ودمشق وريفها، والحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد السوري. وتعرضت تظاهرات في حيي القصور والأربعين في مدينة حماة «لإطلاق نار رافقه عمليات اعتقال» طالت عدداً من المشاركين في التظاهرة، بحسب المرصد. بينما تعرضت تظاهرة في بلدة الأتارب في ريف حلب الى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

وهتف متظاهرون في كفرنبل في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب ما ظهر في شريط فيديو على «يوتيوب»: «إيه ويلا ايه ويلا، ما منركع إلا لله»، و«ايه ويلا ايه ويلا، منصورين بعون الله».

في سياق متصل، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سورية اختفاء ثلاثة معارضين، بينهم عضوان من الهيئة بعد خروجهم من مطار دمشق الدولي، إثر عودتهم من الصين، حيث أجروا لقاءات مع المسؤولين الصينين. وقالت الهيئة في بيان، أمس، إنه عقب خروج اعضاء الهيئة من مطار دمشق الدولي على متن سيارتين، وصلت إحداهما وفُقد الاتصال بالسيارة الثانية.

وأضافت أن السيارة الثانية تضم رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة عبدالعزيز الخير، وعضو المكتب التنفيذي للهيئة إياس عياش، والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب ماهر طحان، الذي جاء الى المطار لاستقبالهم.

وأشارت الهيئة إلى تواصلها مع جميع الأطراف المعنية في محاولة للاطمئنان على مكان وسلامة الأشخاص الذين استقلوا السيارة، إلا أنها «لم تتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث بالضبط».

واعتبرت «أن أي تعدٍ على حرية وسلامة إياس عياش وعبدالعزيز الخير وماهر طحان، هو تعدٍ على سلامة المواطنة والالتزام الأخلاقي والسياسي بقضايا الإنسان السوري وحقه الطبيعي في الأمن والحرية والكرامة». وطالبت الهيئة كل من يستطيع ان يضع حداً لاختفاء المواطنين الثلاثة أن يقوم بما يحتمه عليه واجبه الوطني باحترام الآخر، وضمان حريته وسلامته. ومن المقرر ان يعقد في سورية مؤتمر لهئية التنسيق الوطنية وقوى معارضة في 23 سبتمبر الجاري، تحت شعار «المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية».

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القيادي المعارض الدكتور عبدالعزيز الخير اختطف لدى عودته مساء الخميس من الصين عبر مطار دمشق الدولي، ضمن وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديموقراطي المعارضة، وكان برفقته إياس عياش وماهر طحان». وحمل المرصد السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياة الخير، «والإفراج الفوري عنه وعن رفيقيه».

وأضاف ان الخير اعتقل في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في شباط ،1992 بتهمة الانتساب الى حزب العمل الشيوعي، وخرج من الاعتقال في عهد الرئيس بشار الأسد في نهاية عام .2005

الأكثر مشاركة