باكستانيون يحتجون بالقرب من مبنى السفارة الأميركية في إسلام آباد. أ.ب

13 قتيلاً في «يوم حب الرسول» بباكســتان

تحولت تظاهرات الاحتجاج على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام الذي انتج في الولايات المتحدة، الى اعمال عنف بباكستان في«يوم حب الرسول»، حيث قتل امس، 13 شخصاً واحرقت اثنتان من دور السينما، وكذلك في عدد من الدول الاسلامية والعربية، وفيما لجأت الولايات المتحدة الى التلفزيون و«يوتيوب» لتهدئة غضب المسلمين، رأت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، ان نشر الرسوم الكاريكاتورية بعد عرض الفيلم «استفزاز متعمد» من الأفضل تجاهله.

وتفصيلاً، اسفرت مواجهات عنيفة عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل في التظاهرات ضد الفيلم المسيء للاسلام في عدد من المدن الباكستانية الكبرى، كما افادت حصيلة جمعت من مصادر طبية. وفي المجموع قتل اربعة أشخاص هم ثلاثة متظاهرين وسائق يعمل لدى قناة تلفزيونية باكستانية في صدامات مع الشرطة في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان، بينما قتل تسعة آخرون بينهم شرطي في مواجهات في كراتشي كبرى مدن الجنوب.

وقال قائد شرطة بيشاور اشرف الطاف ان تحقيقاً فتح في اعمال الشغب هذه وقد يمثل شرطيون امام القضاء.

وأضاف «لم نطلب من احد فتح النار على المتظاهرين، لكن الشرطة تعرضت ايضا لاطلاق النار. كل شرطي اطلق النار على المتظاهرين سيمثل امام القضاء».

وقتل تسعة أشخاص هم شرطي وثمانية متظاهرين في كراتشي كبرى مدن الجنوب، حيث احرق متظاهرون دورا للسينما. واضرم متظاهرون غاضبون النار في اثنتين من دور السينما في بيشاور في بداية يوم الاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام، كما ذكرت الشرطة ومتظاهرون. واندلعت صدامات على نطاق ضيق ايضاً في روالبندي، المدينة التوأم لاسلام آباد، كما قال مصور لوكالة فرانس برس.

وفي خطاب أمام الحكومة لمناسبة إحياء يوم «حب الرسول»، دعا رئيس الوزراء دول العالم إلى اعتبار تدنيس المقدسات جريمة يحاسب عليها القانون، مؤكداً أن الفيلم آذى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو لا يمت إلى حرية التعبير بصلة.

وكانت السلطات الباكستانية اطلقت على امس، الجمعة، اسم «يوم حب الرسول» حتى يتمكن الناس من التظاهر دفاعاً عن الاسلام وعن النبي محمد، بعد الفيلم المسيء للإسلام. وقد استنفرت الاجهزة الامنية، خصوصاً في العاصمة اسلام آباد، حيث اقيمت حواجز للحؤول دون شن أي هجوم على الحي الدبلوماسي الذي يضم سفارات اجنبية لاسيما منها سفارتا الولايات المتحدة وفرنسا.

وفي اندونيسيا تظاهر عشرات الأشخاص امام مقار شركات اميركية وبعثتين قنصليتين فرنسية وأميركية للاحتجاج على الفيلم ونشر الرسوم الكاركاتورية.

ففي ميدان في اقليم سومطرة في الشمال، احرق عشرات من اعضاء حزب جبهة المدافعين عن الاسلام، العلم الاميركي امام قنصلية الولايات المتحدة ورفعوا لافتات احتجاج، كما تظاهر نحو 200 شخص امام قنصلية فرنسا في سورابايا (شرق جاوة).

وأغلقت كل البعثات الدبلوماسية الاميركية والفرنسية في اندونيسيا ونحو 20 بلداً اسلامياً، امس، في اجراء وقائي.

وفرضت اجراءات امنية مشددة في وسط العاصمة التونسية امس، حيث تمنع حركة السير خلال النهار لمنع اعمال عنف او تظاهرات.

وقال صحافي من وكالة فرانس برس، إن السفارة الواقعة في جادة الحبيب بورقيبة اكبر شوارع وسط المدينة، محمية بأسلاك شائكةوشاحنات عسكرية ومدرعة وشاحنة يعلوها خرطوم مياه.

وفي القاهرة فرضت عناصر من الشرطة المصرية طوقاً أمنياً حول مبنى السفارة الفرنسية، تحسّباً لأي ردود أفعال على نشر مجلة فرنسية رسوماً مسيئة للرسول محمد. وكثفت عناصر الشرطة من وجودها، بمحيط مبنى السفارة الفرنسية بشارع مراد بالجيزة، حيث وجدت آليات خفيفة بالقرب من بوابتي السفارة من جهة النيل ومن أمام حديقة الحيوان، خشية اندلاع تظاهرات احتجاجية على رسوم مسيئة للرسول محمد، نشرتها مجلة شارلي إيبدو أخيراً.

كما تظاهر الآلاف في البصرة جنوب العراق، وكذلك في العاصمة اليمنية صنعاء، وايضاً شهدت ساحات المسجد الاقصي تظاهرة احتجاجية لفلسطينيين ضد الفيلم المسيء.

وشهد لبنان امس، تظاهرات واعتصامات نددت بالاساءة الى النبي محمد، تخللها احراق اعلام اسرائيلية وأميركية، ودعا رجل دين في احداها الى اصدار فتوى بهدر دم كل من اساء الى الإسلام.

وكانت المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية اقفلت في لبنان تخوفاً من حصول تجاوزات في التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية التي دعي اليها، بينما اتخذ الجيش اللبناني والقوى الامنية تدابير امنية مشددة في محيط هذه المؤسسات وفي محيط بعض المساجد. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في طرابلس وصيدا تعزيزات عسكرية بالآليات والجنود وعناصر قوى الأمن في محيط المراكز الثقافية وغيرها من المؤسسات الفرنسية.

وفي واشنطن عمدت وزارة الخارجية الاميركية، الى التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات التلفزيونية في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاجات العالمية. وبدأت السفارة الاميركية في اسلام آباد هذا التحرك، عبر انتاج اعلان تلفزيوني مدته 30 ثانية تم بثه على الشبكات السبع في باكستان في محاولة للفصل بين الحكومة الاميركية والفيلم المثير للغضب.

وأنفق مبلغ 70 الف دولار لبث الاعلان الذي يظهر فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على ما اعلنت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند.

من جهتها، قالت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة بيلاي في لقاء مع صحافيين في جنيف، إن هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد هي الاخيرة من سلسلة من الاستفزازات المتعمدة، وأفضل طريقة لمواجهة هذه الاستفزازات المتعمدة والغبية هي تجاهلها. وقالت المفوضة السامية، إن مثل تلك الأعمال تمثل استفزازاً كبيراً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. ودعت بيلاي الى التعبير سلمياً في حال وجود أية ردود فعل على مثل تلك الاستفزازات غير المقبولة، كما دانت ردود الفعل العنيفة والمدمرة على نشر الرسوم والفيلم.

الأكثر مشاركة